السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

في اليوم العالمي لـ«برايل» .. «الرامبات.. الكتب الخاصة.. ومراكز التميز» الجامعات تعزز حقوق الإعاقة البصرية

كشكول

«مراد» الأول بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف.. وأزهري: أول المكفوفين بلعبة الكارتيه في العالم 

« 8 ثواني فقط تستطيع أن تصل سيرًا لمسافة 4 أمتار تقريبًا وأنت مبصر، وحينما تسير المسافة ذاتها معصوب العين تجد أن الثواني الثمانية أصبحت 16 ثانية، فعقلك احتفظ بخط السير السابق إلا أنه أصبح دون رؤية فأتخذ من الحيطة من أن يشوب جسده خدش واحد، وأضحت جميع الحواس تعمل بوظيفة الإبصار»، تجربة لم تتخذ من الدقيقة الواحدة في محاكاة المجلس القومي لشئون الإعاقة للأصحاء برئاسة الدكتور أشرف مرعي، الأمين العام للمجلس، في ورشة عمل لمجموعة من الصحفيين، الذي أعلن تصديق الأمم المتحدة لليوم العالمي للاحتفال بلويس برايل في 4 من يناير من كل عام؛ " اعترافًا بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية فى سياق الوصول إلى اللغة المكتوبة شرط أساسي حاسم للإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوى الرؤية الجزئية".

الجامعات وذوي الإعاقة البصرية

استطاعت الجامعات المصرية خلال الفترة الأخيرة هزيمة الإعاقات التي تواجه الطلاب بشكل عام بنسبة كبيرة، وأتاحت الرامبات للطلاب لمساعدتهم في الوصول إلى الأماكن بشكل سهل دون الحاجة لمساعدة الأخرين، بالإضافة لتوفير قاعات مجهزة لتحويل المواد العلمية إلى مقروءة بالبرايل أو المواد مسموعة, وعلى رأسها جامعات القاهرة الكبرى "القاهرة، حلوان، عين شمس".

كما انفردت جامعتي حلوان والمنيا بتقديم مراكز مخصصة لذوي الإعاقة، تحت مسمى مراكز التميز، لتسهيل المهام للطلاب سواء دراسيًا أو ترفيهيًا أو أنشطة طلابية بشكل عام.

ألفي طالب وطالبة

قال الدكتور طايع عبد اللطيف، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنه لا يوجد إحصائية بشكل عام حاليًا حول أعداد الطلاب من ذوي الإعاقة بشكل عام أو ذوي الإعاقة البصرية بشكل خاص من الطلاب المشاركين بالأنشطة الطلابية، إلا أن الإحصائية المعلنة الأخيرة كانت بأسبوع شباب الجامعات الأول لمتحدي الإعاقة  تحت شعار "بالتحدي نستطيع" تفيد بأن هناك أكثر من 2000 طالب وطالبة شاركوا بالأسبوع الرياضي.

وأعلن مستشار الوزير، في تصريح خاص لـ "كشكول"، أنه من المقرر إنشاء مركز للتميز بكل جامعة مصرية لطلاب ذوي الإعاقة، وتم إرسال لوائح مركزي جامعتي حلوان والمنيا لتميزهما وتفردهما بمراكزهم لجميع الجامعات لمراجعتها وكتابة ما يتناسب مع طبيعة الجامعة والمراكز المزعم إنشائها.

وأشار الدكتور طايع عبد اللطيف إلى أن مشاركة الطلاب من ذوي الإعاقة تتم على فرعين أحدهما الأنشطة الطلابية الخاصة بهما، والثاني الدمج، وهذا ما تحاول أن تتبعه الوزارة في ملف الأنشطة الطلابية من خلال دمج الطلاب جميعًا تحت كيان واحد في المسابقات.

