تبرع شقيقيها وعاشت 21 يوما فقط.. تفاصيل وفاة صاحبة أول زراعة رئة في مصر
لم تدم الفرحة طويلا، في منزل «سحر ربيع»، أول مريضة خضعت لأول عملية زراعة رئة في مصر، من متبرعين أحياء، بعدما أعلن جامعة عين شمس، وفاتها، بعد إجراء العملية الجراحية منذ أكثر من أسبوعين وتحديدا في شهر ديسمبر 2022، علما بأنه تم حجز المريضة في الرعاية المركزة عقب إجراء العملية ليتم مراقبة حالتها الصحية.
القدر لم يكمل فرحة أسرة «سحر»، رغم أن الدكتور محمد حسين، عضو فريق الجراحين، مدير وحدة زراعة الرئة بجامعة عين شمس، أكد أن حالة المريضة تتحسن يوما بعد يوم، وأنها مستيقظة وتتواصل مع الطاقم الطبي.
المتوفية «سحر» يعتبر أول مريضة أجرت زراعة الرئة من متبرعين أحياء في مصر، داخل مستشفى عين شمس التخصصى بمستشفيات جامعة عين شمس، إذ رجح مصدر طبي داخل المستشفى، أن الحالة حدث لها رفض حاد أدى إلى الوفاة، وتنتظر أسرتها بيان توضيحي من المستشفى لبيان سبب الوفاة.
كشف الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، أن حالة من الحزن سيطرت على الطاقم الطبي، بعد وفاة سحر صاحبة أول زراعة رئة في مصر.
وأكد المتيني، أنه رغم وفاة المريضة، إلا أن البرنامج الطبي نجح في زراعة أول رئة، وسيستمر في علاج الحالات الأخرى، مشيرا إلى أن هناك قوائم انتظار لزراعة الرئة يتم العمل عليها وتجهيزها على أعلى مستوى مثلما يحدث في كافة أنحاء العالم، لافتا إلى أن جراحة «المريضة سحر» نجحت بالفعل واستمرت في الحياة نحو 3 أسابيع.
الفريق الطبي الذي أجرى عملية زراعة الرئة إلى «سحر»، قرر رفع الأجهزة عنها، بعد تحسن حالتها الصحية، وتفاعلت مع أسرتها من خلف الزجاج، وكانت قد جمعت وعيها، مشيرين إلى أنه بعد خضوع الحالة للعلاج الطبيعي اليوم، رفض الجسم بشكل مفاجئ وعنيف جدًا للعضو الجديد، وتوفيت الحالة.
ربيع فرحات، والد سحر، كشف أن ابنته توفيت أول أمس الأربعاء، داخل مستشفى عين شمس التخصصى.
وأضاف والد الفتاة: «هذا قضاء الله وقدره، ونحن راضون بذلك الحمد لله على كل شيء»، مشيرا إلى أن الأطباء أخبروه بالوفاة، وتم دفنها بمقابر الأسرة في الفيوم، مؤكدا أنه لم يعلم سبب الوفاة حتى الآن، وسيذهب إلى مستشفى عين شمس غدًا السبت لمعرفة السبب، موضحا أن ابنته كانت تمر بحالة جيدة قبل الوفاة، وأن شقيقيها المتبرعان بفصي رئة، يمران بصحة جيدة، ولكن تأثرا بوفاة سحر.
كان فريق طبي متخصص، قد أجرى أول عملية لزراعة الرئة في مصر، بعد شهور عديدة من التحضير، لتدخل البلاد مرحلة جديدة في مجال زراعات الأعضاء، حيث خضعت فتاة تقارب الثلاثين من عمرها للعملية الأولى من نوعها داخل مستشفى عين شمس التخصصي، بعد معاناتها من الفشل التنفسي.
وتبرع شقيقاها بفصي رئة، في الوقت الذي أجريت الجراحة داخل 3 غرف عمليات بالتوازي بحضور أطباء بعديد من التخصصات الطبية على رأسها أطباء أمراض صدر وجراحة صدر والتخدير والقلب والأوعية الدموية.
جراحة زراعة الرئة الأولى في مصر، استغرقت 14 ساعة، وتم تجهيز 3 غرف عمليات لإجراء عملية زراعة الرئة، وتجهيز 3 أشخاص، وأجرى العملية فريق متميز وبالصدفة كان متواجد الخبير الياباني والذى يعد أكبر شخص عمل بالزراعة من الأحياء فى اليابان وحضر العملية كلها بالكامل، ووفقا لهذا النوع العمليات الحالة لن تستقر إلا بعد أسبوع أو 10 أيام.
وكانت جامعة عين شمس، قد أعلنت منذ أيام نجاح إجراء أول عملية زراعة رئة في مصر والشرق الأوسط، وتبين أن عملية زراعة الرئة للمريضة البالغة من العمر 30 عاما، استغرقت 14 ساعة، وتبين أن شقيقي المتوفاة تبرع لها بفصي الرئة.
معاناة 22 عاما عاشتها «سحر»، مع مرض الالتهاب الرئوي، والذي أصيبت به منذ نعومة أظافرها في عمر 6 سنوات، ما جعلها تقضي طفولتها بين أروقة المستشفيات والأدوية، حيث إن زراعة الرئة كانت لها بمثابة طوق النجاة، لإنقاذها من الموت المحقق.
كامل وجمعة، بطلان مجهولان في عملية زراعة الرئة لشقيقتهما «سحر»، بعدما أعلن الأطباء أنها تحتاج إلى عملية زراعة الرئة، ما أن سمع شقيقيها الخبر، وقرروا التضحية من أجل شقيقتهما لإنقاذ حياتها، والتبرع لها برئتين، دون أن يعبئان بمصيرهما، ليبدأ الفريق الجراحي بالمستشفى رحلة التحضير لأول عملية من نوعها في مصر، إلا أنها استمرت في الحياة 21 يوما فقط وتوفيت بشكل مفاجئ.