“أزهر الغربية” يحتفي بيوم اليتيم بالمعهد الأحمدي بطنطا
أقامت منطقة الغربية الأزهرية، اليوم الأحد، احتفالية يوم اليتيم بمشاركة منطقة وعظ الغربية في إطار احتفالات الأزهر الشريف بيوم الوفاء بحضور الشيخ عبد اللطيف طلحة رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الغربية الأزهرية، والشيخ حامد ندا، مدير الرواق الأزهري، والشيخ حامد السعدني واعظ عام مركز طنطا والشيخ مسعد دبور مدير عام المعهد الأحمدي، وأعضاء مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية حنان عبد العزيز محمد، مدير المكتب وعضوية، إبراهيم خضير، جيهان شبل راجية موسى، العلاقات العامة بالمنطقة، كما حضر إيهاب زغلول، المنسق الإعلامي لمنطقة وعظ الغربية وتخلل الحفل عروض فنية لأطفال وطلاب المعاهد وكرم رئيس الإدارة المركزية الطلاب والطالبات الأيتام المتميزين علميا.
وتناولت الندوة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث نشأ يتيما فتوفي عبد الله بن عبد المطلب والد -صلى الله عليه وسلم- قبل مولده، وهو لا يزال جنينا في بطن أمه، وشاء الله -عز وجل- بحكمته أن يولد وينشأ نبينا -صلى الله عليه وسلم- يتيما، واليتيم لغة: هو الانفراد أو الفرد من كل شيء، واصطلاحا: هو الصغير الذي فقد أباه وهو دون سن البلوغ، ولم يعش -صلى الله عليه وسلم- مع أمه السيدة آمنة بنت وهب كثيرا، ففي السادسة من عمره توفيت أمه.
قال ابن هشام في السيرة النبوية: «توفيت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، وكانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تزويره إياهم، فماتت وهي راجعة به إلى مكة»، ثم كان في كفالة جده عبد المطلب، إلى أن توفي وله من العمر ثماني سنين، فكفله عمه أبو طالب وفي عام الحزن فقد أعز ما لديه من سند عمه وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فكان -صلى الله عليه وسلم- مثلا عظيما في الصبر وقوة التحمل والرحمة للمسلمين وغيرهم فقال تعالى:( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
ومن هذا المنطلق يجب الإحسان إلى اليتامى فقال تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ) والله تعالى أمر بصنع الأنفع لليتيم في ماله، فقال ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾.
وجعلهم من الجهات التي ينبغي صرف النفقة إليها، فقال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ وإطعام اليتيم ابتغاء وجه الله من صفات الأبرار قال تعالي (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
وأمر الله تعالى بحسن الوصاية على مال اليتيم إن كان له مال بعد أبيه فنهى عن قربان ماله إلا بالحال التي تصلحه حتى يبلغ اليتيم سن البلوغ والرشد، فقال( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ وونهى عن أخذه ظلمًا فقال( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) وقال ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) والله أنكر عدم إكرام اليتيم وتركَ الإحسان إليه، فقال (كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ).