الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

للمعلمين

أسوان الأزهرية تحصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية بمسابقة فارس المتون

كشكول

كرم الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، الفائزين في مسابقة فارس المتون والمترجم الناشئ بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف.

بحضور فضيلة الشيخ أيمن عبد الغنى رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وفضيلة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وعدد من قيادات الأزهر الشريف.

وقد فاز بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية في مسابقة فارس المتون المعلم إسلام احمد عبد النعيم من معهد فتيات الشماخية بإدفو.

حضر التكريم الدكتور سيد حسن مدير عام العلوم الدينية والعربية، والشيخ جمعة عبد العزيز موجه القراءات ومنسق المنطقة.

ومن جانبه أوضح الدكتور سيد حسن مدير عام العلوم والعربية، أن قطاع المعاهد الأزهرية يكرم الفائزين بمسابقتي فارس المتون، لإنه الأزهر لم يقتصر على تدريس العلوم من كتب السابقين فقط بل عمل على تقريبها،

وأشار بأن وكيل الأزهر أكد فى أثناء الاحتفالية بأن المتون العلمية خلاصة معتصرة من أعمال علمية كبيرة وجهود متواصلة في البناء العلمي، والإقتصار على حفظ المتن والركون إليه دون التعمق في مسائله واستخراج فوائده عمل قاصر.

ولفت بأن وكيل الأزهر وجه بالإهتمام بالمتون والإعتناء بحفظها في وقتنا هذا أكثر أهمية من، يدعو إلى إعداد استراتيجية لجعل حفظ المتون العلمية مهارة أساسية تتبناها المعاهد العلمية.

يذكر الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر، أكد بإنه الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تعمل على حفظ التراث الإسلامي وتنقيحه ودراسته ونشره.

قال فضيلة محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الأزهر الشريف من أقدم المؤسسات التعليمية والدعوية، وهو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تعمل على حفظ التراث الإسلامي وتنقيحه ودراسته، ونشره، وبلاغ رسالة الإسلام إلى كل الشعوب، من خلال تراث يتمثل في علوم وفنون ومناهج وأدوات نظر وفكر تحفظ التراث، وتضمن نقل مقاصده ونتاج عقول أهله، وإن الأزهر بهذه الأمانة ليهدف إلى بعث الحضارة العربية والإسلامية وإحياء التراث الإسلامي، ليكون أساسا لرقي الأمة في العلوم والفنون والآداب.

وبيّن الدكتور الضويني أنه تأكيدا لريادة الأزهر الشريف التاريخية، وتعميقا لمسئوليته الحضارية، وإعمالا لدوره في أداء رسالته العالمية في نشر العلم والدعوة الإسلامية، والمحافظة على التراث الإسلامي، واستمرارا لجهود قطاع المعاهد الأزهرية، ومسئوليته في النهوض بالعملية التعليمية أقيمت مسابقة «فارس المتون» لحفظ وتأليف المتون العلمية، تلكم المتون التي كان لها الفضل في حفظ التراث الإسلامي، بهدف إبقائها حية، والتشجيع على التأليف فيها، وإبراز المواهب الأزهرية من حفظة ومؤلفي المتون من الأعمار كافة، ونشر ثقافة حفظ المتون بين العاملين بالعملية التعليمية.

وأردف وكيل الأزهر أن المتون العلمية تعد خلاصة معتصرة من أعمال علمية كبيرة وجهود متواصلة في البناء العلمي، ومن ميزاتها أنها تتضمن الشمول والدقة والإيجاز والفصاحة وسلاسة العبارة ما يجعل طالب العلم يرغب في حفظها لما وجد فيها من السهولة والمرونة والعذوبة، ولمساعدتها له في جمع شتات المادة العلمية بصورة تجعله على استعداد تام للخوض في عمق العلوم وسبر أغوارها، والبحث في دقيق جزئياتها، فمن يحفظ متنا في فن من الفنون ويفهم ما فيه من معان يكون حافظا لذلك الفن ممسكا بزمامه، مستحضرا لجميع مسائله، كل ذلك فضلا عن ترسيخ المفاهيم الصحيحة في نفسه وعقله، ومعاونتها له على ضبط العلوم وإتقانها، لذا كان علماؤنا الأكابر يحرصون أشد الحرص على حفظ المتون العلمية واستظهارها.

وأكد الدكتور الضويني أن حفظ المتون أو المختصرات كما هو المشهور عند القدماء ينمي الملكة العلمية في العلوم الشرعية والعربية، ويقوي العقل ويغذي المادة العلمية، ويعد البوابة الحقيقية للمطولات التي تليه، إذ الأساس فيها حفظ المتون، زد على ذلك أنها المعول عليها في التدريس لقدرة صاحبها على سرعة استحضار مسائل العلم، هذا، وأريد أن أنوه إلى خطأ من يظن أنه بحفظ متن في فن ما يكون قد حصل نهاية الفن، فالاقتصار على حفظ المتن والركون إليه دون التعمق في مسائله واستخراج فوائده عمل قاصر، إذ المتن أول الطريق وبدايته، وهو إنما يضبط لطالب العلم أصول الفن بحيث يستحضرها فلا تغيب عنه.

وشدد فضيلته أن لا بد بعد إحكام حفظ المتون من الإقدام بعزم على شرح المسائل واستنباط الفوائد، وستجد أن كل جملة من المتن تحوي فوائد جمة، وكل عبارة أو لفظة منه إنما هي مسألة من مسائل الفن الكبار التي تجري مجرى الأمهات والأصول، وسيوقن طالب العلم أن حفظ المتن قد سهل عليه استحضار مطولاته وشروحه الحاوية لفوائده المنثورة.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بتوجيه الشكر إلى القائمين على هذه المسابقة التي جاءت لتحيي تلك السنة الأزهرية في حفظ المتون وشرحها وتأليفها، وتنمية ملكة الترجمة في المحيط العلمي، داعيا إلى إبراز اهتمام الأزهر الشريف بالمتون العلمية، من خلال إعداد استراتيجية لجعل حفظ المتون العلمية مهارة أساسية تتبناها المعاهد العلمية وأن تحظى بمكانتها اللائقة في السلم التعليمي، وأن تخصص جوائز نفيسة للحفظة، وأن تعقد مسابقات تفتح باب الدخول في سباق الحضارة، وامتطاء ركاب الصدارة، وبلوغ مقام الريادة، لشحذ الهمم وتحريض الجيل الناشئ على حفظ المتون واستظهارها حتى نحيي أجيال المتون والحواشي، تلكم الأجيال التي كانت ولا تزال مفخرة من مفاخر المسلمين لم تعرف لها الأمم مثيلا.