«الكتاب الموحد» .. القرار الحائر بين أعضاء تدريس الأزهر
اتخذت جامعة الأزهر قرارًا مع بداية العام الدراسى الحالى فى مجلسها الأول للعام الدراسى 2018-2019، بوضع الكتاب الموحد لكافة الكليات الشرعية بمختلف القطاعات والمحافظات التابعة للجامعة، وذلك لتوحيد الفكر الطلابي والمناهج الطلابية، ونشر فكر الأزهر الوسطى القائم على أسس الدين الحنيف، وذلك بتشكيل لجان من أساتذة الأزهر بمختلف العلوم الشرعية من الكليات التابعة لها.
إلا أن القرار ظل حائراً ما بين التطبيق
والتجربة، بعد الهجوم الكبير الذى شنه أساتذة الأزهر على رئيس الجامعة معارضة للقرار
الذى يقضى على الفكر والإبداع والرجوع بالتعليم إلى الخلف -على حد وصفهم- ولكنه الأن
بعد إنتهاء الفصل الدراسى الأول من العام الجامعى القرار غير مفهوم فى كليات الجامعة.
الفكرة لم تطرح
كشف الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات
الاسلامية والعربية للطلاب بالقاهرة، أن كليته لم تطبق قرار توحيد المناهج مع الكليات
الشرعية المماثلة لها فى القطاعات الشرعية، وأنه يسعى لتطبيق جميع القرارات الواردة
الينا من الجامعة وفى حال تطبيقها فى الكليات لن يكون لدينا أى مشكلة فى تطبيقه مادام
الأمر يخص قرار مجلس جامعة.
وأكد أمين فى تصريحات خاصة لـ"كشكول"،
أن الكلية لم تطرح الفكرة بين أعضاء هيئة التدريس لأنها لم تدخل فى نطاق الكليات المطلوب
منها توحيد المنهج.
وتابع الدكتور محمد عبد العاطى عميد الدراسات
الاسلامية والعربية للطالبات بالقليوبية، تم بالفعل تطبيق المنهج الموحد بقطاعات الشريعة
وأصول الدين واللغة العربية بمختلف الكليات الشرعية والعربية، وشهد الفصل الدراسى الأول
نجاحًا كبيرًا بفضل هذا الكتاب الذى حقق توازن فكرى وتكافؤ فرص بين الطلاب.
وأضيف عميد الكلية فى تصريحات خاصة لـ"كشكول"،
أن اللجان القائمة على توحيد المناهج أنهت بالفعل تلك الكتب وقدمتها لعدد من الكليات
الشرعية مع مطلع العام الحالى، والكليات بدأت فى تنفيذها وتطبيقها.
محل تجربة
في حين قال الدكتور سيف رجب قزامل عميد
أصول الدين السابق، إن الكتاب الموحد وتوحيد المناهج محل التجربة فى الكلية، ولم يرتقى
إلى التطبيق الرسمي حتى الآن، ونحن ننتظر فى تطبيقه على كافة القطاعات الشرعية المختلفة،
حتى يتم تطبيقه رسميًا فى الكلية.
وأضاف عميد الكلية السابق، القرار سيساعد
على إحداث توازن واستقرار داخل العميلة التعليمية، وسيسهم في إحداث جودة داخل الجامعة،
وهو بمثابة حد قاطع على من يشككون فى المناهج والذين يبحثون عن الثغرات فى كتب الأزهر.
مطبق
وأوضح الدكتور سعيد جمعة عميد كلية الدراسات
الإسلامية والعربية للبنات بالمنوفية، أنه تم تطبيق المناهج الموحدة بالفعل فى الكلية
وفقًا لأليات العمل الموضوعة من قبل إدارة الجامعة، والتى تنفذها جميع إدارت الكليات
الشرعية والعربية على مستوى المحافظات، وذلك تفعيلًا لبنود مجلس الجامعة الأخير المنعقد
قبل إنطلاق العام الدراسى.
وتابع عميد الكلية، أن تطبيق المناهج فى
الكليات الشرعية لدينا سيكون حتميًا فى المستقبل القريب، وذلك بعد انعقاد عدد كبير
من اللجان التابعة للكليات الشرعية من أساتذة وعمداء الكليات على مستوى الجمهورية.
في مصلحة الطالب
أشارالدكتور سيف قزامل، أن توحيد المناهج
فى مصلحة الطلاب، والكتب سيكون بها توصيف وافي كافي أفضل بنسبة كبيرة من الكتيب المعتمدة
على أستاذ واحد فقط، قد يصيب ويخطأ فى قراره، وأن مهمة أستاذ الجامعة هو التدريس فقط،
والتأليف يستطيع العمل به خارج العمل فى الأبحاث والكتب الخاصة.
في حين أكد الدكتور محمد عبد العاطى، أن
القرار جاء بعد دراسة كبيرة، وهو مفيد لكافة الكليات ومنهج الأزهر، ويساعد على محاربة
الفكر المتطرف الشاذ، ويجعل التعلم فى الأزهر على مستوى عالِ من الدقة والجودة.
وأضاف الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس
جامعة الأزهر السابق، أن القرار غير مفيد للجامعة خلال الفترة الحالية، فهو يقضى على
الفكر والإبداع من عقول الأساتذة، الذين يسعون إلى تقديم كل ما هو جديد من خلال الدراسات
والأبحاث الخاصة بهم الذى يقدموها فى المحافل الدولية، كما أن عدم تاليف الأستاذ للكتاب
قد يجعله فى موقف حرج عند شرح بعض المسائل للطلاب.
عبء كبير
وأوضحت الدكتور فتحية الحنفى أستا الفقه
المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للطالبات، أنه على الرغم من تطبيق القرار
بالجامعة سواء كان بشكل أساسى أو تجريبى الإ أنه لا زال محل دراسة ويحتاج إلى تفكير
كبير، لأنه يهدد استقرار العملية التعليمية
ويتعارض مع رؤية كل كلية ترغب فى التطوير والتجديد، وتسعى لإضفاء صبغة الفكر والفكر
الأخر وتجديد الخطاب الدينى.
وتابعت أستاذ الفقه المقارن فى تصريحات
خاصة لـ"كشكول"، أنه من الصعب على استاذ المادة شرح شئ لم يقم بالإشتراك
فيه أو وضع بحوثه الكاملة، لذا ستيقضى هذا القرار على تفاعل الأستاذة مع الطلاب فى
المحاضرات، خاصة وأنهم سيلجؤون إلى دراسة المسائل قبل شرحها، أن كانت تختلف مع الشرح
ووجهة النظر ومذهبه الذى يتبعه فى كثير من المسائل.
وأكد فتحى دياب المدرس المساعد فى كلية
الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، أن تطبيق قرار الكتاب الموحد للمناهج
الشرعية بجامعة الأزهر سيحتاج إلى وقت كبير لتوافق الأراء بين مدرسى المادة فى جميع
القطاعات الشرعية والعربية على مستوى الجامهورية.
وتابع المدرس المساعد فى تصريحات خاصة لـ"كشكول"،
أن القرار جاء مفاجئ للغاية وسيغير من فكر أساتذة الجامعة وسيحول وجهتهم الأساسية فى
الدراسة والتفكير، وسيكون عبء كبرًا عليهم خلال تطبيقه فى السنوات الأولى، ومن الأفضل
عدم تطبيقه الأن الإ بعد أجراء استطلاعات الراى المختلفة بين أساتذة الجامعة، لانه
يضر العملية التعليمية في الجامعة.