الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

معلمو «رياض أطفال الأزهر»: المنظومة الجديدة حولت التجربة إلى «ماجيك لاند تعليمي»

أرشيفية
أرشيفية

تدرب الطلاب على قيم المواطنة والعلم وعدم التمييز والتنمية والزيادة السكانية

مع دخول منظومة التعليم الجديدة حيز التنفيذ مطلع العام الدراسي الجاري في التعليم العام، قرر القائمون على التعليم الأزهري تعميم تجربة مماثلة في مختلف الصفوف الدراسية، لمواكبة التطور الذي تشهده الساحة التعليمية في مصر حاليا.
وإيمانا منها بأن رفع كفاءة الطلاب يبدأ منذ الصغر، اعتمدت الإدارات التعليمية بالمدارس والمعاهد الأزهرية منهجها الجديد في مرحلة رياض الأطفال التابعة لها، من أجل خلق جيل يمتلك مهارات التعلم الأساسية المتطورة.
وتناول البرنامج التعليمي الجديد المطبق حاليا في رياض الأطفال بالأزهر عددا من المحاور الهامة، فبالإضافة إلى تعلم القراءة والكتابة والحساب واللغة الإنجليزية، يغطي قضايا الصحة العامة والبيئة والعولمة وعدم التمييز والمواطنة والتنمية ومشكلة الزيادة السكانية، فضلاً عن دعم قيم الوطنية والعلم والروح التنافسية وتنمية القدرات الإبداعية بالإضافة إلى القيم الأخلاقية، وتوزعت مواده وتدريباته على 5 أيام دراسية في الأسبوع.
وقسم المنهج الدراسي إلى مجموعة من الحصص، تكون فيها مادة القرآن الكريم في الحصة الأولى من كل يوم، مع 4 حصص أسبوعية للغة العربية ومثلها للحساب وحصتين للغة الإنجليزية، بالإضافة إلى عدة حصص متخصصة في الرسم والأنشطة والأخلاق والألعاب.
 ومع دخول النظام الجديد في رياض الأطفال بالأزهر حيز التطبيق مطلع العام الدارسي كثفت المعاهد الأزهرية استعداداتها لتدشين الأقسام الجديدة بها وتزويدها بالأدوات والمعدات اللازمة لاستقبال التلاميذ، مع زيادة مساحة المعامل الخاصة والمناطق الترفيهية تماشيا مع الأساليب الحديثة في التعليم.
وضمت الأقسام الجديدة، أماكن مخصصة لممارسة أنشطة الرسم والتلوين وصناعة اللوحات الخشبية والورقية والألعاب التعليمية والأجهزة التكنولوجية المساعدة، من أجل تطوير مهارات الأطفال بشكل منهجي حديث. 
كما استعدت المعاهد للمنهج الجديد بتدريب الأساتذة والمعلمين المتخصصين في رياض الأطفال في معامل خاصة تحت إشراف قطاع التعليم بالأزهر ووزارة التربية والتعليم من أجل تأهيل المعلمين لمواكبة النظام الجديد.
وتبنت المعاهد تطوير نظام تقييم مستوى الطلاب في رياض الأطفال عبر تطبيق النظم الحديثة التي تتضمن الامتحانات الشفوية وأنشطة التلوين والرسم وممارسة بعض الألعاب الذهنية والرياضية التي تسمح بتقييم المستوى قبل انتقال الطلاب للمرحلة الابتدائية.
من جهتها، أشادت حكمت محمود، مدير معهد سموحة الابتدائى الإعدادي النموذجي بالإسكندرية بالنظام الجديد، لكونه يسهم فى تكوين عقول الطلاب بشكل أفضل، ويساعدهم في فهم البيئة والمجتمع المحيط بهم.
وكشفت أن النظام الجديد يسمح للطلاب بتدشين انتخابات فصل واتحادات طلاب، لتدريبهم على أسس الممارسة البرلمانية ومساعدتهم على تشكيل عقولهم بشكل جيد، ما يسمح باندماجهم في المجتمع بشكل أفضل.
وأضاف «نظام التعليم الجديد تطلب جهدا كبيرا لتطبيقه، لذا نعتقد أن به العديد من المميزات التي مكنت طلاب الأزهر من الاستفادة من مواهبهم وقدراتهم بشكل كبير، كما أنها رفعت من قدرة المعاهد الإزهرية على جذب الأهالي لإلحاق أبنائهم بها».   
أما منال عبد الباقى، معلمة رياض أطفال بأحد المعاهد، فقالت إن رياض الأطفال وفق النظام الجديد تحولت إلى ما يشبه «ماجيك لاند تعليمي»، وذلك بفضل ما استحدثه القطاع من أدوات ترفيهية وتعليمية حديثة استطاعت جذب عقول وقلوب الأطفال، ما يجعلهم يتمنون الحضور بشكل يومي من أجل الألعاب التى لا توجد في منازلهم.
وكشفت أن الطلاب الذين خضعوا للدراسة وفق المنظومة الجديدة قدموا مستويات متقدمة فى الفكر والتعلم، ما يعني أن المنظومة نجحت في تنمية مهاراتهم وعقولهم بشكل كبير.
وأضافت «نعد الجميع بتخريج جيل جديد متطور من الطلاب، يملك مهارات مختلفة في مجالات الرسم والغناء والإنشاد الديني، كما يستطيع الاندماج في المجتمع المحيط به، ويتمتع بمجموعة من القيم والأخلاق المتميزة التي اكتسبها أثناء دراسته».
وقالت ابتهال عز، معلمة بإحدى مراحل رياض الأطفال الأزهرية أن الفصول الجديدة أصبحت تتسم بارتفاع الكفاءة، مع تحديد الكثافة الطلابية بما لا يزيد على 20 طالبا في كل فصل، مضيفة «النظام الجديد جعل الطلاب في كل فصل مسئولين من معلمة واحدة فقط طيلة العام الدراسي ما يسمح لها بالمتابعة والإشراف وتقييم المستوى، ومراقبة ما يمر به كل طالب من تذبذبات في المستوى أو ضغوط نفسية أو صحية».
وتابعت «تقييم النموذج الجديد يدل على أننا نسير فى اتجاه صحيح، خاصة أن جميع الطلاب الذين خضعوا له تحصلوا على تقييم جيد في المواد التعليمية، وكذلك نجحوا بشكل متميز في اجتياز اختبارات الذكاء والألعاب الذهنية المختلفة».