إعلام الأزهر تناقش مع رموز الدراما المصرية دور الفن في إبراز القيم المجتمعية
نظمت أسرة طلاب من أجل مصر بإعلام الأزهر برعاية فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي رئيس الجامعة ندوة تثقيفية عن " دور الفن في إبراز القيم المجتمعية" تحدث فيها ثلاثة من رموز الفن المصري ، المخرج القدير حسني صالح، والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، والفنان القدير محمد رياض، بقاعة المؤتمرات بالكلية، بحضور الدكتور محمد الشربيني نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب و الدكتور رضا عبد الواجد أمين عميد كلية الإعلام, والدكتور عبد الراضي حمدي البلبوشي وكيل الكلية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية.
استهلت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الطالب محمد رضا، ثم كلمة للدكتور محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة، أكد فيها أن للفن رسالة سامية، وهي الارتقاء بالمجتمع في ظل الإعلام الفضائي المفتوح، مشيرًا إلى أن الفن ليس مجرد تسلية وتضييع للوقت، بل أداة لنهوض المجتمع ونشر المبادئ السوية إذا ما أُحسن استخدامه، بحيث يجسد الفنانو ن هموم الوطن ويبرزون رموزه الوطنية وقيمه المجتمعية
وفي مستهل كلمته رحب الدكتور رضا عبد الواجد أمين عميد الكلية بالسادة الضيوف مؤكدًا أن لهم بصمات واضحة في أعمالهم التي ينتقونها كانت سببًا في احترام الجمهور وتقديره لهم، وأن المخرج حسنى صالح ينتقي في أعماله ما يبث رسائل إيجابية، وأن الفنانة سميرة عبد العزيز استحقت لقب أم العظماء؛ لتجسيدها دور أم الأئمة: أبي حنيفة والترمذي والشعراوي وغيرهم, في حين جسد الفنان محمد رياض شخصية الأئمة والفقهاء والمحدثِّين، إلى جانب تجسيده شخصية الشاب المكافح لبناء ذاته كما في دور عبد الوهاب في مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي", مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف هو قلعة الوسطية التي تحث على الفن الهادف، وتشجعه، وترفض الأعمال التي تهدم قيم المجتمع وثوابته.
ومن جانبها أعربت الفنانة سميرة عبد العزيز عضو مجلس الشيوخ عن سعادتها بوجودها في جامعة الأزهر، وفي كلية الإعلام، تلك اللبنة الأولى في تخريج إعلاميين يعرفون خطورة الكلمة التي توجه إلى المجتمع، معلنة رفضها المشاركة في أية أعمال فنية تمس قيم المجتمع، وأنها رفضت الكثير من الأعمال الفنية قائلة: "كيف لي أن أجسد أمًا لبلطجي بعد أن لُقبت بأم الأئمة؟"
وعن دورها كعضو في مجلس الشيوخ المصري, أكدت أنها فوجئت بتعيينها عضوًا في المجلس بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقدمةً الشكر للسيد الرئيس على هذا التكليف، مضيفة أن الاختيار جاء انطلاقًا من أعمالها الفنية التي تراعي فيها مسؤوليتها تجاه المجتمع في نشر القيم والأخلاق الفاضلة، مشيرة إلى أنها تواصل مسيرتها في دعم القيم الفنية داخل المجلس, مُعلنة تقدمها بطلب إحاطة للحكومة بتوفير ميزانية للتليفزيون المصري؛ لإعادة إنتاج الأعمال الفنية الراقية.
وخلال كلمته أعرب الفنان محمد رياض عن سعادته بوجوده في كلية الإعلام واعتزازه بالمجتمع الجامعي؛ فهو النبتة الأساسية التي شكلت ثقافته وشخصيته الفنية، مشيدًا بدور الأزهر الوسطي ومعتزًا بمكانته في العالم الإسلامي أجمع.
ووجه رياض رسالة للطلاب تحثهم للعمل الدؤوب على تحقيق الحلم، مشيرًا إلى أنه كان رئيسًا لفرقة التمثيل في الجامعة, ورغم دراسته للكيمياء بكلية العلوم, إلا أنه التحق بمعهد الفنون المسرحية، حتى يتمكن من تحقيق حلم الوصول إلى عالم الفن، مضيفًا أن معيار الاختيار لأعماله الفنية هي القيمة ذات المردود الثقافي والتوعوي.
بدوره قال المخرج حسني صالح في كلمته: " إنه يجب استثمار الفن في إبراز القيم؛ لقدرته على التأثير بدرجة كبيرة؛ إذ يستقي منه الفرد المعلومات والقيم سلبًا أو إيجابيًا، ففيلم مدته ساعة يغني عن قراءة كتاب 600 صفحة، وأن أخطر رسالة هي من تصل الجمهور عن طريق الإعلام، ومهمتنا أن نكون الجبهة المضادة للإعلام الذي يسعى لتدمير المجتمع، ونحن كمجتمع شرقي ضد جميع الأعمال الفنية التي تُستقي من أعمال غربية لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا؛ لأن الطفل وأحيانًا الإنسان الكبي…