رسالة ولية أمر لوزير التعليم
جيهان زاهر
هل تابعت مع جموع الشعب المصرى مباريات مونديال كأس العالم؟
هل تعاطفت مع كل ما مر به كابتن مصر العالمى المحب
لبلاده الوطنى محمد صلاح؟
هل حاولت كجميع المصريين تقييم الموقف، وتتبع الأخبار
واستنتاج أسباب الفشل؟
هل استشعرت أن هناك أى وجه شبه بين حال كرة القدم
المصرية وحال التعليم فى مصر؟
لقد أدركنا جميعًا وعلى رأسنا كابتن محمد صلاح،
أنه لا يمكن لشخص واحد مهما كانت مهاراته وقدراته العالمية، ومهما كانت ثقته فى نفسه
وحبه لوطنه أن يتحمل ويقود مجموعة تتسم بالكثير والكثير من التراجع فى المستوى مع مزيج
من الفساد فى كل نواحى المنظومة الكُروية ويستطيع أن يقودهم للنجاح.
للأسف، هذا ما حدث حرفيًا، فلا ينكر أحدٌ منا أن
محمد صلاح تحمل من الضغوط ما لا يتحمله لاعب فى مكانته العالمية المحترمة، لكنه كان
يسعى خلف أمل عظيم وهو رفع اسم بلاده وإسعاد شعبه.
لكن مراهناته كانت للأسف خاطئة؛ لأنه بنى جزءًا
كبيرًا جدًا من آماله العظيمة على قدرات وإمكانيات غيره، ولو كان هناك 100 محمد صلاح
يعملون فى اتحاد الكرة والبعثة المصرية لحققنا نجاحًا باهرًا.
ولا شك أن المنتخب المصرى خسر فرصة قد لا تتكرر،
وهى مشاركة لاعب عالمى كمحمد صلاح فى المنتخب.
وقد استقر الجميع واستنتجوا بدون نقاشات أن البداية
لابد أن تكون القضاء على الفاسدين ومحاسبتهم والتخلص من الأعضاء الضعيفة التى لا يمكن
الاعتماد عليها، وأن الطريق الصحيح هو أن يعمل المنتخب من الغد على الاستعداد الجاد
والعمل اليومى الشاق، ليكونوا مؤهلين بجدارة لخوض مونديال كأس العالم القادم، لأن النجاح
يحتاج الكثير من الاستعداد والتدريب وتوفير الكوادر ومقومات النجاح.
بدون المزيد من الكلمات وجدت نفسى-أقارن كأم مصرية
مهتمة بالتعليم-بين المجالين، التعليم والكرة.
فلا أنكر أنى أحلم ككل المصريين بتطبيق نظم أفضل
بكثير فى التعليم وأن نرتقى بمستوى تعليم أولادنا ونحقق الهدف من التعليم وأتمنى أن
لا أرى عناء أولادى بلا عائد يستحق، واعترفت أنى فى كثير من الأوقات التى أستمع فيها
لأحاديث معالى وزير التعليم، دكتور طارق شوقى، هذا العالم الذى شهدت له مؤسسات عالمية
كبرى عن رؤيته وطموحاته فى تطوير التعليم، أقول بصوت حزين فاقد الأمل (يااااريت).
حزنى وفقدان أملى هذا، ليس رفضا للأفكار أو التطوير
كما تظنون، ولكنه نابع معايشتى لأرض الواقع وإدراكى الجيد وتخوفاتى أن ما يطرحه دكتور
طارق شوقى، لا يحتاج دكتور طارق شوقى واحد، بل يحتاج للآلاف منه فى كل نواحى منظومة
التعليم مع توفير إمكانيات وبنيه مناسبة، وإلا سيواجه هذا التطوير مصير المنتخب المصرى
للأسف، وخوفى أن يواجه دكتور طارق شوقى ما يواجهه كابتن محمد صلاح.
أن نحلم
بالنجاح شئ عظيم.
أن نمتلك
العزيمة والإرادة القوية للتغيير شىء يستحق الاحترام.
أن نتحمل العناء والمشقة فى سبيل تحقيق هدف سامى
صفة إنسانية عظيمة.
لكن ليس بهذا فقط يتحقق النجاح، خصوصًا إذا كان
النجاح يعتمد على نجاح أفراد منظومة كاملة.
لنجاح يحتاج لوقت من الاستعداد الجيد والتخلص من
العناصر الفاسدة والغير مناسبة، والتدريب المتواصل، وتوفير الإمكانيات التى تضمن الحد
الأدنى من نجاح التطبيق.