النواب: الوظيفة قد تأتي صدفة لكن القيادة من خلال بوابة العقل والتفكير
قال النائب صلاح حسب الله المتحدث بإسم مجلس النواب المصري ووكيل لجنة القيم بمجلس النواب، إن مشروع قادة المستقبل بجامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، هو محاولة لاستعادة أهم أدوار مؤسسات التعليم في مصر، مشيراً إلي أن جامعة القاهرة تقوم الآن باستعادة الدور التاريخي للجامعات المصرية في إعداد جيل يتحمل المسئولية,
وأضاف
حسب الله، أن معسكر قادة المستقبل لطلاب جامعة القاهرة هو استعادة حقيقية لدور الجامعات
المصرية في صناعة البشر وليس مجرد تخريج طلاب فقط، قائلاً : "إن الصناعة الحقيقية
التي يجب أن تهتم بها الجامعات هو صناعه البشر، لأنها اذا تميزت سوف تنقل المجتمع للأمام
وتجعله مجتمع قادر أن يصنع وينتج ويزرع".
جاء ذلك،
خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة بمعسكر قادة المستقبل الذي تنظمه الجامعة
لطلابها صيف هذا العام، تحت عنوان "تطوير العقل المصري. فتح مسارات المشاركة والبناء
وريادة الأعمال"، وبحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، والدكتور عبد
الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هبه نوح نائب رئيس الجامعة
لشئون التعليم والطلاب، وعدد من الأساتذة، والطلاب.
وأكد
النائب حسب الله، أن المنهج الذي تتبعه جامعة القاهرة في إعداد طلابها يعبر عن سيرها
في الإتجاه الصحيح لتغيير وتطوير طرق التفكير لدي طلابها، مشيراً إلى أن لدي المصريين
مشكلات في طرق التفكير، ومن الضروري التفريق بين عقل يسير في الاتجاه الخاطئ في التفكير
أو أمام عقل مشوش ينظر للأمور بشكل منقوص غير صحيح.
وقال
حسب الله، إن المتابع لتاريخ البشرية يري أن الأمور تتطور بشكل غريب، فقديما كان أسهل
حرب، هي حروب الجيل الأول والتي تكون بين جيشين نظاميين ويقاس مدي قوة الجيوش وتفوقها
بأعداد أفرادها والتسلح الذي لديها، أما في الوقت الحالي نحن نواجه حروب الجيل الرابع
والخامس، وهي حروب لا تستخدم معدات حربية وإنما تستخدم فيروس يتم وضعه في عقل شباب
أي أمه ليفكروا بطريقة خاطئة تؤدي الي تغييب الوعي وتغييب الثقة بين الشعب وبين مؤسسات
الدولة ورئيس الدولة وجيش هذه الدولة، وهي تعد الحرب الأسهل لأنها تهز جسر الثقة بين
الشعب ومؤسسات دولته، وهذا الأمر يعد أخطر ما تواجهه الدولة المصرية.
ولفت
النائب صلاح حسب الله، إلي أن أغلب المصريين أصبحوا يستقوا معلوماتهم التي يبنوا عليها
آرائهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي دون البحث عن المصدر الرسمي لاستيفاء المعلومة،
وقد تكون المعلومات التي حصلوا عليها خاطئة ويتم التعامل معها علي أنها حقيقه، وبالتالي
يتكون رأي وفكر، قائلا: "لدينا مرض وعلة في طرق التناول والرؤية والتفكير ولابد
من البحث عن المعلومات الحقيقية من مصادرها"، فعلي سبيل المثال هناك جامعة القاهرة
الحقيقية التي تقوم بعمل إنجازات علي أرض الواقع وفي المقابل نجد أن هناك جامعة القاهرة
الافتراضية علي منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح
النائب صلاح حسب الله، أنه من الضروري إعمال العقل في حل المشكلات وإعمال الفكر الجمعي
للدولة والذي يعني وضع أنفسنا مكان المسؤولين عند تناول أي مشكله ونقوم بصنع القرارات
وبدائلها بعدة طرق ووجوب أن ننتقل من الرقابة الغير مسؤولة إلى الرقابة الرشيدة، والرقابة
الشعبية لابد أن تكون رقابة رشيدة وتضع نفسها، في حالة وجود أي مشكلة، مكان متخذي القرار.
وأكد
صلاح حسب الله، أنه من الضروري أن يكون لدينا آليات واضحة لتطوير العقل المصري، وأن
يتسلح الشباب بدعائم معينة في طرق تناولهم للأمور عن طريق المعرفة والقراءة والإطلاع
واكتساب المهارات الجديدة والتنوع في العلم والثقافة وتنمية المعارف ووضع نمط تفكير
مختلفة، مؤكداً أن تراث الدولة المصرية مليء بالإيجابيات والمبادئ والقيم التي يستطيع
الشباب أن يستزيد منها ويطورها.
وأوضح
المتحدث باسم مجلس النواب، على أهمية البحث عن قدوة للسير على نهجها، والبحث عن هدف،
ولابد أن يسأل كل فرد نفسه ماذا يريد أن يكون في المستقبل، وأن يعرف كيفية تحقيق الهدف
وصناعة المستقبل، لافتًا إلى أن الوظيفة قد تأتي صدفة لكن القيادة تأتي من خلال بوابة
العقل وطريقة التفكير والاقتداء بالنماذج الناجحة والمتميزة.
وتابع
حسب الله، أن السلطة الأولي والأكثر تأثيراً في العنصر البشري، هو البيت والأسرة والتي
لابد أن تعود لممارسة دورها التربوي والأخلاقي والرقابي، مؤكدًا أن أي إصلاح في المجتمع
يتحقق بإصلاح كافة مؤسساته وأفراد شعبه، وأن يتحمل الكل المسئولية كل في موقعه، قائلًا:
"نحن نحتاج أن نشكل منتخب قومي يعمل لصالح مصر في كل المجالات".