"جامعات مصر" في ذكرى الثورة.. التغيير "موجات تطوير" مستمرة
منذ ثورة 25 يناير 2011، حتى الأن، عصفت أمواج التغيير بكثير من المفاهيم القديمة ودفعت بمفاهيم أخرى أكثر حداثة لتستقر في الجامعات المصرية مدفوعة برياح التغيير، التي طالت أيضا مؤسسات أخرى. وألقت بظلالها على الجامعات المصرية، بدءا من تعديل مسار الحراك الطلابي، وصولا إلى تغيير كبير للمناهج وربطها بما أنتجته ثورة يناير من خبرات ومفاهيم.
وعما تشهده الجامعات المصرية بعد الثورة، وما سببه التغيرر من تأثير على الحراك الجامعي وتطوير العملية التعليمية والبحثية، رصد "كشكول"، آراء عدد مـن أساتذة الجامعات حول ما طرأ من تغيير على الحرم الجامعي بعد ثورة يناير..
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يقول إن الوضع في الجامعات بعد ثورة 25 يناير، تغير مثلما تغير فى كل مصر، وفي جميع مؤسات الدولة، اختلفت عما كانت قبل الثورة، مبينا أن الجامعات قبل الثورة كان يتواجد الحرس الجامعي داخلها وكذلك أفراد المباحث، ولم تكن الأنشطة والاتحادات والانتخابات الطلابية غير مسموح بها شرعا.
ويرى نافعة، أن هـذه الفترة انصرف الطلاب تماما عن الأنشطة الطلابية، مع وجودة ممارسة حـرة للمشاركات الطلابية سواء الثقافية والفكرية، وعدم إقامة انتخابات حـرة ومتاحة للجميع، وهو ما كان يتم قبل ثورة يناير ، وأصبح هناك عزوفا مـن الطلاب عن الحياة الطلابية بالحرم الجامعي.
وعـن تطوير وتغيير المناهج، يؤكـد نافعة، أنه لا يوجد هذا بالجامعات، فهي تختلف عن المدارس، والأستاذ الجامعي يقـرر ما يشاء فى إطار السياسة العامة للقسم الذي ينتمنى إليه والمنهج الدراسي الذي يتم اعتماده، وهـذا الأمـر قــد يثار على التعليم الثانوي والابتدائى والتعليم ما قبل الجامعي، من مناهج ومقـررات، ولـيس مطـروحا على المجتمع الجامعي.
ويقول الدكتور هاني الحسيني، عضو هيئة التدريس بكلية العلوم في جامعة القاهرة: الجامعة ليس بها مناهج بالمعنىى التقليلدي، مضيفا أن الاستاذ بالجامعة هو من يحدد المقرر الدراسي للطلاب.
ويرى الحسيني، أن الجامعات بعد اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، أظهرت العديد من الجوانب السلبية، منها القضاء على كل مظاهر الحرية الطلابية والنشاط الطلابي، مع عدم وجود الأسر الطلابية، وإقامة الندوات الثقافية، موضحا أن الأنشطة تقام في الجامعات والندوات من خلال إدارة الجامعة بعيدا عن الطلاب وما تراه هي دون رأي الطلاب.
ولم يخف عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، أن الطلاب بالجامعات، أصبحوا بعيدا تماما عن الأنشطة وتحت الملاحظة من الجامعة، خوفا من استغلال النشاط في أنشطة سياسية، وكانت النتيجة أن الطلاب، أصبحوا ليس لديهم الرغبة في التواجد وممارسة الأنشطة بالجامعة، وأن الوقت داخلها وهو مجـرد وقـت "كئيب".
ويؤكد الحسيني، أن إدارة الجامعات والكليات، والمسئولين، أصبحوا بعد ثورة 25 يناير لديها الخوف من التجديد والتطوير، حتى شراء المستلزمات، أصبح المسئول يخاف أن يوقع عليه، ما عدا بعض الأمثلة مثل الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، الذي كان لديه القدرة على الشجاعة في المبادرة، أما الآن أصبح المجتمع الجامعي لا يوجد فيه من يبادر ويبحث عن التطوير والوضع كما هو عليه في الكليات والجامعات.
واعتبر عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، أن من الظواهر التي كانت واضحة بعد الثورة، هو تدهور مستوى طلاب الثانوية العامة حتى وصولهم للجامعة، موضحة أنهم أقل تعليما وقدرة على التعلم والتطوير، خلاف السنوات السابقة التي سبقت الثورة ، مؤكدة أن السنوات الماضية ظهرت العديد من الجوانب السلبية في التعليم الجامعي ولابد من التغيير والتطوير.
وقالت الدكتورة ليلى سويف، عضو هية التدريس بحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، أن الجامعات الآن ليس لها أي علاقة بثورة 25 يناير. وتشير إلى أن الأوضاع فى الجامعة والأنشطة الطلابية، بعد ثورة 25 يناير لسنة 2011، شهدت استقلالية بسيطة، إلا أنها تراجعت مع التأثير على الأنشطة الطلابية للطلاب سواء الثقافية والسياسية والعلمية.
في المقابل أكد الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، أن منظومة التعليم العالي والجامعات، بعد ثورة يناير شهدت جمودا كبيرا، خاصة في ظل المظاهرات المتتالية للطلاب داخل الحرم الجامعي، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة بدأت المنظومة في التعافي مجددا والعودة للتعاون مع المنظمات الأوربية والاتحدا الأوروبي في دول ممثلة مثل فرنسا وألمانيا، والاستهاد بها في تطوير التعليم الفني الذي تقطع وزارة التعليم العالي فيه شوطا كبيرا من أجل الارتقاء بالمنظومة.
وأضاف نجم، في تصريحات خاصة، أن الـسنوات الماضية في ظل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، عادت الجامعات من الجمود إلى الاقتراب والعودة عالميا، وإفريقيا، وتطوير منظومة البحث العلمي، وإنشاء الجامعات الجديدة، والكليات.
كما أكد رئيس جامعة حلوان، أنه يكفي أنه على مستوى 24 جامعة، ان تم إنشاء من كليتين إلى ثلاثة، سنويا، وهو ما يؤكد عملية الازدهار التعليمي في السنوات الأخيرة، بعد التدهور الكبير للمنظومة بعد ثورة 25 يناير.
ولف نجم، إلى الجامعات الجديدة مثل "الملك سلمان – العلمين – الجلالة"، مبينا أن مصر سلكت طريقا آخر هو إنشاء فروع لجامعات أجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو يدل على التطوير بالمنظومة ككل والارتقاء بها في التصنيفات الدولية بعد تراجعها بعد ثورة 25 يناير.