«عش الزوجية».. تفاصيل جريمة في حلوان تودي بحياة «صفاء» على يد زوجها
في واقعة مأساوية، تجسد صورة قاتمة من العنف الأسري، استمرت معاناة الزوجة "صفاء" على يد زوجها "ماهر" حتى أسفرت عن مقتلها في يونيو 2018.
كان صراخ الأطفال ودماء الزوجة التي سالت نتيجة الاعتداء الوحشي بـ"بلطة" غير كافيين لإيقاف الزوج، الذي واصل ضربها حتى أوشك رأسها على الانفصال عن جسدها، وعندما فر الزوج بعد جريمته، حاول الانتحار في محاولة للهرب من العواقب، إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبطه أثناء محاولته الهروب عبر إحدى ترع الحوامدية.
تفاصيل الواقعة:
القصة بدأت في منتصف عام 2000 عندما تزوج "ماهر" و"صفاء" في حي حلوان، لينجبا خمسة أطفال.
على مدار 18 سنة، كانت حياتهم تسير في مسار رتيب، حيث كان الزوج يعمل في ورشة لحام، بينما كانت الزوجة تهتم بالمنزل ورعاية الأبناء، مع تزايد ضغوط الحياة المعيشية، وعدم انتظام الزوج في عمله، قررت "صفاء" أن تبحث عن فرصة عمل للمساعدة في تلبية احتياجات الأسرة.
رغم رفض الزوج في البداية، وافق أخيرًا على عمل زوجته بعد إلحاحها. بدأت "صفاء" تعمل في مستشفيين، الأول في الفترة الصباحية والثاني في "وردية مبيت"، ومع مرور الوقت، بدأ التوتر يزداد في علاقتهما بسبب قلة استقرار الزوج في عمله، حيث كان يعمل يومًا ويظل باقي الشهر دون عمل.
مع مرور السنوات، بدأت الخلافات تتزايد، حيث كانت "صفاء" تطالب زوجها بالعمل لتلبية احتياجات الأسرة، إلا أن مطالبتها كانت تذهب سدى. بدأت أجواء الخلافات تدب بين الزوجين بشكل دائم، حيث كان الأهالي يسمعون صراخهما المتكرر، سواء بسبب مصاريف المدارس أو نفقات الطعام وإيجار المنزل.
ترك الدراسة:
في إحدى الأزمات، اضطرت العائلة لإجبار ابنتهما الكبرى على ترك دراستها في الثانوية العامة لمدة عام لتعمل في مصنع ملابس، حتى تتمكن من تمويل دراستها مجددًا في العام التالي.
وفي مساء يوم من أيام يونيو 2018، بعد يوم طويل من العمل، عادت "صفاء" إلى منزلها متعبة، وتوجهت مباشرة إلى سريرها بجوار طفليها "أحمد" و"محمد". حينها، اقترب منها زوجها قائلًا: "تعالي عايز أتكلم معاكِ"، فردت عليه قائلة: "تعبانة وعايزة أنام"، ولكن الزوج رد بكلمات مرعبة: "كلنا هنرتاح"، ثم أسرع لإحضار "البلطة" وانهال على زوجته بالضرب المبرح حتى كادت رأسها تنفصل عن جسدها.
في تلك اللحظة، كان الأطفال يصرخون محاولين الاستغاثة بالجيران، ولكن لا أحد استطاع إنقاذ والدتهم.
بعد ارتكاب جريمته، هرب "ماهر" إلى مسقط رأسه في الحوامدية بالجيزة، حيث أبلغ الأهالي أجهزة الأمن بالحادث.
وبعد عمليات بحث مكثفة، تمكنت السلطات من ضبطه أثناء محاولته الهروب عبر إحدى الترع في المنطقة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات في القضية.