بعد قبول "يحيي" بالجامعة.. تربوي يكشف إيجابيات وسلبيات الإسراع التعليمي
علق الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس، على موافقة الحكومة على قبول طفل بالصف السادس الابتدائي بكلية العلوم، مشيرا إلى أن الأطفال الموهوبين والمتفوقين عقليا أولى بالرعاية من كافة النواحي.
وأضاف أن نقل الطالب الموهوب المتفوق من صف دراسي إلى صف أو مرحلة دراسية أعلى دون الالتزام بالسلم التعليمي مع تسهيل الحاقه بالمرحلة التعليمية الأعلى يسمى في علم النفس الإسراع التعليمي أو الأكاديمي وهو نظام معمول به في الكثير من دول العالم منذ عشرات السنوات تصل إلى أكثر من 100 سنة بحيث يمكن أن يلتحق الطفل في عمر 10 سنوات بالجامعة ويتخرج في سن 13 سنة وممكن أن يحصل على الدكتوراه في سن 18 سنة.
ولفت إلى أن هذا النظام كان معمول به في مصر منذ سنوات طويلة وكان يسمح بأن يقفز الطالب للفرقة الدراسية الأعلى.
وأكد أن لهذا القرار مجموعة إيجابيات تتضمن الآتي:
• اكتساب الطالب أكبر قدر من المعارف والخبرات العلمية والتعليمية في وقت مبكر، والخروج الى الحياة العملية والعمل والانتاج والابداع في سن الشباب
• تجنب الهدر الذى يحدث لو تم ابقاء الطالب الموهوب فى سنوات الدراسة التقليدية مع زملائه العاديين
• زيادة دافعية الطالب للتعلم والانجاز ومن ثقته بنفسه
• تنمية سمات نفسية ايجابية لدى الطفل المتفوق مثل تقدير الذات، وتحقيق طموحاته، وزيادة القدرة على مواجهة الضغوط، والصمود النفسي لديه بعد تغلبه على التحديات التي يواجهها في الإسراع التعليمي.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك فقد يتعرض بعض الأطفال الموهوبين والمتفوقين عقليا الذين يتم نقلهم إلى صفوف أو مراحل أعلى إلى مشكلات تكيفية ونفسية نتيجة لوضع الطفل مع زملاء أكبر سنا منه في الصفوف الأعلى في ضوء الفروق بينهم في مستويات النمو الحركي والعقلي والانفعالي وتتضمن تلك المشكلات عدم قدرة الطفل على التواصل بفعالية مع زملائه الأكبر سنا، مع الإحساس بالعزلة والانطوائية.
وأضاف أن هذه المشكلات بصفة خاصة في الجامعة حيث يمكن للطفل أن يشارك زملائه في الأنشطة العقلية ولكن لا يستطيع ذلك في الأنشطة الاجتماعية والجسمية كما ان نضجه الانفعالي يكون أقل من نضجهم الانفعالي، مع ذلك لابد من الوعى أن إبقاء الطفل المتفوق في الصف العادي مع زملائه من نفس العمر الزمني سيترتب عليه مشكلات أكبر من اجراء اسراع تعليمي له
وأكد أنه يمكن التغلب على مشكلات التكيف التي يواجهها الطفل المتفوق عند نقله إلى الصفوف الأعلى لابد من مراعاة ما يلي:
توفير البيئة النفسية والتعليمية والتربوية المناسبة وذلك من خلال:
• اجراء دراسه حالة تفصيلية للطفل يشارك فيها كل من الطبيب النفسي، والاخصائى النفسي، والاخصائي الاجتماعى، والمعلم أو المعلمين الذين يدرسون المواد المختلفه للطالب ومدير المدرسة بهدف تجميع اكبر قدر من المعلومات عن الطالب ورصد أى مشكلات لديه قد تعوقه عن التوافق في الجامعة ومحاولة حلها.
• وتجنب الاثار السلبية التى قد تنتج عن الاسراع من خلال عقد جلسات ارشادية للطفل واسرته مع الاخصائين النفسيين والتربويين لتوعيتهم بما قد يواجهونه من تحديات ومتطلبات في المرحلة الجدبدة وتقديم النصح لهم حول كيفية التعامل معها.
• عمل برامج تأهيل نفسي للطالب لتخفيف الاثار النفسية التي قد تتعرض لها من زملاء الجدد، وتهيئة الطفل للمرحلة الجديدة، وتعويض الطفل عن فرص اللعب والتعاون مع اقرانه والتي افتقدها نتيجة الإسراع.
• في ضوء تجاوز الطفل عدة سنوات دراسية في الإسراع التعليمي لا بد من تشخيص الفجوات المعرفية والمهارية التي قد تتولد لديه من عدم دراسته لبعض المقررات الدراسية، ومساعدته على تعلم المعارف او المهارات الضرورية التى لم يتمكن من تعلمها نتيجة الإسراع .
• توعية اعضاء هيئة التدريس القائمين بالتدريس للطفل في الجامعة بكيفية التعامل معه سيكولوجيا، وبضرورة أن يمنحوا جميع الطلاب الفرص المتساوية للمشاركة في التعلم بدون تمييز.
• توعية زملائه الجدد الأكبر سنا في الجامعة بضرورة التعامل معه باحترام، وعدم التنمر عليه، وتشجيع التعاون والاحترام المتبادل بين الطلاب وزميلهم الجديد.