"كشكول" يحاكم منهج رياض الأطفال الجديد: إيجابى بـ«ثغرات»
أيام وينتهى الفصل الدراسى الأول الذى شهد تطبيق نظام التعليم الجديد على طلاب رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، ومع ذلك لا تزال الآراء متباينة بين المعلمات وأولياء الأمور وخبراء المناهج التربوية.
وقررت الوزارة تطبيق مناهج دراسية جديدة
تشمل «منهج متعدد التخصصات، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والتربية البدنية والصحية»
على الطلاب الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال «kg1» و«kg2» بكل مؤسسات رياض
الأطفال لمدارس التعليم العام، على أن يعتمد على التقييم الدورى خلال الترم الأول الذى
ينتهى فى ٢٤ يناير الجارى.
وقالت بسمة أحمد سعيد، معلمة رياض أطفال،
إن إيجابيات النظام الجديد كثيرة، مستدركة فى الوقت ذاته «هناك بعض السلبيات التى من
الضرورى أن يتم تداركها خلال السنوات المقبلة، من بينها عدم دراية ولى الأمر بما يجب
فعله مع طفله فى المنزل، وكيفية استكمال دور المدرسة، خاصة بعد إلغاء الكتب الخارجية
فى النظام الجديد».
وأشارت إلى قدرة الأطفال على الكلام والتعبير،
بالإضافة إلى متابعتهم موقعى «تويتر» و«فيسبوك» ومعرفة «التريندات» عبر «السوشيال ميديا»
كظاهرة جديدة لأول مرة فى رياض الأطفال، كما أن الكتب الجديدة والمنهج من حيث الشكل
والخامات أفضل من سابقتها، بجانب تحسن مستوى مادة اللغة الإنجليزية عن السنوات السابقة.
وعاودت معلمة رياض الأطفال تسجيل ملاحظاتها
«ثمة ثغرات يقع فيها الطفل يمكن تداركها، فالأخير لا يزال فى خوف وعدم قدرة على مواجهة
المنهج الجديد، فضلًا عن اعتماد النظام على التعليم بالحرف ما يعوق الطفل من قراءة
جملة كاملة».
ووصفت هبة أشرف، معلمة للصف الأول الابتدائى،
المنهج الجديد التابع للنظام التعليمى الجديد، بـ«الممتع» لكنه يحتاج فى نظرها معلمين
تلقوا تدريبًا أفضل.
ووافقت على ما ذهب إليه الدكتور طارق شوقى،
وزير التربية والتعليم، من قضاء النظام الجديد على ظاهرة الدروس الخصوصية، مشيرة إلى
منهج مادة الرياضيات الذى أصبح يسيرًا، وحوى عددًا من المهارات المفيدة للطفل وتخلص
من سلبيات المنهج القديم فى بعض المسائل الحسابية اللفظية، بينما بات الطفل قادرًا
حاليًا على الاستنتاج بمفرده وفهم العملية الحسابية.
ومن أولياء الأمور، ذهبت أمانى الشريف،
مسئولة جروب «أولياء أمور التجريبيات»، إلى أن الرؤية حتى اللحظات الراهنة غير واضحة
بشأن مناهج رياض الأطفال، فى ظل عدم تسلم عدد كبير من المدارس الكتب الدراسية الجديدة،
ومن بينها كتاب discover «الباقة المترجمة»،
الأمر الذى دفع بالمدارس والمعلمين لتدريس المنهج القديم وعدم الالتزام بالمناهج الجديدة.
وشكت من عدم إلمام المعلمات بالمنهج نظرًا
لغياب التدريب الكافى على طبيعة المادة المقررة، وأصبح أولياء الأمور لا يشتكون فقط
من المناهج، وإنما من المواد الدراسية والمعلمات معًا، فأغلبهن ليست على دراية بكيفية
التعامل مع المقررات الحديثة.
وأوضحت أن المدارس الخاصة بدأت فى تدريس
المستوى الرفيع سرًا، لعدم قناعتها بكتاب «connect»
للغة الإنجليزية، ويأمل أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية لغات بما وعد به وزير التعليم
بكتاب connect plus لأن ولى
الأمر يعلم جيدًا أن محتوى اللغة الإنجليزية ضعيف، ويحتاج بديلًا لتأسيس اللغة عند
الطفل، فضلًا عن احتياج فصل منهج الرياضيات عن «الباقة»، ومنحه أولوية أكبر فى التدريس،
ويجب ألا تكون مادة مهمشة وغير واضحة المعالم لأنها مادة أساسية.
وطالب أولياء الأمور، طبقًا لما أوردته
«أمانى»، بتنظيم أفضل خلال الفصل الدراسى الثانى وتسليم الكتب خلال الإجازة أو مع بداية
الترم، وأن تتلقى المعلمات التدريب الجيد فى ظل توحيد طريقة التدريس، بدلًا من أن تعتمد
على طريقتها الخاصة، مبينة أن مع كل هذا التخبط «نجد بارقة أمل، بتحسن مستوى المناهج
خاصة منهج اللغة العربية (تواصل)، وحال مراعاة الملاحظات سيحقق النظام الجديد هدفه
المنشود».
من جهتها، أكدت شيماء على ماهر، مسئولة
حملة «بالتعليم نبنى بلدنا»، أن النظام الجديد يبدو للوهلة الأولى «جيدًا»، لكنه لم
يخل من العيوب التى أثارت شكاوى أولياء الأمور، متفقة مع ملاحظة عدم تدريب المعلمات
على النحو الأمثل ما أدى إلى عرقلة ابتكارهن طرقًا مختلفة لتوصيل المعلومة للتلاميذ.
وتابعت: «أدى قرار إلغاء المستوى الرفيع
وتأخر صدور كتاب connect
plus لتدهور المستوى اللغوى لطلاب مدارس اللغات، فاضطرت بعض المدارس لتدريسه
«سرًا»، فضلًا عن غضب أولياء الأمور من القرار الأخير بمد الدراسة حتى ٢٤ يناير الجارى،
فى ظل تقلبات الطقس وعدم استقرار المناخ، الأمر الذى يصبح عبئًا نفسيًا وبدنيًا إضافيًا
على الصغار الذين يستكملون وحدهم مراحل الدراسة، فيما أنهى الذين يكبرونهم امتحاناتهم».
من جهتهم، كشف خبراء المناهج التربوية عن
مطالبتهم الوزارة بإرسال نسخة من المناهج، وهو ما تجاهلته الوزارة. وقالت الدكتورة
محبات أبوعميرة أستاذ المناهج التربوية بجامعة عين شمس، «لا يمكن الحكم على أطفال رياض
الأطفال بالفصل الدراسى الأول خلال تطبيق النظام الجديد، فى ظل ما طالب به أساتذة كليات
التربية من وزارة التربية والتعليم بإرسال نسخ من المناهج والأنشطة، بينما لم يمدهم
أحد بشىء، وعلينا الانتظار بداية الفصل الدراسى الثانى للحكم على التجربة».
فى سياق متصل، أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم، وجود فرق متابعة تتابع تقييم تطبيق النظام التعليمى على المدارس، وترصد نتائجه، ومن المقرر تحديد مستوى الطلاب عن طريق الممتاز والجيد والمقبول، مؤكدة تطبيق مديريات الوزارة آليات التقييم، ووضع تقارير التقييم على مكتب وزير التربية والتعليم فى نهاية الفصل الدراسى الأول.