"أهل مصر".. دير سانت كاترين يشهد أولى جولات شباب المحافظات الحدودية
انطلقت اليوم الاثنين أولى الجولات التثقيفية لشباب المحافظات الحدودية المشاركين في الملتقى السابع عشر بمشروع "أهل مصر"، المقام بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة المعنية بأبناء المحافظات الحدودية.
واستقبل دير سانت كاترين الشباب في جولة رافقهم فيها أحمد عادل توفيق مدير آثار جنوب سيناء، بحضور أحمد يسري، مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي للملتقى، وقدم مدير الآثار شروحا حول تاريخ الدير والمنطقة، موضحا أن الدير يقع في بقعة اختصت بها مصر دون غيرها لتحمل رسالة للعالمين وتؤكد أن مصر التسامح خلقت ليجتمع عليها البشر ويتعايشوا كل له عقيدته، وأشار أن المكان يجمع بين الكنيسة والمسجد وموقع تجلى به رب الكون ليكلم نبيا من أنبيائه، وتشير جملة الوادي المقدس إلى موقع ذو مكانة دينية متميزة.
وأضاف مدير آثار جنوب سيناء أن الدير تم تسجيله كأحد مواقع التراث العالمي، وتأسس في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، ويتميز بتصميمه الفريد والجدران السميكة التي كانت تستخدم لحمايته من الهجمات، ويحتوي على مكتبة من أقدم المكتبات في العالم، وتضم مخطوطات نادرة ومجموعة هائلة من الكتب القيمة.
وأشار أنه يضم بداخله شجرة العليقة في أقصى الركن الشرقي للدير وهي شجرة صغيرة متعددة الأفرع ذات أشواك وأوراقها خضرة صغيرة دائمة وعديمة الثمار، تندرج تحت الشجر دائم الخضرة من نوع العليق، وجرت عدة محاولات لإعادة استنباتها ولكنها فشلت مما يؤكد أنها شجرة غير تقليدية.
واستكمل مدير الآثار شروحه ببيان أن الدير يحوي كنيسة القديسة كاترين التي اشتهرت في الكنائس المسيحية فى الشرق والغرب بعد أن ذاعت قصة استشهادها فى القرن الرابع الميلادي، ونشأتها فى الإسكندرية واشتهرت بجمالها وثقافتها فأصبحت أعجوبة عصرها، ويضم الدير رفات القديسة كاترين، وفسيفاء التجلي، ومقبرة الرهبان وتقع غرب الدير من الخارج.
وعن المسجد الفاطمي قال إنه يقع غرب الكنيسة الرئيسية فى مستوى أعلى من مستوى الكنيسة، حيث تعانق قبة الجامع الكنيسة ويطل عليها شبابيك في جداره الشرقي، وتخطيط الجامع بسيط يتكون من مستطيل ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجيري المنحوت، مضيفا أن تاريخ المسجد يرجع إلى عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هـ/ 1106م.
واختتمت الجولة بزيارة جبل التجلي ويقع في الشمال الشرقي من جبل موسى مطلا على الدير ومنطقة وادى الشيخ الشهيرة بوادي الدير، وتحدث مدير الآثار موضحا أن الجبل ترجع شهرته إلى حادثة التجلي التي تجلى فيها المولى عز وجل على هذا الجبل أثناء الحوار الذي دار بينه وبين موسى عليه السلام، فكان درسا ربانيا له، واختتم حديثه بتوضيح أن الجبل لونه أسود في حين أن الجبال المحيطة ذات لون أشهب، وكذلك طبيعته ذات شكل ركامي.
الملتقى تقيمه الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د حنان موسى، ويقام بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة جنوب سيناء، ويستضيف 110 شباب وفتيات من المحافظات الحدودية: شمال وجنوب سيناء، أسوان، البحر الأحمر"الشلاتين وأبو رماد وحلايب"، الوادي الجديد، مطروح، والأسمرات "القاهرة".
ويشهد الملتقى على مدار أسبوع عددا من الجولات والزيارات الميدانية لأهم معالم مدينة سانت كاترين، بجانب دوري ثقافي ورياضي، وورش فنية وحرفية متنوعة وتعقد الفعاليات ببيت ثقافة سانت كاترين ومقر الوحدة المحلية حتى 2 أغسطس المقبل.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.