السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

«معلمة» تدفع حياتها ثمناً لـ «PUBG» بالإسكندرية

كشكول

لم يتوقف خطر الألعاب الإليكترونية، عند حد الانتحار كما جرت العادة خلال الفترة الماضية، بل تعد الأمر إلي ارتكاب طالب بالصف الأول الثانوي، يبلغ من العمر 16 عاماً، ويدعي "سيف الدين"، بقتل معلمته البالغة من العمر 59 عاماً، وتدعي "هانم"، أثناء قيامها بإعطاءه درساً خاصاً، بشارع جمال عبدالناصر بمنطقة ميامى، بمحافظة الإسكندرية.

وتلقى قسم أول المنتزه بالإسكندرية، بلاغًا يفيد بالعثور على جثة المواطنة، مسجاة على ظهرها بملابسها، بأرضية غرفة الاستقبال بشقتها بالطابق الرابع، وبها عدة طعنات بأنحاء متفرقة، كما تم العثور على حقيبة مدرسية بداخلها سكين كبير الحجم داخل كيس بلاستيك، وورقة مدون بها عبارات تحث على القتل، وبعض الأدوات المدرسية وحذاء رياضى وجاكيت رجالى.

وتوصلت تحريات أجهزة البحث بقطاع الأمن العام، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة، هو الطالب الذى اعترف بارتكابه الجريمة بعد ممارسة إحدى الألعاب الإلكترونية «PUBG»، التى تستند إلى وقائع أحد مسلسلات الرسوم المتحركة المتداولة على موقع «يوتيوب».

وقال أحد جيران المجنى عليها، ويدعى محمد عبدالله، ٢٣ سنة، إنهم فوجئوا بصرخات من داخل شقة المجنى عليها عقب صلاة الجمعة، مضيفًا: «توجهنا إلى شقتها فوجدناها ملقاة على الأرض بالقرب من باب الشقة، غارقة فى دمائها ومصابة بعدة طعنات فى أنحاء الجسد، فحاول الأهالى إسعافها، لكنها فارقت الحياة قبل وصول سيارة الإسعاف».

وأوضح أن المجنى عليها كانت معروفة بالطيبة وحسن السير والسلوك وكان معظم جيرانها يحبونها لأخلاقها الرفيعة، وكانت معروفة أيضًا بأنها تعطى الدروس الخصوصية للمرحلة الثانوية فى شقتها التى كانت تعيش فيها مع والدتها الكفيفة.

من جهتها، قالت «مى»، إحدى جيرانها، التى تسكن فى الدور العاشر بنفس العقار، إن المجنى عليها لديها ابنة تدرس فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وتسكن مع والدتها وهى سيدة مسنة وكفيفة، مضيفة: «إحنا عشرة عمر بقالنا أكثر من ٣٠ سنة، وماحدش كان بيسمع صوتها».

وأوضحت أن والدة المجنى عليها خرجت من غرفتها لتنادى على ابنتها بعد تغيبها، فتعثرت بجثتها الملقاة على الأرض، وحين تحسست جسدها اكتشفت الدماء، فصرخت، وحين حضر الجيران، ثم الشرطة، اكتشفوا أنها طُعنت بـ١٢ طعنة، وأن الطالب خرج مسرعًا دون حذائه وأغراضه.

وأضافت: «والد الطالب هو من سلم نجله للشرطة، وقال إنه مدمن تلك الألعاب الإلكترونية، وطلب من المعلمة إحضار كوب ماء له، وعندما ذهبت أسرع وراءها وطعنها عدة طعنات».

وقال «م. ع»، أحد سكان العقار، إنه حين دخل شقة الضحية، وجدها ملقاة على أرضية غرفة الجلوس بالقرب من الباب مرتدية ملابسها وغارقة فى دمائها، وكانت والدتها العجوز تبكى بجوارها، ثم تجمع سكان العقار أمام الشقة، مضيفًا: «حضر ضباط مباحث قسم شرطة المنتزه أولًا، ثم سيارة الإسعاف وبتوقيع الكشف الطبى تبين أن المجنى عليها فارقت الحياة، وتم نقلها إلى مشرحة كوم الدكة».

وتسلمت أسرة المجنى عليها، جثمانها من مشرحة كوم الدكة، بمنطقة محطة مصر، لتشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر العائلة بشرق المدينة، فيما قال أحد العاملين بالمشرحة، إن الجثمان خرج فى تمام الساعة الثامنة مساء السبت، وذلك بعد توقيع الكشف الطبى ومناظرة الجثة بمعرفة النيابة، وأخذ موافقتها لاستخراج التصريح الخاص بالدفن.

من جهته، كشف شريف عبدالباقى، رئيس اتحاد الألعاب الإلكترونية، عن انتشار لعبة «PUBG» فى الفترة الأخيرة، حتى وصلت إلى حد الإدمان بين الشباب والأطفال، مؤكدًا أن هناك دورًا كبيرًا على الأسرة والمجتمع، ومن خلالهما يمكن توجيه الأطفال وجعلهم يلعبون ألعابًا ذهنية مفيدة أكثر من تلك التى تحثهم على القتال والانتقام.

وأشار إلى أنه لا توجد طريقة لحجب هذه الألعاب نهائيًا سوى بالوعى وتوفير البديل والتركيز على صناعة إلكترونية فى مصر تتماشى مع ثقافتنا، كما فعلت ألمانيا للحفاظ على هويتها الثقافية والاجتماعية، مضيفًا: «بالنسبة لدور الدولة فى ذلك فقد بدأ بالفعل بعد منتدى شباب العالم ٢٠١٨، حيث وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بصناعة الألعاب الإلكترونية».

وقال: «يمكن حجب اللعبة إذا أصبحت ظاهرة مثل الحوت الأزرق، ويتم حجبها من المنتديات، وذلك إذا زادت مخاطرها، والأهم من كل ذلك هو رفع الوعى بخطورة تلك الألعاب».

أما عن اللعبة وخصائصها، فتُعرف اختصارًا بـ«PUBG»، وبالعربية تسمّى «ببجى» أو «بوبجى» أو «باتل جراوند»، وهى لعبة من نمط «Battle Royale» الذى بات مشهورًا، وصدرت منها نسختان فى أوائل سنة ٢٠١٨ لمنصتى «IOS، Android» من تطوير شركة «تينسنت»، التى تعاونت مع شركة «بلوهول» لإصدار اللعبة على الهواتف المحمولة.

تعتمد اللعبة على وجود ١٠٠ من المتنافسين المجردين من الأسلحة واليائسين، على جزيرة مليئة بالموارد والأماكن والأسلحة، والهدف هو أن يقضوا جميعًا على بعض، حتى لا يبقى منهم سوى واحد فقط بمعنى «اقتل عدوك قبل أن يقتلك».

ومع ازدياد نقصان اللاعبين تزداد المساحات الضيقة، ويزداد الحماس ولا يبقى إلا من أنشأ استراتيجية لعب قوية، فليس من السهل البقاء على قيد الحياة عندما يخرج الجميع لقتلك، ويعد اللاعب أو الفريق الأخير الذى يبقى حيًا هو الفائز بطبيعة الحال.

كان اتحاد علماء الدين الإسلامى فى كردستان، قد أعلن فى ١٧ نوفمبر الجارى، فتوى تُحرّم استعمال لعبة «PUBG» لأنها تسبب الإدمان، ولكن خالفه أئمة آخرون.