التعليم بالتناوب.. مقترح بتقسيم أيام الدراسة بين مجموعات للحد من كثافة الفصول
كتب: نورهان عبدالرحمن - إسراء جمال - شيماء محمد - ريم محمود
3 أيام للدراسة النظرية.. يوم للأنشطة الرياضية
بالأندية.. وآخر فى المعامل
مصدر بـ«التعليم»: 1% فقط من المدارس تشهد أزمة
تكدس
ارتفعت خلال الفترة الأخيرة الأصوات التى تطالب بحل مشكلة
تكدس الفصول الدراسية، وشغلت حيزًا كبيرًا من الاهتمام بين مسئولى المنظومة التعليمية،
ومستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى من الطلاب وأولياء الأمور، الأمر الذى قابله تصريح
صادم من الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أشار فيه إلى أن حل هذه المشكلة
يحتاج ١٠٠ مليار جنيه، وهو ما لا تسمح به موازنة الدولة فى الفترة الحالية.
فى محاولة منه لإيجاد حل عاجل وغير مكلف لهذه المشكلة، تقدم
الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، بمقترح لحل هذه المشكلة، عبر برنامج
«٩٠ دقيقة» على فضائية المحور، السبت الماضى.
ويتضمن المقترح تقسيم طلاب الفصول إلى مجموعتين تتبادلان
التردد على المدارس والأندية الرياضية ومعامل الدراسة، بحيث يحصل طلاب كل مجموعة على
٣ أيام للدراسة النظرية فى المدارس، ويوم للأنشطة الرياضية فى الأندية، ويوم للتجارب
العلمية فى معامل المدارس.
ووفقًا لنصار، يحل المقترح أزمة الكثافة العددية فى المدارس
دون الحاجة إلى بناء مدارس أو فصول جديدة، من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات، تتبادل
التردد على المدارس والأندية ومعامل العلوم.
وفى السياق نفسه، قال مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم
والتعليم الفنى، إن كثافة الفصول ليست مرتفعة بالشكل الكارثى، مشيرًا إلى أن نسبة المدارس
التى تعانى من هذه الأزمة لا تتخطى الـ١٪، بينما ٨٠٪ من فصول بقية المدارس تشهد نسبًا
عادية من الكثافة، وفق المعايير العالمية.
وأضاف المصدر أن مقترحًا شبيهًا بمقترح «نصار» جرى تطبيقه
بالفعل فى إحدى مدارس منطقة الوراق بالقاهرة، مشيرًا إلى أن تخصيص ٣ أيام فقط للدراسة
النظرية إضافة إلى يومين إجازة أسبوعية، سيقلل من عدد المرات التى يتردد فيها الطلاب
على مدارسهم، خاصة أن طلاب الشهادات لا يترددون على المدارس فى العادة.
وأشار المصدر إلى أن الوزير يحاول تطبيق المنظومة الجديدة
التى تضع حلولًا على المدى القريب والبعيد لمثل هذه المشكلات.
وقال الدكتور أحمد الجيوشى، نائب وزير التعليم لشئون التعليم
الفنى السابق، إنه تابع مقترح «نصار» الخاص بتقليص الأسبوع الدراسى إلى ٣ أيّام فقط،
وتقسيم الفصل الواحد الذى يبلغ عدده مثلًا «٦٠ طالبًا» إلى فصلين، كل منهما ٣٠ طالبًا،
وكل فصل يدرس ٣ أيّام فقط ويومين أنشطة، وبذلك نكون ضاعفنا عدد المدارس دون الحاجة
لبناء مدارس جديدة.
وأضاف الجيوشى: «للأمانة هى فكرة تستحق الدراسة، وفكرت أنا
نفسى فيها تحديدًا فى شهر يناير الماضى، ودونتها فى «نوت» التليفون للرجوع إليها، لكن
تطبيق الفكرة سيواجهه بعض العقبات»
وأوضح الجيوشى أن ٥٠٪ من المدارس الحالية تعمل فترتين فى
كثير من المحافظات، ما يعنى صعوبة تطبيق الفكرة التى تعتمد على يوم دراسى طويل، فيما
يتعلق بالأيام المخصصة للدراسة النظرية، إضافة إلى وجود عجز فى عدد المدرسين، حتى لا
يضطر المدرس للعمل ضعف نصابه القانونى من الحصص، فى حال تطبيق الفكرة وتقسيم الطلاب
لمجموعات.
وأضاف الجيوشى: «نحتاج إلى تكاتف وتعاون من كل الوزارات الأخرى
مثل الشباب والرياضة ووزارة الثقافة، لتولى مهمة إدارة الأيام المخصصة للأنشطة المدرسية.
وقال الدكتور محمد فوزى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الشباب
والرياضة، إن الوزارة تراعى وتهتم بكل المبادرات التى من شأنها أن تضيف لشباب مصر وتعمل
على تطوير منظومة الرياضة، وفقًا للاستراتيجية التى تم اقتراحها فى المؤتمر الوطنى
للشباب تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمنبثقة من استراتيجية بناء الشخصية المصرية.
