بعد حرب الإخوان والسلفيين.. «الأزهر» جامعة بلا اتحاد علي مدار 4 أعوام .. والمسئولين: اجرائها حسب الأوضاع الأمنية
شهد عام 2013 حربًا طاحنة بين طلاب قطبى جامعة الأزهر الأساسين "الأخوان" والذين كانت تمثلهم أسرة "جيل النصر المنشود"، والسلفيين وكانت تمثلهم أسرة "نبض الأزهر"، ومن بعدهم بعض الأسر الطلابية التى كانت لا تذكر حينها.
وجاءت فترة الإخفاق الأطول فى تاريخ الجامعة، حيث للعام الرابع على التوالى
والجامعة لم تشهد أى إجراءت رسمية لانتخابات إتحاد الطلاب، الأمر الذى أثار حفيظة الطلاب
الذين يرغبون فى إجراء انتخابات اتحاد الطلاب.
ومع إنطلاق موسم انتخابات إتحاد الطلاب بمختلف الجامعات المصرية، وقف
الأزهر بعيدًا متفرجًا كعادته فى الأعوام الأربعة الأخيرة، حيث اختفت روح التعاونية
بين الطلاب وقطعت الجامعة بيدها كل الطرق على الطلاب من تشكيل أى تجمعات تحت أى مسمى
سواء كانت خدمية أو حزبية.
2013- 2014 بعد رحيل الإخوان
يعد عام 2013- 2014 الدراسى أصعب فترة شهدتها الجامعة، عقب عزل محمد مرسى
بفرمانًا من الشعب الذى ثأر من أجل إنهاء حقبة الأخوان فى مصر وانتهت بثورة 30 يونيه،
بعد التحيز الواضح لرئيس الجمهورية لأقرانه من أعضاء الجماعة.
وكان طلاب الأزهر من جماعة الأخوان، دومًا ما يثيرون الشغب والعنف فى
أرجاء الجامعة، ويقومون بشكل يومي بالتظاهرات والتخريب من أجل عودة رئيسهم المعزول،
مما اضطر الجامعة برئاسة الدكتور أسامة العبد وقتها، إلغاء إنتخابات اتحاد الطلاب التى
كانت لا زالت تحت راية الأخوان برئيسها الطالب أحمد البقرى.
2014-2015 «عزب» كلمة السر
كان الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر، أشد الرافضين لقيام أى انتخابات
طلابية فى الجامعة، معللًا أن الجامعة لم تتطهر بعد من طلاب الأخوان الذين كانوا يتصدرون
جميع المشاهد الطلابية وقتها.
وحرص وقتها على تدعيم مراكز رعايا الشعب بشتى الطرق، ولذلك لتولى دور
الطلاب فى التواصل والتعاون مع الجميع من أجل إحكام قبضته على الجامعة، التى كانت لا
زالت تشهد المناوشات القليلة التى انهتها الجامعة بوجود الأمن داخل الحرم الجامعى على
جميع الأبواب.
وعلل رئيس الجامعة وقتها رفضه لأى انتخابات طلابية بسبب وجود "الخلايا
النائمه" على حد وصفه حينها، وأنه يخشى أن يتحول مجلس اتحاد الطلاب من جديد إلى
أحزاب وتكتلات قد تعيد الجامعة إلى نقطة البداية، بعد الشوط الكبير الذى قطعه فى تطوير
الجامعة.
2015- 2016 «الهدهد» يحارب الإخوان بالندوات الثقافية
تلك الفترة التى تعاقب فيها على رئاسة جامعة الأزهر العديد من الأساتذة
أبرزهم الدكتور إبراهيم الهدهد، والتى كانت تتعافى الجامعة حينها من مرض الأخوان الذى
لا زال ينهش فى الجامعة لأن بعضهم لا زالوا يدرسون فى الجامعة، وإعطاء فرصة التجمعات
قد تمنحهم الفرصة للظهور من جديد.
واعتمد الهدهد، منذ بداية توليه على تفعيل المواسم الثقافية بجميع الكليات
لنشر الفكر الوسطى السليم بين الطلاب، وذلك للتخلص نهائيًا من ذلك المرض وضخ دماء جديدة
فى عقول الطلاب، وهذا ما نجح فيه فعليًاا، بعدما حققت الجامعة أكبر نسبة للندوات الثقافية
فى عهده.
2016- 2017 انتخابات الاتحاد محلك سر
على الرغم من أن الجامعة انتهى فيه عصر الأخوان نهائيًا، الإ أن الجامعة
قد أصرت أن تكون عند موقفها ومنعت إجراء أى انتخابات طلابية، دون التعليل أو أيضاح
الصورة للطلاب الذين يمنون أنفسهم بانتخابات طلابية تجرى بينهم بعد الحرمان لأكثر من
3 سنوات على التوالى.