الإتاحة في الأنشطة الطلابية

 أكد أحمد النحال، أحد مسئولي النشاط الرياضي بالإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة حلوان، أن الجامعة أتاحت عددًا من الإمكانيات لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية من أبرزها الرامبات وقاعة المكفوفين بالمكتبة المركزية، وعلى صعيد الأنشطة الطلابية، أشار إلى أن اسبوع شباب الجامعات الأول لمتحدي الإعاقة بالمنيا، الأخير، حصلت فيه جامعة في بند الإعاقة البصرية على مركز 3 على مستوى الطلبة والطالبات بلعبة كرة الجرس، وفي ألعاب القوى حصلت على المركز الأول أول 100 متر جري، وثاني على مستوى وثب طويل.

التكنولوجيا المساعدة

أكد مسئول بإحدى الجامعات المصرية، وجود عدد من الإتاحات التكنولوجية المساعدة التي يمكن في الجامعات المصرية استخدامها لتسهيل المهام الدراسية على طلاب ذوي الإعاقة البصرية، موضحًا أن أبرزها أجهزة تحويل المادة العلمية إلى برايل أو تكون مسموعة، إلا أن هناك أجهزة لم تستطع تدخل حيز الجامعات ويطلق عليها DAISY وهي تحفظ حقوق الملكية الفكرية لأساتذة الجامعة كما أنها يستطيع أن يتسخدمها غير المبصر ولا يستخدمها المبصر لعدم فهمه لها.

وأشار المسئول إلى أن صيغ المواد العلمية للطلاب مختلفة إلا أن المقروءة تعد أولى بنود التعليم وأهميتها، خاصة وأنها مهارة لابد من اكتسابها للطلاب بشكل عام.

وأوضح عضو هيئة التدريس أن أجهزة DAISY يستخدمها بشكل خاص في تدريسه للطلاب، خاصة وأنه من ذوي الإعاقة البصرية، ولكن تلك الأجهزة لا تتوافر بشكل كبير مع الطلاب؛ لتكليفاها العالية بالنسبة للأسعار المصرية، فهناك نوعين أحدهما منخفض التكلفة بالنسبة للشأن الخارجي ففتراوح أسعاره ما بين 10 ألف إلى 12 ألف جنيه وهو ما يعادل 500 إلى 600 دولار، وهناك أجهزة باهظة التكلفة وتتراوح أسعارها نحو 25 ألف إلى 125 ألف جنيه، وهو ما يعادل قرابة 7 آلاف دولار، ومن ثم لا يستطيع الطلاب بشكل كبير الحصول على تلك الأجهزة.

التوعية والمشاركة المجتمعية

وتابع المسئول أنه من الممكن إيجاد حلول أخرى لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية دون تكاليف مادية، وذلك من خلال تكاتف الطلاب المبصرين لزملائهم بتوزيع المادة على أعداد الطلاب بالفرق الدراسية وفق دراستهم وكتابة الموضوعات بأنفسهم على word، وذلك لإنماء أنفسهم بأهمية المشاركة المجتمعية، وتوفير التكاليف الباهظة التي يتحملها الطالب لتحويل المادة إلى مادة إلكترونية لتسهيلها في كتابة بطريقة برايل.

الإعاقة البصرية لم تثنيه عن الامتياز

أحمد مراد، الأول على دفعة قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان لعام 2018 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، بهذه الجملة تستطيع أن تعلم جيدًا ليالي طوال من المذاكرة والاجتهاد من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وإن كان ذلك مع إعاقة بصرية تزيد من الاجتهاد ما يقارب ضعف المجهود إن لم يكن أكثر من ذلك، خاصة مع تركيزه الشديد للتعيين كأحد معيدي الكلية إلا أنه ينتظر التكليف الحكومي بذلك، ومن أجل عدم إضاعة الوقت أصبح أحد الدارسين بالكلية في مرحلة الدراسات العليا بـ "تمهيدي ماجستير".

