تربوي يكشف أسباب تفضيل أولياء الأمور الدروس الخصوصية عن مجموعات الدعم
أوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، أسباب لجوء أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية في شكلها التقليدي والاون لاين على الرغم من قيام وزارة التربية والتعليم بعمل شبيه لها في المدارس من خلال ما يسمى بمجموعات الدعم.
وأضاف «حجازي» في تصريحات خاصة لكشكول، أن أهم الأسباب تتلخص في الآتي:
- سعي أولياء الأمور والطلاب إلى وضع أنفسهم وأبنائهم في مقارنة مع الآخرين وهذا يجعلهم يعتبرون أن طريق الثانوية العامة مرسوم ومحدد مسبقا ولابد للطالب من السير على نفس خطى من سبقوه فيذهب لنفس المعلمين والذين يختارهم عادة بناء على ترشيحات الآخرين.
_ ولي الأمر والطالب في معظم الأحيان غير مهتم باتقان التعلم وإنما يهتم بتوقع أسئلة الامتحان والتدريب عليها أي أن ما يهمه في المقام الأول كيف سيجتاز ابنه الامتحان فأصبح الامتحان هو العامل الحاسم وليس التعلم ولا يمكن أن يكون تركيز وزارة التربية والتعليم على هذا الجانب وفقط وإنما الدروس الخصوصية في المدارس تهتم بتقديم تعليم حقيقي وليس مجرد إعداد للامتحانات وهذا هو السبب الأول " الفجوة بين توقعات الطلاب من الدروس الخصوصية وبين أهدافها في المدارس الحكومية".
- لا تعمل الدروس الخصوصية في المدارس بنفس طريقة عمل الدروس الخصوصية الاون لاين، فبينما كيفت الدروس الخصوصية نفسها مع ظروف الطلاب ومستجدات العصر وبدأت في توفير الدروس الآون لاين لمواكبة الأعداد الكبيرة من الطلاب والظروف الصحية الطارئة وكثفت من نشاطها الدعائي فإن الدروس الخصوصية في المدارس تبدو معالمها غير واضحة كما أن عنصر المسؤولية عن تحصيل الطلاب غير منسوب لشخص بعينه وبذلك فإن الطالب يشعر بالخوف وعدم الرغبة في المخاطرة على النقيض من ذلك فإن شعور المعلم في الدروس الخصوصية خارج المدرسة بأن المسؤولية تقع على عاتقه وحده وأن تفوق الطالب سوف ينسب إليه وحده يجعله يبذل أقصى جهد مع الطالب وبالتالي يشعر الطالب بالأمان والثقة.
وأشار إلى أن الطالب يلجأ للدروس الخصوصية خارج إطار المدرسة بسبب توافر عدة عناصر " الثقة – والوضوح – وتوافر مراجعات وتقييمات مسبقة عن المعلم – وسعي الوالدين لتوفير كل متطلبات الطالب حتى لا يشعروا بتقصيرهم معه – وتفضيل الوالدين والطلاب لنفس الطرق التي سلكها من سبقوهم من أولياء أمور سابقين وذلك بسبب نقص خبرتهم أو بسبب اعتبارهم أن تغيير الطريقة يعتبر نوعا من المخاطرة غير المقبولة في هذه المرحلة – وأيضا بسبب عدم قدرة الدروس الخصوصية في المدارس على إقناع الناس بجدواها وأهميتها وذلك لأن معلمي الدروس الخصوصية خارج المدرسة لديهم من الخبرة التراكمية ما لم يتوافر بعد لمعلمي المدارس الخصوصية في تسيير أمور الدروس الخصوصية وتوجهات وميول الطلاب.
ولفت إلى أنه لهذه الأسباب فإن الطلاب وأولياء الأمور يلجأون إلى الدروس خارج المدرسة حتى وإن كانت أغلى ثمنا لأن الناس عموما كجزء من الثقافة المرتبطة بالسوق يعتقدون أن الأغلى سعرا هو الأفضل وهم وإن تجاوزوا هذه القاعدة في مشترياتهم العادية إلا أنهم لا يستطيعون تجاوزها حينما يتعلق الأمر بمستقبل أبنائهم.