السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

هرب من الروتين التعليمي في مصر ليحصل على الدكتوراة من فرنسا.. قصة نجاح "عبقري الرياضيات"

كشكول

يبلغ من العمر 22 عامًا، يطلق عليه "عبقري الرياضيات"، بعد حصوله على درجة الدكتوراه فى الرياضيات من جامعة باريس، هو الشاب عمر عثمان، حيث بدأت قصته منذ 9 أعوام حينما كان يدرس في المرحلة الإعدادية، وأراد أن يحضر الدكتوراه في مادة الرياضيات متخطيا مرحلة الثانوية العامة والجامعة، حيث درس بشكل غير رسمي في كلية العلوم جامعة القاهرة لمدة 3 سنين ونصف من 2009 إلى 2012.

 

من جانبه، قال الدكتور هاني الحسيني أستاذ الرياضيات بكلية العلوم جامعة القاهرة، في "قصة نجاح عمر" إن لجنة المناقشة كانت فيها 7 من كبار أساتذة الرياضيات منهم واحد حاصل على ميدالية فيلدز (Alain Connes)، موضحا أن تقارير المحكمين وظفت تعبيرات من نوعية "Exceptionally fine piece of work" (عمل غير عادي) و"résultats remarquables"، مشيرا إلي أن المعلمين الذين درسوا لعمر في الصف الابتدائي لاحظوا موهبته غير العادية في الرياضيات.

 

وأشار إلى أن قصة "عمر" بدأت بمدرس رياضيات في الصف الخامس الابتدائي لاحظ أسئلته التي تتخطى سنه ومقدرته على التعاطي، فأعطى له كتاب يقرأه، موضحا أن عمر انتهى الكتاب وطلب غيره في وقت قصير، مشيرا إلي أن عمر عند وصوله للصف الأولى الإعدادي كان واضحا للمدرسين في مدرسة الملك فهد النموذجية بمدينة نصر وإدارة المدرسة، أن لديه موهبة غير عادية في الرياضيات والبرمجة.

 

وأوضح الحسيني، أن والد عمر ذهب به للجامعة الألمانية بالقاهرة، وقتها كان الدكتور وفيق بولس معار للجامعة الألمانية، قائلا "الجامعة الألمانية مفيهاش دراسة رياضيات بشكل متخصص فالدكتور وفيق اتصل بالدكتور أحمد الجندي وعرفه على عمر، دكتور أحمد جاب عمر في أوائل عام 2009 للقسم وبدأت الرحلة.

 

وتابع أن عمر، درس بشكل غير رسمي في كلية العلوم جامعة القاهرة لمدة 3 سنين ونصف من 2009 إلى 2012، موضحا أنه حضر مقررات وهو في المدرسة الإعدادية مع الدكتور أحمد الجندي، والدكتور إسماعيل أمين (رحمه الله)، والدكتور طارق سيد أحمد، والدكتورة ليلى سويف، والدكتور نبيل يوسف، والدكتورة نفرتيتي مجاهد، وفي نفس الفترة درس في الجامعة الأمريكية مع الدكتور وفيق بولس والدكتور ميشيل هيبرت.

 

وأكد الحسيني، قائلا "عمر لم يدخل جامعة مصرية بشكل رسمي، يعني لم يكن طالب مقيد بالجامعة، لكن كان بييجي يومين أو ثلاثة في الأسبوع يحضر محاضرات أو يتناقش في مقررات ذاكرها لوحده"، مضيفا "المدرسة وأهله وفروا له كل أنواع المساعدة علشان يقدر ينمي موهبته غير العادية، وأسرته مثقفة وقدروا إنهم يراعوه ويدعموه".

 

وأوضح الحسيني، أنه في 2012 إحدى أساتذة l'Ecole Normale Superieure في باريس قد تعرفت على الطالب "عمر" بالصدفة في مدرسة صيفية للتلاميذ الموهوبين في أوروبا، مشيرا إلي أن إدارة المدرسة اقتنعت بقبوله وإعطائه منحة دراسية، قائلا "للأسف عمر لم يحصل في مصر إلا على الشهادة الإعدادية، وبالتالي لن يذكر في سيرته الذاتية أي تعليم حصل عليه في مصر".

 

وأكد الحسيني، قائلا "عمر هو أبرز مثال وأول تجربة لشاب مصري تظهر موهبته في الرياضيات في سن صغير نسبيا، لكن فيه غيره أسعدني الحظ بالتعرف عليهم، وفيه يمكن مئات غيرهم لم نسعد باكتشافهم".

 

وفي سياق متصل، قال والد عمر عثمان، إنه سوف يستمر فى مجال البحث العلمي فى فرنسا أو أى دولة أوربية أخرى، وربما أمريكا، مؤكدًا أن "عمر" يفضل أوروبا، مؤكدا أن ابنه موجود في باريس بعدما أنهى الصف الأول الثانوي، والتحق فى السنة النهائية في الجامعة فى فرنسا، قائًلا:"عمر لم يحصل على البكالوريوس ولا الثانوية العامة، وأول شهادة حصل عليها هى الماجستير في 2015، ثم الدكتوراه في 2018".

 

وأوضح عثمان، أن مصر لم تعلم أي شيء عن ابنه وما حصل عليه نهائيًا، وذلك لأنه سافر إلى فرنسا وهو فى الصف الأول الثانوي، مؤكدا أن ابنه لا ينتظر أي تكريم من أي جهة، قائًلا: "ابني مش باصص لأى تكريم من أى جهة، وهو بيحب مصر جدا، ولكن مجال البحث العلمي اللى هو بيفكر فيه مش متاح فى مصر".

 

وقال والد "عمر" إنهم وعمر ذاته ليس له أي مطالب، مؤكدا أن الكثير من الأساتذة المصريين قد ساعدوا "عمر" دون أي مقابل، وهم من يستحقون التكريم، موضحا أن أغلبهم أساتذة من جامعة القاهرة ومن الجامعة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه يوجد فئة كبيرة حاولت مساعدة "عمر" ولكن قوانين التعليم فى مصر كانت تقف عائق أمام هذه المساعدة.

 

وعن وجهة نظره فى البحث العلمي داخل مصر، قال والد "عمر" إن البحث العلمي فى مصر ممتاز والطلاب متفوقين، ولكن المجال الذي يدرسه "عمر" غير متوفر فى مصر ويتمنى أن يتم توفيره.

 

وأكد والد عمر أن أساتذة الجامعات المصرية والأجنبية أكدوا نبوغه، وأنه يمتلك علمًا يؤهله للحصول على الماجستير في مثل هذه السن المبكرة، لكن طموحه وعقله لم يستسلموا ولم يكتفوا بذلك، فتمكن العبقري الصغير بدعم من والديه أن يسافر إلى فرنسا، كما التقى أستاذة في إحدى الجامعات الفرنسية، تحدث عن ما يمتلكه من معادلات وعلم في مادة الرياضيات؛ حتى تمت الموافقة له للدراسة في باريس.

 

وقال والد "عمر" إن الدعم المقدم من أسرته له؛ هو الدعاء له أن يحفظه الله من كل سوء ويبارك فيه، مؤكدا أنه الآن في باريس، ويعمل على إنهاء إجراءات العودة غدا الاثنين إلى القاهرة.