وحول ما واجهه أحمد مراد في الجامعة، أكد لـ "كشكول" أن الجامعة أتاحت للطلاب ذوي الإعاقة البصرية مقر مخصص لتحويل المواد الدراسية لطريقة برايل، وذلك من خلال قاعة المكفوفين بالمكتبة المركزية بالحرم الجامعي، إلا أن عدد موظفي القاعة واحدًا وهو لا يتحمل أعداد الطلاب ذوي الإعاقة البصرية بشكل عام، مما استدعى إلى تحويلهم للمواد الدراسية لملفات word بأنفسهم من خلال المكتبات الخارجية؛ لتسهيل عملية نقل المادة عقب ذلك إلى طريقة برايل.

وأوضح أن عملية تحويل المادة العلمية إلى برايل تستدعى شراء كتاب أستاذ المادة، ثم تحويلها كتابة إلى ملفات word ثم طريقة برايل، مشيرًا إلى أن موافقة أستاذ المادة تُعد أحد أهم الخطوات من أجل الملكية الفكرية للكتاب، خاصة وأن هناك أساتذة لا تعطي الكتب مكتوبة على ملفات الـ word مباشرة خوفًا على الملكية الفكرية، ثم تأتي مرحلة الكتابة وهي على حسابهم الشخصي في الكثير من الأحيان لكثرة مهام موظف المكتبة المركزية وعدم استيعابه لجميع تلك الكتب، وتتراوح سعر الورقة الواحدة من الكتاب في أحد المراكز المتخصصة في الكتابات الكمبيوتر 7 جنيهات في حالة الكتابة لكتاب باللغة العربية و10 جنيهات لكتاب باللغة الإنجليزية.

وأشار مراد إلى أن هناك بعض من الإتاحة للطلاب حاليًا مقارنة بالفترات السابقة، مثل وجود الرامبات وقاعة المكفوفين بالمكتبة المركزية.

يكفيه تلبية النداء

14 سنة دراسية قضاها الكابتن صبري عطية بالدمج، أول لاعب كارتيه من ذوي الإعاقة البصرية في العالم أجمع، مشيرًا إلى أنه درس بالمدارس مع زملائه المبصرين منذ أولى سنوات الدراسية بالصف الأول الابتدائي وصولًا لحصوله على درجة الليسانس لغة عربية بجامعة الأزهر.

وأوضح عطيه، في تصريحات خاصة لـ "كشكول"، تحدى إعاقته وعمل على تغيير فكر "أنا مش هقدر أعمل حاجة لأني مش بشوف" إلى التأقلم مع الإعاقة واندماجه مع أصدقائه، الذين بدورهم يساعدوه في الدراسة.

وأشار إلى أنه بدأ الرياضة منذ دراسته في الجامعة فحصل على ثاني جامعات مع فريقه بلعبة رمي الجلة، في لعبة الهدف مركز  ثاني، كما أنا حصل على عدد من البطولات الأخرى من أبرزها بطولة الكارتيه على المستوى العربي كمركز الثالث، كما أنه حصل على المركز الأول في العديد من البطولات على المستوى الجمهوري.

وسرد أنه لعب لمدة 3 سنوات بلعبة كمال الأجسام إلا أنه لم يستكمل بها، كما أنه طلب من مدربه محمد عكاري، أن يتحول إلى لعبة الكارتيه بشكل أساسي ومن هنا أصبح أول لاعب من ذوي الإعاقة البصرية في لعبة الكارتيه في عام 2000، وأصبح من أبطال العالم منذ تلك اللحظة، ولم يدخل تلك اللعبة من ذوي الإعاقة البصرية لاعبين أخرين إلا في 2014.

وحول أحلامه المستقبلية، قال إنه يسعى حاليًا لتحويل المسار للعبة الجودو، وكذلك أن يكون مدرب إعداد نفسي من أجل تأهيل زملائه لكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة.

ووجه حديثه بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ساعد كثيرًا في الاهتمام بذوي الإعاقة، قائلًا: "في حفلنا الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وجدناه إنسان قدرنا وكفاية تلبيته لنداءنا، لما طلبناه طلع على المسرح واتصور معانا، وبكى، الرئيس إنسان بجد، ولا يستحق ما يوجه إليه من هجوم بلا داعي، ونشكر السلطة العليا لاهتمامها بنا".