"كشكول" يحقق .. من المسؤول عن أزمة "سقوط السيستم"؟
"التعليم" تنتظر حسم اختبارات مايو .. ومسئول بالاتصالات : شبكات الانترنت لن تساعد .. وخبراء يطالبون بدعم تكنولوجيا التعليم
أثارت أزمة سقوط "سيستم" وإعلان توقف الاختبارات علي "التابلت" لطلاب الصف الأول الثانوي، غضب أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، الذين أكدوا تحمل وزارة التعليم المسئولية كاملة، عما يحدث لأبنائهم، من أزمات نفسية، دفعت البعض منهم إلى المطالبة بالتحويل إلى التعليم الفني، حيث شهد عقد الامتحانات التدريبية يوم الأحد والأثنين الماضيين، التوقف عن إجراء الامتحانات المقرر لها أن تستمر حتي 9 أبريل المقبل، مما أدى إلى استدعاء الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس لوزراء لكل الوزيرين الدكتور طارق شوقي وزير التعليم والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أمس الأثنين، في اجتماع موسع للوقوف علي أسباب الأزمة، ووجه بضرورة العمل الفوري على معالجة المشكلات التقنية التي ظهرت خلال التجربة التي جرت على مدار اليومين الماضيين في النظام الإلكتروني، ووقف الاختبارت لحين التأكد من سلامة التقنية.
ووجه العديد من المتخصصين في الملف
التعليمي تساؤولات حول الجهة المسؤولة في الأزمة التي حدثت علي مدار اليومين الماضيين،خاصة
بعد إعلان وزارة الاتصالات برئاسة الوزير عمرو طلعت، مطلع العام الدراسي انتهاءها من
توصيل الشبكات للمدارس الثانوية وأنها تعمل بكفاءة عالية، إلا أن الانهيار المفاجئ
للسيستم وضعف قدرة الشبكات وغيرها من الأمور التي اضطرت علي إثرها الوزارة إلغاء الامتحانات،
مشددين على أن الأمر مسؤولية مشتركة بين الوزارتين، خاصة وأنه من المتعين إعلان حالة
طوارئ واستعداد متكامل لهذه التجربة التي تتعلق بمصير جيل كامل من الطلاب.
د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم
..المتهم الأول
وحمل أولياء الأمور المسئولية
كاملة للدكتور طارق شوقى وزير التعليم باعتباره المسئول عن قرار بدء تطبيق منظومة التعليم
الجديد المرتكزة فى أساسها على "التابليت" دون التأكد من جاهزية البنية التحتية
بشكل كامل ونهائى.
علقت مني أبوغالي مسئول جروب
"تحيا مصر بالتعليم"، علي قرار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
والتعليم الفني، بإرجاء الامتحانات الإلكترونية لحين التأكد من كفاءت الشبكات التقنية،
أنه أمر غير مفاجيء، لأنهم علي دارية كاملة بعدم جاهزية البنية التحتية للمدارس علي
مستوي الجمهورية.
وأكدت أن شبكات المحمول لا تستوعب
كل هذه الأعداد في نفس الوقت، متسائلة لماذا تتمسك الوزارة بتطبيق هذه المنظومة رغم
عدم التجهيز لها بشكل كامل؟.
وأضافت أبو غالي، أن أولياء الأمور
ليسوا ضد التطوير ولا ضد المقترحات، ولكن كل ما يريدونه أن يقف المسئولين علي أرض الواقع
وليس الأحلام، فكيف يريدون النجاح وليس له أي مقومات؟، فلا يوجد بنية تحتية، ولا طالب
ولا معلم مدرب جيداً.
وأشارت إلي أنه طريقة الشرح والالقاء
للطلاب كما هي علي النظام القديم، التي تعتمد علي الحفظ والتلقين، بالإضافة إلى كثافة
الفصول المرتفعة، متسائلة هل قامت الوزارة بحل تلك الأمور حتي تحصل علي النجاح المتوقع؟,
وتابعت أن فشل التجربة ليست مفاجأه غير متوقعة، بالعكس المفاجأه أن المسئولين مندهشين
بالفشل، وهذا يعد الفشل في حد ذاته.
وشددت "اتمني إعادة النظر
في كل ما تم طرحة من قبل أولياء الأمور والمعلمين والطلبة لأنهم أساس العملية التعليمية
وسبب نجاحها أو فشلها".
