الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

خبير التعليم طارق نور الدين: نظام الثانوية الجديد يفتح باب الواسطة والمحسوبية

كشكول

خبير التعليم طارق نور الدين:

نظام الثانوية الجديد يفتح باب الواسطة والمحسوبية

>> التابلت لا يغنى عن الكتاب المدرسى.. وماذا لو انقطع الإنترنت؟!

نورهان عبد الرحمن 

"أى تغيير فى نظام امتحان قومى موحد للثانوية العامة سيظلم الطلاب؛ لأن تغيير الامتحان من مدرسة لأخرى أو محافظة لأخرى مخالف لقانون التعليم".. هكذا برر طارق نور الدين الخبير التعليمى ومعاون الوزير الأسبق، صعوبة إقرار نظام بديل للنظام الحالى، دون تهيئة قانونية وواقعية.

وقال إن نظام الثانوية العامة بشكل تراكمى فكرة غير موفقة، مشيرًا إلى تطبيق نظام السنتين من قبل وفشله. وأشار إلى أن النظام الجديد قد يفتح باب الواسطة والمحسوبية على مصراعيه، وسيكون ضد مصلحة الفقراء، مشيرًا إلى أن فكرة استخدام التابلت لن تغنى عن الكتاب المدرسى، وإلى نص الحوار..

ما رأيك فى نظام التقييم الجديد الذى أقره وزير التعليم؟

تغيير نظام الثانوية العامة إلى 3 سنوات ليكون بتقييم تراكمى فكرة غير موفقة؛ لأننا طبقنا نظام السنتين وثبت فشله من قبل، لذا فتغيير الاعتماد على امتحان قومى موحد للثانوية العامة سيظلم بعض الطلاب، فقدرات الدارسين متفاوتة وغير ثابتة. كما أن تغيير الامتحان من مدرسة لأخرى أو محافظة لأخرى مخالف لقانون التعليم الذى ينص على أن "أسئلة الامتحان يجب أن تكون لقياس مستوى ذكاء الطلاب ومعرفة قدراتهم الإبداعية حتى لا يحدث ظلم فى المجاميع".

كيف يمكننا أن نقضى على الواسطة والمحسوبية لنجاح نظام التقييم؟

لا يمكن القضاء على الواسطة والمحسوبية فى ظل هذا النظام، بالعكس هذا النظام سينعش الواسطة والمحسوبية، لكن التنسيق الحالى ينصف أبناء الفقراء وتكافؤ الفرص مع إدخال بعض التعديل والتطوير عليه بالتعاون مع التعليم العالى. ولو تم تطبيق فكرة "المواد المؤهلة" كبديل للثانوية التراكمية ستكون أكثر ضمانًا لمحاربة الواسطة.

هل الوقت المتاح لتجهيز المنظومة الجديدة فى سبتمبر 2018 يكفى لتطبيق نظام تعليمى يتحكم فى مستقبل طلابنا؟

أتوقع أنه لن يتم تطبيق أى نظام إلا بعد التأكد منه وعرضه على المجتمع المدنى، وهذا لم يحدث حتى الآن.

وهل المدارس والمعلمون والمناهج على استعداد لتطبيق النظام الجديد؟

فعليًّا لا.. فالفكرة تحتاج لجهد بشرى ومادى وتشريعى كبير.. وتحتاج لتدريبات مكثفة وأموال كثيرة لإعادة البنية التحتية أولًا ثم – وهو الأهم - تحتاج لتعديل تشريعى كبير وهو الأمر الذى لم يحدث، ويعرض كل ما يعلن للفناء.

ما رأيك فى الاعتماد على التابلت وربطه بالإنترنت فى امتحانات الثانوية العامة بالنظام الجديد؟

فكرة التابلت فكرة جيدة.. ولكنها ليست جديدة، حيث بدأت فى عهد الدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم الأسبق وتم توزيعه بالفعل على المحافظات للمرحلة الثانوية مع تجهيز معامل، وسبورات ذكية وتم تدريب المعلمين على استخدامه، إلا أنها توقفت بعد رحيل أبوالنصر، وقبل أن تكتمل أو نجنى ثمارها، ثم عادت مرة أخرى فى عهد شوقى لتثبت أن من يأتى يبدأ من الصفر ولا يكمل ما بدأه غيره.

وهل هناك فرق بين أسلوب الوزير الحالى والوزير السابق فى تطبيق الاعتماد على التابلت؟

الفرق هو أن الوزير السابق جعل الاعتماد على التابلت متوازيًا مع الكتاب لفترة ثلاث سنوات حتى يتأكد من قدرة المعلم والطالب على استخدامه مع عدم الاستغناء عن الكتاب الورقى مرة واحدة. أما الوزير الحالى الدكتور طارق شوقى فأعلن أنه سيلغى الكتاب الورقى ويعتمد على التابلت، الأمر الذى لم يحدث فى أى دولة فى العالم، خاصة مع عدم التأكد من قدرة الطالب والمعلم على الاعتماد عليه.

وما العقبات والمخاوف من عدم قدرة الطالب والمعلم فى الاعتماد على التابلت؟

نظريًّا، كلام وزير التعليم عن أن كل طالب سيكون متصلًا بالإنترنت لإجراء الامتحانات عبر الإنترنت رائع، ولكن عمليًّا ليس لدينا بنية تحتية تكنولوجية لاتصال الإنترنت بالمدارس دون انقطاع، كما أن إجراء الامتحانات تكنولوجيًّا عبر الإنترنت يقضى على القدرة الإبداعية والنثرية والإنشائية للطلاب. فلا بد لتجربة أى فكرة مستحدثة أن تتم من خلال عدد من المدارس. فأسلوب استخدام الكتاب المفتوح فى الامتحانات يحتاج إلى خطة وتدريب متقن، خاصة أن نظام الكتاب المفتوح فى الامتحانات يعتمد على أسئلة غير مباشرة، ويحتاج الطالب إلى مذاكرة الكتاب كاملًا لاستخراج إجابة السؤال بسرعة وإلا أهدر الوقت فى البحث عن الإجابة.

إذن ما تقييمك لفكرة الاعتماد على الإنترنت داخل الفصول باستخدام التابلت بديلًا عن الكتاب؟

الفكرة جيدة جدًّا، ولكن بعد توفير البنية التحتية، ولا تكون بديلًا للكتاب الورقى. فهل إمكانياتنا فى استخدام الإنترنت تسمح بالاعتماد عليه فى امتحانات مهمة، مثل الثانوية العامة؟!.. خاصة فى ظل فشل هذه التجربة فى مدارس STEM، من المستحيل الاعتماد عليه كامتحان نهائى قومى يحدد مصير الطالب نظرًا لكمية المشكلات والطوارئ التى ستواجهه، وإن كان واردًا أن تكون الامتحانات تكميلية أو تجريبية، ولكن ليست أساسية.