الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

لص أم فاعل خير؟.. عاطل يسرق 112 الف جنيه اشترى عجلًا ووزعه بالمجان

كشكول

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي واقعة قيام لص بسرقة 112 الف جنية من داخل محل بمحافظة الدقهلية، وتم القاء القبض على المتهم الذي برر إرتكابه للواقعة بحجة قيامه بشراء عجلا وكمية من الارز واللحوم وقام بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين من اهل قريته.
انتشر مقطع فيديو وصورا على منصات التواصل الإجتماعي يرصد لحظة قيام المتهم بالسرقة من داخل سوبر ماركت كبير بمنطقة المنزلة بالدقهلية، وأثارت الواقعة ضجة وانهالت عليه التعليقات فمنهم من يري أنه حرامي ويستحق العقاب والحبس جزاء لما فعله،والبعض الآخر تعاطف مع المتهم ويري أنه فاعل خير لمساعدته للفقراء، وهناك ردود أفعال ساخرة مما اقدم عليه المتهم، ووصفت بعد الصفحات المتهم "أدهم الشرقاوي الجديد" و(روبن هود الغلابة)
ومن ناحيته علق الشيخ محمود المجلاوي
عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف على هذه الواقعة قائلا:البعض يسأل ما حكم هذا العمل ؟وهل مساعدة الفقراء والمساكين تكون مبررا للسرقة ؟
وهل يشفع لهذا الرجل نيته في مساعدة الناس ؟
وبدأ جوابه مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا )، مضيفاة من أراد أن يتصدق لا بد أن تكون هذه الصدقة من الحلال الطيب حتى تكون مقبولة عند الله تعالى.
وتابع عضو لجنة الفتوى: ما فعله هذا الإنسان بقيام بسرقة اموال لشراء لحوم وغذاء للفقراء، فقد وقع في خطأ عظيم وارتكب كبيرة من الكبائر وهي السرقة وليس هناك أي مبرر لما فعله على الإطلاق، ولو أن الحدود الشرعية تطبق لقطعت يده، فالله عز وجل قد جعل لمال المسلم حرمة فلا يجوز التعدى على أموال الناس بغير حق، لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه )
مشيرا إلى ان إدعاء المتهم بأنه سرق ليساعد الفقراء والمساكين فهذا خطأ وليس مبرر ا للسرقة وعمله هذا مردود عليه ويتحمل الوزر أمام الله عزّ وجل، فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصا وصوابا.
والخالص ما كان إبتغاء وجه الله تعالى، والصواب ماكان موافقًا لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واستكمل عضو لجنة الفتوى: عندما يقف هذا الإنسان بين يدي الله عز وجل لن يسأل إلا عن نفسه وعما في استطاعته لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فإذا كان فقيرا وليس عنده مالا يتصدق به فقد رفع عنه الحرج وليس مكلفا بأن يتحايل ويسلك طرقا غير مشروعة ليطعم هؤلاء الفقراء، وهذا الفعل ما كان ليحدث إلا بسبب الجهل بأمور الشرع وعدم العلم بثوابت الدين.
فالفقه في الدين يعصم الإنسان من الوقوع في مثل هذه الأخطاء.