وزارة الاتصالات المتهم الثانى
بعد تصريحات الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات فى مطلع أكتوبر الماضي،
الذي أكد الإنتهاء من توصيل الإنترنت الفائق
السرعة عبر شبكات الالياف الضوئية إلى المدارس الثانوية وعددها 2563 مدرسة فى 27محافظة،
وأنه يعد نقطة إشعاع مجتمعى باماكن وجود هذه المدارس وغالبيتها فى مناطق نائية تحتاج
الى هذه الخدمة ليس للمدارس فقط بل من مراكز الخدمات من حولها، مما أدي الي قيام وزارة
التعليم بتوزيع أجهزة التابلت .
إدارة التطوير التكنولوجى بوزارة
التربية والتعليم "المتهم الثالث"
بينما حمل البعض الأخر المسؤلية
كاملة إلى إدارة التطوير التكنولوجى بوزارة التربية والتعليم، وأحمد ضاهر، مستشار الوزير
للتطوير التكنولوجى،والذى سبق وأكد في تصريحات صحفية سابقة، أن وزارة التربية والتعليم
ملتزمة بتجهيز المدارس الحكومية بالبنية التكنولوجية اللازمة لتشغيل منظومة "التابلت"،
وتوفير خدمة الإنترنت في المدراس خلال فترة الدراسة، وكذلك الشاشات التفاعلية.
مصدر بالمصرية للاتصالات: 26 سنترالاً
تعطلت الخدمة بهم بالقاهرة والجيزة بالتزامن مع امتحانات اللغة العربية والأحياء
في الوقت نفسه، كشف مسؤول بإدارة
الشبكات التابعة للشركة المصرية للإتصالات بالهرم - فضل عدم ذكر اسمه، أن الوزارة أسندت
إليهم مهام التوصيل في فترة زمنية مضغوطة للغاية، وأوجدت العديد من الصعوبات منها طبيعة
البينة التحتية بالمدارس والقري المحيطة، وما يتبعه من توفير مستلزمات الحفر والتركيب
وغيرها، وذلك خلال الشهر الذي تم الاتفاق عليه ما بين 15 من أغسطس الماضي، و15 من سبتمبر
قبل بدء العام الدراسي، مشيراً إلي أن الشبكات تتفاوت لطبيعة القدرة التحملية للاسلاك
والفيبر وغيرها لتتفاوت السرعات بين المناطق المختلفة.
وأوضح، هناك ما يقرب من 26 سنترالاً
تعطلت الخدمة بهم، بالقاهرة والجيزة وحدها، بالتزامن مع امتحانات اللغة العربية والأحياء
وذلك لعدم القدرة علي استيعاب الضغط، مؤكداً في الوقت نفسه أن وزارة التعليم عليها
المسؤولية الأكبر في الأزمة الأخيرة، حيث لم تستطع أن تتعامل مع منظومة التابلت رغم
تسلمها الشبكات قبل بداية العام الدراسي وفي وقت قياسي لم يتعد الشهر الواحد.
"صناعة المعلومات" الأزمة
ناتجة من "السيستيم" بدلاً من شماعة محاولات من خارج مصر لتدمير المنظومة
في حين، أكد الدكتور أحمد الليثي
رئيس غرفة صناعة المعلومات، أن مشكلة الامتحانات التجريبية للصف الأول الثانوي، تنحصر
في "سيستيم بيرسون"، المسئول عن الامتحانات الـ System architecture.
وقال
الليثي، إن معالجة أزمة الامتحانات كان كارثياً، فوزارة التربية والتعليم بعد انفاقها
للملايين من أجل بناء بنية تحتية متميزة، قامت
بإستضافة موقع الامتحانات علي سيرفرات أمازون الأمريكية، الإستضافة بتقنيه الكلاود (PAAS) والتي
تعني أنها تستوعب أعداد غير محدودة تفوق الأربعة ملايين، وهو ما يعني السيرفرات في
المدارس والملايين التي صرفت، لا حاجة لنا بها .
ودعا الليثي وزارة التعليم إلى الأعتراف أن الأزمة ناتجة من "السيستيم" بدلاً من شماعة محاولات من خارج
مصر لتدمير المنظومة، متسائلاً هل الوزارة لم تسمع عن تقنيه للاختبارات الـ load test ولا
أي حاجة عن الـ QA يعني
إيه بكل سهولة نقول ده امتحان تجريبي، وثقتكم أمام الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع
ككل، مؤكداً أنه يدعم الوزارة في جهودها للتطوير، ويتمني نجاحها في التجربة لكن يتعين احترام العقول ومسئولية مستقبل جيل بأكمله.