واخذت الجامعة منحنى جديد فى غرس قيم حب الوطن والانتماء له، وذلك من
خلال قيام الندوات التى غلب عليها الطابع الأمنى بحضور رموز من الجيش والشرطة ليطلعوا
الطلاب على المواقف البطولية التى قادها الجيش فى مواجهة العدو على مر التاريخ، سواء
كان عدوًا من الداخل أو الخارج، وذلك من أجل تنمية قيم حب الوطن والولاء له.
2017- 2018 أزهرى من أجل مصر تتصدر المشهد
هو العام الأمثل لطلاب جامعة الأزهر، جيث ظهرت على استحياء رابطات طلابية
فى نهاية العام الماضى، كان أبرزها طلاب من أجل مصر، وأزهرى من أجل مصر، والطرفان ظهرا
فى مؤتمرات الرئيس عبد الفتاح السيسى للشباب، الأمر الذى يشير إلى ولائهم وحبهم للوطن،
ولكن الجامعة لم تلفت إلى أحد نهائيًا وتستمر فى طريقها نحو تطهير الجامعة من التيارات
الإسلامية المتعصبة لجماعات بعينها.
وحرص طلاب أزهرى من أجل مصر على طلب إجراء انتخابات الطلاب من رئيس الجامعة
الدكتور محمد المحرصاوى، ولكنه لم يتعهد لهم بإجراء فى وقت محدد.
مطالبة
باتحاد طلابي
اتفق عدد كبير من طلاب جامعة الأزهر، حول رغبتهم فى إجراء انتخابات طلابية
وذلك لأنهم الممثل الوحيد لهم أمام مجلس الجامعة، وذلك يعيد لهم روح التعاون كما كان
يحدث سابقًا، ونحن للعام الرابع على التوالى بلا انتخابات على الرغم من إجرائها فى
جميع جامعات مصر.
وطالب الكثير منهم، الدكتور محمد المحرصاوى رئيس الجامعة، باجراء انتخابات
طلابية فى الجامعة، متعهدين له بحسن السلوك والعمل فى صورة سليمة تتنهى بوجود اتحاد
طلابى قوى قادر على العمل جنبًا إلى جنب الجامعة من أجل حل مشكلات الطلاب وتوعيتهم.
ورأى الطلاب، أن جميعهم مهيئين حاليًا لتولى تلك المسئوليات والتعاون
المثمر مع الجامعة فى إدارة مشكلات زملائهم، بفضل ما تلقوه من محاضرات وحلقات نقاشية
معهم على مدى الأعوام السابقة، وينتظرون شارة البد من رئيس الجامعة ليعلنوا عن أنفسهم.
الانتخابات حق مشروع والأمر وفقًا للأوضاع الأمنية
أكد الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق لشئون الدراسات
العليا، على أن وجود اتحاد طلابى شئ إيجابي فى مصلحة الجامعة، بشرط أن تكون الممارسة
ديمقراطية صحيحة بدون تحيز او تعصب سياسيى أو دينى أو لجماعات بعينها، وهو حق مشروع
للطلاب للتعبر عن أرائهم وممارسة أنشطتهم المختلفة فى شتى المجالات، كما تعهدنا رؤيته
من قبل خلال السنوات الماضية.
وطالب توفيق فى تصريحاته لـ"الدستور"، الدكتور محمد المحرصاوى
رئيس الجامعة، سرعة الإعلان عن إجراء انتخابات اتحاد الطلاب قبل نهاية العام الحالى،
وذلك لسرعة فحص أوراق الطلاب المتقدمين واتخاذ الاجراءت اللازمة لتصفيتهم ومعرفة ما
يفيد الجامعة منهم من عدمه.
وتابع: أن طلاب جامعة الأزهر ليسوا أقل وعيًا وعلمًا ودراسة عن الجامعات
الأخرى التى بدأت بالفعل فى تلقى أوراق الطلاب تمهيدًا لإجرائها بالفصل الدراسى الثانى.
وأردف: أن الانتخابات الطلابية تصب فى مصلحة الجميع من الطلاب فى القاعدة
حتى رئاسة الجمهورية، فالعمل الطلابى من أهم الأنشطة التى تربط بين ما يدور فى الجامعة
والمجتمع، ومهمتها حل مشكلات زملائهم وعرضها للجهات المختصة للنظر فيها، وهذا ما يجعلها
ذو أهمية بالغة فى تطبيقها.
وعلق الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين
بمدينة نصر، أن إتحاد الطلاب مُجمد فى الجامعة منذ عام 2014، وحتى الأن لم يصدر قرارًا
رسميًا حول إجرائها من عدمه ولكن وفقًا لما نراه، فانه لن تجرى هذا العام.
وتابع جاد الرب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إجراء الانتخابات للطلاب متوقفة على حسب الاحوال الأمنية، قاذا كان الوضع أمنى يسمح بذلك سنقيمها دون شك، واذا لم تكن تسمح ننتظر حتى ناخذ القرار المناسب.