نائب رئيس جامعة الأزهر يطالب بوضع معايير أخلاقية بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة
قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر: إن التطورات المتسارعة التي يشهدها مجال التكنولوجيا، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يدعم العالم الافتراضي ينذر بخطرٍ كبيرٍ يواجه عقول شبابنا، وحتى لا نتركهم فريسة لما يقدمه لهم هذا العالم من أفكار غير صحيحة، تزداد الحاجة إلى معايير أخلاقية تناسب هويتنا العربية والإسلامية، وتنظم استخدام هذه التكنولوجيا، وتكون هذه المعايير ضمن معايير الاستخدام الآمن في مجتمعاتنا.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته في افتتاح ندوة كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة التي تقام برعاية فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، وتنظيم الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، عميد الكلية، تحت عنوان: *«الإنترنت العميق والمخاطر الإلكترونية: المشكلات والحلول»* أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات كبيرة كان نتيجة لعدم فرض معايير أو قيود على كل ما هو قادم من خارجه عن طريق الإنترنت، مما جعل مجتمعاته عرضة لهذه الأخطار، وهو ما يستوجب علينا إعادة تقييم المسار، حول كيفية الاستخدام الآمن والأمثل للعالم الافتراضي.
من جانبه أكد الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، على أهمية رصد سلبيات المجتمع بكل دقة، وتحليل الأسباب التي أدت إلى ظهورها، لوضع حلول عملية وتوعوية لها، للحد من تفاقمها وانتشارها؛ لأن الكشف المبكر عن السلبيات يسهم في عملية الإصلاح التي هي فريضة مجتمعية، كما يسهم في صنع بيئة آمنة تساعد على نهضة المجتمع وازدهاره وتحقق سعادة الأفراد؛ إذ المجتمعات الآمنة هي المجتمعات التي تعرف نقاط ضعفها وتقويها، من أجل تحقيق نهضة وتقدم.
وأضاف الصغير أن التوعية المجتمعية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع كل حسب موقعه وإمكاناته، مرورًا بالأسرة، ووصولًا إلى المؤسسات التي تقع على عاتقها الدور الأكبر؛ نظرًا لقدرتها على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وامتلاكها الإمكانات التي تمكنها من تنفيذ برامج توعوية فعالية، والأزهر الشريف كمؤسسة لعب دورًا مهمًّا في نشر الوعي من خلال أنشطته المجتمعية الموجهة لكل شرائح المجتمع، إضافة إلى دوره في إعداد الدعاة الذين يمثلون الحصن الفكري للعقل الجمعي العربي والإسلامي في العالم، ولا زال مستمرًّا في هذا من خلال علمائه وهيئاته المختلفة.