السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

شكري: نحتفل بـ«يوم الدبلوماسية المصرية» هذا العام في ظل مأساة إنسانية يعيشها أشقاؤنا بغزة

كشكول

قال وزير الخارجية سامح شكري، إن احتفالنا هذا العام بيوم الدبلوماسية المصرية، يأتي في ظل واقع إقليمي ودولي شديد التعقيد، نشهد فيه مأساة إنسانية يعيشها أشقاؤنا في قطاع غزة ومن المؤسف، بل ومن المشين، أن يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن وضع حد لهذه المأساة لأكثر من خمسة أشهر.

وجاء نص كلمة وزير الخارجية، خلال احتفالية يوم الدبلوماسية المصرية التى نظمتها وزارة الخارجية أمس 25 مارس 2024، كالتالي:

معالي السادة الوزراء، أبناء وزارة الخارجية الأجلاء، الحضور الكريم،

يسعدني أن أرحب بحضراتكم ونحن نلتقي سويًا اليوم لنحتفل بالذكرى رقم (١٠٢) لـ"يوم الدبلوماسية المصرية"...والذي يوافق الخامس عشر من شهر مارس من كل عام... تاريخ إعلان استقلال مصر عام ١٩٢٢ ونهاية الحماية الأجنبية وإعادة العمل بوزارة الخارجية...واحتفالنا هذا العام له مذاق خاص لكونه يتزامن مع شهر رمضان المبارك...كل عام وحضراتكم بخير.

 

نلتقي اليوم لنحتفي ونعرب عن تقديرنا وفخرنا بدبلوماسية مصر القديرة والشامخة على مر العصور. تلك الدبلوماسية التي استطاعت بكل اقتدار، أن تحمى مصالح مصر العليا وأمنها القومي في أوقات السلم والحرب...في مراحل التوتر والأزمات...وفترات الاستقرار والبناء والتحديث. فتحية إكبار وتقدير لكل من نفذ سياسة مصر الخارجية من أبناء هذه المؤسسة العريقة على مر العصور.

الضيوف الكرام،

إن احتفالنا هذا العام يأتي في ظل واقع إقليمي ودولي شديد التعقيد، نشهد فيه مأساة إنسانية يعيشها أشقاؤنا في قطاع غزة...ومن المؤسف، بل ومن المشين، أن يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن وضع حد لهذه المأساة لأكثر من خمسة أشهر.

أزمات عديدة ومتلاحقة، تزداد حدة وخطورة مع مرور الوقت... حرب روسية/أوكرانية خلفت واقعًا دوليًا سمته الاستقطاب، وسباق التسلح والتوتر...حروب أهلية ومخاطر حقيقية تُنذر بتفكك الدول... ويضاف إلى ذلك كله ما نشهده من انتشار غير مسبوق للتحديات العابرة للحدود...كانتشار الأمراض والأوبئة، والتغيرات المناخية، والإرهاب الدولى، والهجرة غير الشرعية وغيرها...وكلها تحديات تضع على عاتق الدبلوماسية المصرية مسئولية التعاطي معها بيقظة بالغة... ورؤية ثاقبة...وحلول مبتكرة.

الضيوف الكرام، الزملاء الأعزاء،

تجد الدبلوماسية المصرية نفسها اليوم في لحظة مفصلية... ترسم فيها سياسية مصر الخارجية في "جمهوريتنا الجديدة" في ظل واقع إقليمي ودولي صعب...وأمواج عاتية...تبحر فيها بمصر إلى بر الأمان، محافظةً على توازنها واعتدالها تحت قيادة سياسية حكيمة، لا تغامر بمصالح مصر وأمن شعبها...ولا تتأثر بحالة الاستقطاب الراهنة...محتفظة بمبادئها الراسخة التي تأسست وحافظت عليها على مر العصور.

ومع التسليم بأهمية الحفاظ على تلك الثوابت، فإن التعامل مع تلك التحديات المتغيرة والمتصاعدة، أكسب الدبلوماسية المصرية قدرات وعوامل قوة إضافية...أهمها المرونة والقدرة على الابتكار... وخلق شراكات جديدة تُعزز من قدرة مصر على التكيف مع التحديات الاقتصادية والأمنية المتزايدة...والتوسع في استخدام أدوات الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية العامة والتكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي، تحقيقًا لمصالح المواطن المصري في الداخل والخارج، والترويج لعملية التطوير والتحديث الشاملة التي تشهدها مصر على مدار السنوات الماضية.

ولكي تستمر الدبلوماسية المصرية في الدفاع عن مصالح الوطن على النحو الذي عهدته، استثمرت وزارة الخارجية بقدر كبير في تدريب أعضاء السلك الدبلوماسي لتسليحهم بأحدث الأدوات التي تمكنهم من فهم والتعامل مع التحديات الراهنة.

وقد مكنتنا استراتيجية الاستثمار في كوادر الدبلوماسية المصرية حديثي الالتحاق بوزارة الخارجية من تكثيف التعاون في مجال التدريب مع مختلف مؤسسات الدولة، الامر الذي أتاح لشباب الدبلوماسيين فهم أعمق لكيفية عمل تلك المؤسسات ولطبيعة التحديات المتشابكة التي تواجه الأمن القومي المصري من مختلف الأبعاد.

السيدات والسادة...الزملاء أعضاء السلك الدبلوماسي،

رسالتي إليكم اليوم ونحن بين جنبات هذا المبنى الذي ظل شاهدًا على منجزات الدبلوماسية المصرية على مر العصور، أن نحافظ على تقاليد تلك المؤسسة العريقة التي ننال شرف الانتماء إليها، وعلى مبادئ المهنة التي ورثناها عمن سبقونا...إن مستقبل هذا الوطن والدفاع عن مصالحه أمانة بين إيدينا جميعًا...ورسالتي إلى الجيل الجديد من الدبلوماسيين أن تضعوا نصب أعينكم ما أقسمتم عليه عند التحاقكم بالسلك الدبلوماسي...فهذا القسم ليس مجرد كلمات تُتلى، وإنما هو إيمان والتزام بأن مستقبل هذا الوطن والدفاع عن مصالحه أمانة بين إيديكم.

ولا يفوتنى في هذه المناسبة أيضًا، أن أتوجه بخالص التقدير والعرفان للأجيال المتعاقبة من السادة السفراء الذين نستلهم من خبراتهم ومبادئهم التي تمسكوا بها مثالًا يحتذى به في العطاء والمهنية والتضحية.

السيدات والسادة الحضور...ضيوفنا الكرام،

على الرغم من تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي الراهن، إلا أنه كان من المهم... بل الواجب... ألا يمر هذا العام دون الاحتفال بيوم الدبلوماسية المصرية، لنؤكد مجددًا على أنها تمضي على المسار الصحيح للحفاظ على مقدرات ومصالح الوطن.

واسمحوا لي أن انتهز هذه المناسبة لأتوجه برسالة شكر وامتنان لكافة العاملين بالسلك الدبلوماسي المصري على ما يقدمونه من جهد وتضحيات وعطاء تقديرًا لوطنهم الجليل لرفع راية مصر عالية.

كل عام وحضراتكم بخير