"سيكولوجية المواطنة والانتماء والاغتراب " محاضرة لطلاب آداب الفيوم
نظمت كلية الآداب جامعة الفيوم محاضرة علمية لطلاب قسمي علم النفس وعلم الاجتماع بعنوان "سيكولوجية المواطنة والانتماء والاغتراب والتنوع الثقافي" حاضر فيها دكتور طارق عبدالوهاب، أستاذ علم النفسي السياسي وعميد الكلية؛ وذلك اليوم بقاعة المؤتمرات بالكلية وسط لفيف من الطلاب والطالبات.
أكد
دكتور طارق عبد الوهاب في بداية المحاضرة أن "قضية سيكولوجية المواطنة والانتماء
هذه ليست شأنًا بسيطًا وعابرًا بما تختزنه من عمق وجداني وعاطفي وعمق فكري وتاريخي،
بل هي قيمة إنسانية كبرى تكتسب أهميتها عند جميع
الأمم والشعوب، فهي تمثل الوعاء الضروري والحاضن الأكبر لمشروعات التقدم والتطور
الإنساني ".
كما
أوضح عميد الكلية أن مفهوم المواطنة ارتبط بالوطن من خلال روابط أهمها الانتماء والهوية
، حيث حمل مفهوم المواطنة في داخله “المواطن” وهو المعنى الذي يضاف للإنسان حين ارتباطه
بالمجتمع ، فهو الإنسان مضافًا إليه مدلول من دلالات الوطن، فالوطن في أوسع معانيه
يمنح من ينتمي إليه حقوقا والتي هي أقرب من دلالات وجوده ومجال فعالياته، و المواطنة
كمفهوم وإجراءات وحقائق، هي الإبداع الإنساني
الدستوري الذي يضمن لجميع المكونات المشاركة في إدارة الشأن العام وإثراء الوطن على مختلف الصعد والمستويات. والثالوث القيمي الذي يستند عليه
مبدأ المواطنة، هو العدالة والحرية والمساواة، هذا الثالوث القيمي (العدالة و الحرية و المساواة ) هو الذي يمنح مفهوم
المواطنة معناه الحقيقي، ويخرج المواطن من حالته السلبية المجردة إلى مشارك حقيقي وفعّال
في كل الأنشطة الوطنية، المواطنة ليست شعارًا مجردًا عن حقائق ووقائع الحياة، وإنما
هي منظومة قيمية وإدارية وسياسية، تتجه بكل إمكاناتها لمنح المواطن كل حقوقه، وتحفزه
للالتزام بكل واجباته ومسؤولياته.
وأوضح
أن المواطنة هي حقوق وواجبات، منهج وممارسة، آفاق وتطلعات، حقائق دستورية وسياسية،
ووقائع اجتماعية وثقافية.
وأشار
عميد الكلية على اهمية دراسة العلاقة بين المواطنة والتعددية الثقافية، تدعيما للتنوع
الثقافي في بناء المجتمع من ناحية، ودعما لعلاقة الانتماء المشترك في الوطن الواحد
من ناحية أخري.
ونوه
عبد الوهاب أن مفهوم الانتماء يشير إلى الانتساب
لكيان ما يكون الفرد متوحدًا معه مندمجًا فيه، باعتباره عضوًا مقبولًا وله شرف الانتساب
إليه، ويشعر بالأمان فيه، وقد يكون هذا الكيان جماعة ، طبقة، وطن ، وهذا يعني تداخل
الولاء مع الانتماء والذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه توجد علاقة ديناميكية بين الإشباع والانتماء، فإشباع
الحاجات يؤدي إلى الرضا والأمن، وهما يعززان الانتماء. وعدم الإشباع يؤدي إلى توقف
نمو الانتماء، وربما إلى نمو الأنانية، والفردية، وخمول التفاعل، وانعدام المسئولية
الاجتماعية والذي يعد من مظاهر أزمة الانتماء، وكذلك عدم الاكتراث واللامبالاة تجاه
المجتمع، أو الوطن، والاستهانة برموز المجتمع وثقافته، وانقطاع الصلة ين الفرد ومؤسساته
والشعور بالاغتراب الذي هو ضد الانتماء.
وختم
عميد الكلية المحاضرة بتعبيره أن أكثر ما يخشاه
هو أن يتسبب التطور التكنولوجي في تنامي مشاعر الاغتراب، وتلاشي مشاعر الانتماء والهوية.