وأضاف فوزى لـ«كشكول» أنه فى حال وجود أى مقترح رسمى مثل
مقترح تقليص أيام الدراسة، فإن الوزارة ستدرس هذا المقترح بشكل وافٍ لتحديد موقفها
منه، مؤكدًا ترحيب الوزارة بكل المبادرات التى تهدف إلى بناء هذا الوطن وتسهم فى دعم
أمن مصر.
وقالت عبير أحمد، مؤسسة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم،
إن مقترح «نصار» جيد، وأن تطبيقه حتى لو كان بشكل مؤقت، لحين بناء مدارس وفصول جديدة
من شأنه أن يسهم فى حل المشكلة أو التخفيف من حدتها.
وأشارت عبير إلى وجود ارتياح كبير بين أولياء الأمور بشأن
هذه الفكرة، التى ستمنح جزءًا كبيرًا للأنشطة الدراسية التى لا تقل أهمية عن الدراسة
النظرية، وستعيد العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعى، مؤكدة أهمية تخفيف المناهج
وإزالة الحشو منها، ووضع مناهج جديدة ولو بشكل تدريجى، تعتمد على التفكر الإبداعى،
وتتناسب مع سوق العمل، مستطردة: «المناهج الحالية بتعقد الطلاب ولا تتناسب مع المدة
الزمنية المخصصة لليوم الدراسى».
وتساءلت شيماء على ماهر، مسئولة بالتعليم، «كيف سنبنى بلدنا
إن أصبحت مدارسنا -خاصه الحكومية- تعانى من كثافة طلاب تتجاوز ١٠٠ طالب فى الفصل الواحد؟»،
مشيرة إلى الآثار السلبية للتكدس حيث يؤثر فى الصحة النفسية والبدنية للطلاب، إضافة
إلى انتشار الأمرض بسبب سوء تهوية الفصول نتيجة التكدس.
وأضافت أن الكثافة الكبيرة للفصول تؤثر فى التحصيل الدراسى
للطلاب، وتؤثر كذلك فى عمل المدرسين، حيث تمثل الكثافة الكبيرة عبئًا شديدًا على المدرسين،
لأنها تجعل تواصله مع طلابه يقل ويتم فى ظروف صعبة.
وقالت علياء الجميلى، مسئول جروبات ثانوية عامة على مواقع
التواصل الاجتاعى، وولى أمر، إن اقتراح «نصار» بتقليص أيام الدراسة نابع من إدراك حقيقى
واقعى لمشاكل المنظومة كلها، وأن أرض الواقع تشير إلى «وجود كارثة كبيرة بشتى المقاييس».
واقترحت علياء الاقتداء بالدول التى تطبق فكرة التعليم عن
بعد، من خلال أجهزة الاتصال الإلكترونية التى توفر «دروس أونلاين» على مواقع مخصصة
للدراسة، حتى لا يضطر الطلاب إلى التردد اليومى على المدارس، إضافة إلى تخفيف الأعباء
المادية عن كاهل الأسر، وحل مشكلة التكدس المروى.
وطالبت بتشكيل لجنة تضم المختصين والخبراء فى شتى المجالات،
تجتمع مرة واحدة كل فترة، لتناقش الأفكار والحلول الخاصة بالمشكلات التى تواجهنا، إضافة
إلى ممثلين عن المجتمع المدنى.
وقال وليد محمد، عضو لجنة المتابعة بالإسكندرية، إن بعض معامل
الحاسب الآلى الملحقة بالمدارس تحتوى على أجهزة كمبيوتر لكنها لا تعمل، لأن هذه الأجهزة
تحتاج إلى صيانة، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن بعض المعامل تم تزويدها بأجهزة حديثة بالفعل.
وأضاف أن الوزارة تقوم حاليًا بتزويد المدارس الثانوية بأجهزة
حديثة وتوصيلها بالإنترنت فائق السرعة لتطبيق نظام الثانوية التراكمية والتعليم الجديد.
وأشار إلى أن مقترح «نصار» يمكن عرضه على الوزير لدراسة إمكانية
تطبيقه وتجهيز المدارس لذلك.
وفى السياق نفسه، قال رامى محمد، معلم حاسب آلى بالجيزة،
إن كثافة الفصول قد تصل فى بعض المدارس إلى ١٠٠ طالب فى الفصل الواحد، بينما أقصى تجهيز
ممكن لمعمل الحاسب الآلى فى أى مدرسة يصل إلى ١٠ أجهزة كمبيوتر فقط.
وأضاف أن بعض المدارس لا يوجد بها معامل حاسب آلى، وأن من
١٥ إلى ٢٥ مدرسة من ٦٥ مدرسة فى الإدارة التى يتبع لها، يوجد فيها معامل حاسب آلى.
وقال إن كثافة الفصل الواحد فى المدرسة التى يعمل بها، قد
تصل إلى ٨٤ طالبًا، ولا يوجد بها معمل حاسب آلى، ولكن يوجد بها معمل وسائط يضم ١١ جهاز
كمبيوتر.
وأشار إلى أن مقترح «نصار» قد يواجهه بعض الصعوبات بسبب عدم
وجود معامل حاسب آلى تستوعب عدد الطلاب، خاصة أن حصة الحاسب الآلى تستوجب حضور الطلاب
إلى المدرسة.