رئيس شعبة الإتصالات: مشكلات
"السيستم" واردة .. وعلينا مواصلة دعم التجربة
في ذات السياق علق إيهاب سعيد
عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية للقاهرة ورئيس شعبة الإتصالات بالاتحاد العام للغرفة
التجارية، على ما حدث من مشكلات في السيستم الخاص بالامتحان الإلكتروني لطلاب الصف
الأول الثانوي، قائلاً: إن أي أمر جديد في
بدايته يواجه عديد من المشاكل الغير متوقعة، قد تنتج من سوء الاستخدام أو عدم وعي،
أو تخوف، ولكن عند ممارسة الأمر نجد سهولة ويسر.
وأشار سعيد في تصريحات خاصة لـ
"كشكول"، إلى أنه يجب علينا الوقوف مع الوزارة ومساعدتها في إنجاح الأمر
واتخاذ القرار السليم المستقبلي، مشدداً علينا أن نتحلى بالصبر والتفكير السليم لكي
لا يتم وأد الفكرة قبل إنجاحها، فإذا حدث عطل فني أو جهل لدي البعض في طريقة الاستخدام
لا ينبغي أن نحكم عليها بالفشل.
وتابع، أمر التابلت أمر جديد على
الطلاب، ما يخلق حالة من رهبة النظام والمنظومة الجديدة، إلي جانب عدم تفعيل الوسائل
المساعدة كالشريحة الخاصة بالإنترنت، وضعف الشبكات الرئيسية للإنترنت وجميعها أخطاء
واردة، مستطردة لكن المنظومة والفكرة أمر جيد علينا أن نصبر عليه حتى يكتب له النجاح.
وأكد رئيس شعبة الإتصالات، علينا
أن نتعلم من أخطائنا ونتتبعها ونعالجها بشكل جيد لكي نصل لمنظومة قوية، لافتاً إلي
أنه على الجيل الجديد انتهاز الفرصة لكي يعتمد على التكنولوجيا واستخدام البحث العلمي،
وترك المفهوم القديم للتعليم ونسيان مفهوم الحفظ والورقة والقلم والاعتماد على الفهم
كأسلوب للحياة، مضيفاً يجب علي ولي الأمر إلا يحبط وأن يتمسك بما هو مفيد ومتطور لكي
نواكب التطور العالمي.
خبير تربوي: أعداء تطوير التعليم
في مصر وراء أزمة "السيستم"
من جانبه، أشاد الدكتور حسن شحاتة
أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، بقرار وزارة التربية والتعليم برئاسة الدكتور
طارق شوقي إرجاء امتحانات الصف الأول الثانوي التجريبية علي التابلت لحين إشعار آخر،
فيما يخص الاختبارات المقبلة في مايو، لافتاً إلي أنه قرار حكيم ودولى يتم من خلاله
تفادى مزيد من الأزمات.
وقال شحاتة في تصريحات خاصة لـ"كشكول"،
إن أى تجربة جديدة فى التعليم لابد أن نعرف حجم ما سيقابلها من تحديات ومشاكل وصعوبات
التطبيق، والعمل علي مواجهتها، موضحاً أن الامتحان التجريبى الذى تم باستخدام التابلت
لطلاب الصف الأول الثانوى، كان الهدف منه معرفة هذه الصعوبات والوقوف علي مشاكلاتها
قبل اختبارات نهاية العام.
وأكد الخبير التربوي، أن هناك
أعداء لنجاج أي تجربة أوتطوير يتعلق بالتعليم داخل مصر، من الذين يستفدون من الوضع
الحالى وهم أصحاب المصالح الخاصة من من أصحاب السناتر والدروس الخصوصية وأصحاب الكتب
الخاريجية وأيضاً أصحاب التعليم المتخلف، مشدداً هذه الفئة هى التى تعوق وتعرقل أى
تطوير يحدث فى مصر، خاصة إذا كان فى مجال التعليم أو الصحة أو الاقتصاد وغيرها من المجالات
الأخرى.
وطالب "شحاتة" بمعاقبة
هذه الفئة، وأن يتم الضرب بالحديد لمواجهتها، خاصة وأنها تقف أمام مستقبل التعليم في
مصر، موضحاً في الوقت نفسه، دخول 4 مليون مستخدم على الموقع، أمر طبيعي أن يؤدي إلي
كارثة سقوط وتعطل السيستم، فهذا العدد أكبر بكثير من عدد الطلاب والقدرة الإستيعابية،
ما يؤكد أن هناك محاولات تمت ممن كان هدفهم فشل النظام.