الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"عايز يركب التريند".. أسرار عن واضع سؤال ترجمة شعر إسماعيل صبري بـ"إنجليزي 2 ثانوي"

الشاعر المصري الراحل
الشاعر المصري الراحل إسماعيل صبري باشا

كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم عن أسرار جديدة عن واضع امتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الصف الثاني الثانوي بمحافظة بني سويف بعد إحالته للتحقيق بسبب بيت شعر الشاعر المصري الراحل إسماعيل صبري باشا.


وأضافت المصادر في تصريحات خاصة لـ "كشكول" أن واضع سؤال الترجمة وامتحان اللغة الإنجليزية لطلاب الصف الثاني الثانوي استعان بشعر إسماعيل صبري لإثارة الجدل حول الامتحان وكذلك "ركوب التريند" وتحقيق شهرة بعد الاستعانة بأبيات شعر صعبة وطلب من الطلاب ترجمتها، على الرغم من صعوبة فهمها باللغة العربية.

 

وأشارت المصادر إلى أن هناك اشتراطات لوضع الأسئلة وسلطات التعليم وجدت أن هذا السؤال يخالف تلك الاشتراطات، السؤال كان صعبا للغاية والتعليمات الواردة أن يكون الامتحان في مستوى الطالب المتوسط، وليس في مقدور كل الطلبة حتى فهم بيت الشعر هذا حتى يتمكنوا من ترجمته.


سؤال ترجمة شعر إسماعيل صبري في امتحان إنجليزي 2 ثانوي 

وخلال الأيام الماضية، اشتكى طلاب الصف الثاني الثانوي بعدد من مدارس إدارة بني سويف التعليمية، من صعوبة سؤال ترجمة في اللغة الإنجليزية، تتضمن إجابته 4 اختيارات بينهم الإجابة الصحيحة للسؤال.

وكان السؤال عبارة عن بيت الشعر الشهير للشاعر المصري الراحل إسماعيل صبري باشا، أحد رواد مدرسة شعراء الإحياء في الشعر العربي الحديث، يقول الشاعر: طرقتُ الباب حتى كَلّ مَتني.. فلما كَلَّ مَتني كلمتني
فقالت يا إسماعيلُ صبرًا.. فقلتُ يا أَسما عِيلَ صَبري

 

 

وطلب واضع الامتحان من الطلبة اختيار الترجمة الصحيحة من 4 ترجمات إنجليزية وضعها لهذا البيت، ورأى البعض أن السؤال فيه بعض الصعوبة من واضع الامتحان بينما رأى البعض الآخر أن السؤال سهل وأن بيت الشعر شهير جدا، وأنه يجب أن يكون الطالب مثقفا، وعلى الفور قررت المديرية التعليمية في محافظة بني سويف إحالة المدرس الذي وضع الامتحان إلى التحقيق.

 

شرح شعر إسماعيل صبري

الجدير بالذكر أن معنى البيت هو "أنني طرقت الباب حتى أصاب ذراعي وكتفي التعب، فلما أصابني التعب، أجابتني، وقالت: يا إسماعيلُ (الرجل الذي يطرق الباب) اصبر فرد عليها قائلا: يا أسماء (اسم البنت)، نَفِدَ صبري".

وتجدر الإشارة إلى أن إسماعيل صبري باشا مؤلف بيت الشعر المذكور، الْتحق بالسلك القضائي حتى أصبح وكيلًا لوزارة الحقانية (العدل حاليًا)، وتولى منصب النائب العام من ديسمبر 1895 إلى فبراير 1896، كما عُيّن محافظًا للإسكندرية، وأحيل للمعاش في 1907، وتوفي في 21 مارس 1923.

 

وولد إسماعيل صبري في 16 فبراير 1854، ونشأ يتيمًا، والتحق بمدرسة المبتديان، ثم التجهيزى في 1874، ثم التحق ببعثة رسمية إلى فرنسا، فنال إجازة الليسانس في الحقوق من جامعة إكس ليبان، وبعد عودته لمصر عمل بالمحاكم المختلطة، وكان أول نائب عام مصرى، ثم عُين محافظًا للإسكندرية، ووكيلًا لوزارة الحقانية، وأحيل للمعاش في 1907.

 

 كان إسماعيل صبري  مناهضًا للاحتلال الإنجليزى ومساندًا للحركة الوطنية، وتميز شعره بالرقة والرومانسية وعمق التعبير، لكنه كان مقلًا، كما لم يهتم بجمع شعره، بل كان ينشره أصدقاؤه خلسة.