"اقفلوا الدكاكين".. معركة "متدخلوش" تنتقل إلى كليات الهندسة
انتشر خلال الأيام الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاج بعنوان "اقفلو دكاكين هندسة" للهجوم على المعاهد والأكاديميات الخاصة بهندسة في مصر، وذلك مع اقتراب فتح مكتب التنسيق الأحد المقبل، لاستقبال رغبات المرحلة الأولى لطلاب الشهادة الثانوية 2019، وشهد "تويتر" حالة من المناشدات والنصائح والتحذيرات من قبل طلاب وخريجين كليات الهندسة لغلق تلك المعاهد نظراً لكثرة الأعداد التي تقوم بتخريجها خلال العام الواحد.
ويرصد
"كشكول" في التقرير التالي أبرز التعليقات التي أطلقها الخريجين عبر مواقع
التواصل الاجتماعي.
امنعوا المعاهد
كتب خريجي كليات الهندسة في مصر، قائلين:"هاتلي كده المعهد العالي للطب أو الصيدلة، هاتلي
المعهد العالي لطب الأسنان، انتوا بتتكلموا في اي بس، وتزودوا قال فرص التحضر والتكنولوجيا
بمعاهد فارق بينا وبينهم تلاتين درجة، اللي نفسه في طب أو صيدلة بيدخل جامعة خاصة محترمة
مش تعملولنا معهد رجب".
وأضافوا
على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلين "اه كنت ممكن ادخل خاص
بس لا تظلمني ولا اظلمك يعني مثلاً يبقي أقل من الحكومي بـ ٥٪ ويبقي العدد محكوم باحتياج
سوق العمل مش عشوائي وأظن أن الظروف برضه نصيب وأرزاق زي ما الشغل برضه نصيب وأرزاق
لكن أن يتخرج ٦٠ ألف مهندس سنوياً ونصهم من غير شغل ده حرام".
وتابعوا: " مثلاً بيتخرج ١٥ ألف حكومي وأنا محتاج ٣٠ ألف يبقي يتخرج من الخاص
١٥ ألف كده لكن مش ٤٥ ألف لا ده كده حرام وميرضيش حد، فلازم الموضوع يتحكم حرام بعد
تعب ٥ سنين وبهدله تطلع متلاقيش شغل أو بمرتب ميكفيش موصلاتك بسبب أن العدد كبير فده
حرام، طبعاً ارزاق و كل حاجه وأنا مش بقول يقفلوا
الخاص أنا بقول يبقي الدنيا محكومة بمعني أن مكنش محتاج ٣٠ ألف مهندس فى السنة مثلاً ويبقي بيتخرج عندي ٦٠ ألف في السنة كده حرام لان ده معناه أن أكيد في ناس مش هتشتغل".
الهندسة ضمن قوائم البطالة
وفي
سياق أخر، أوضح الدكتور محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ،
إن جميع طلاب الثانوية العامة شعبة علمي رياضة تريد دخول كلية الهندسة، قائلاً
"طبعا الكل عايز هندسة والباشمهندس راح الباشمهندس جه، أحب أقولكم إن كلية الهندسة انضمت لكليات البطالة خاصة مع الزيادة الكبيرة في كليات الهندسة سواء حكومية أو خاصة
أو حتي معاهد تمنح شهادات معادلة وبيقولوا أنهم مهندسين".
وأضاف
كمال، قائلاً "يجب الحذر عند دخولها مع سؤال المختصين فيها عن الأقسام اللي عليها
طلب في الشغل والأقسام اللي فيها بطالة عالية، وارشح هنا برنامج الساعات المعتمدة خاصة
في هندسة القاهرة".
فرص عمل منخفضة
وقال
الدكتور أيمن بهاء الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن الكلام بشكل عام غير دقيق
المشكلة في خريجي قسم مدني بشكل أساسي حيث هناك فعلا زيادة كبيرة في الخريجين وهذا
سبب المشكلة الرئيسي بالإضافة لخريجي المعاهد العليا، قائلاً "كان انهيار شركات
مقاولات ضخمة كبن لادن السعودية وقلة العمل بشكل كبير في الخليج بالرغم من النهضة العمرانية
في مصر إلا أنها لا تستوعب كل عدد الخريجين، وميكاترونكس فرصة ليست بالضخامة المناسبة
واحذر بشدة من زيادة خريجيه".
وأضاف
بهاء، أن الفرص الأكبر هي بالوظائف المرتبطة بالحاسبات سواء من الهندسة أو من علوم
الحاسب، موضحا أن الذكاء الاصطناعي مستقبل فعلا ولكن ليس كالفقاعة التي تحدث في مصر
والهرولة وراء تغيير مسمى الكليات أو إنشاء كليات بهذا الأسم دون محتوى حقيقي من محبي
اللقطة والفرقعة والساعين وراء فرصة أخرى بعد الستين.
وتابع
بهاء، أن فرص العمل في هذا المجال ما تزال منخفضة جدا أو تكاد تكون معدومة مقارنة بوظائف
البرمجة والنظم المدمجة والشبكات وغيرها، فضلا عن أنه ببحث صغير عبر منصة سايڤال المبنى
على قاعدة بيانات سكوبوس نجد أن عدد أساتذة الذكاء الاصطناعي المصريين لا يكفي لتسيير
قسم محترم في كلية واحدة فضلا عن إنشاء كلية منفصلة.
ووجه
الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، نصيحة لطلاب الثانوية العامة، قائلاً "من
يرغب في دراسة الهندسة أن يلتحق إن استطاع بجامعات القاهرة أو الأسكندرية أو عين شمس
أو الأمريكية، فتلك الأربعة هي الوحيدة المصنفة ضمن الخمسمائة الأوائل عالمياً في مجال
الهندسة، وجامعتي أسيوط والمنصورة تنافسان وبشدة فتدخلان التصنيف عاماً وتخرجان آخر،
وبعد ذلك سيان رغم أن كلامي قد يزعل منه زملاء محترمون".
مطلوب في سوق العمل المحلي والإقليمي
فيما قال الدكتور السيد تاج الدين عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، إن أغلب أقسام الكلية يكون نسبة التوظيف فيها تقترب من الـ ١٠٠%، بل أن العديد من طلاب بعض الأقسام بيشتغلوا من سنة ثالثة في شركات كبيرة، مضيفاً "ده بيظهر جلياً في لقاءاتنا مع طلاب السنة الرابعة ومع المهندسين حديثي التخرج".
وأضاف تاج الدين، قائلاً "اتفق أنه لابد أن يختار الطالب الكلية المناسبة لرغباته وقدراته واحتياجات سوق العمل الفعلية، وأن هناك بعض الكليات الهامة والواعدة وأن سوق العمل محتاج خريجين متميزين من هذه الكليات".
وعلق تاج الدين على نسبة انضمام الكثير من الكليات والمعاهد للقطاع الهندسي، قائلاً "طبعاً له تأثير علي سوق العمل وفعلاً العديد من خريجي المعاهد الهندسية (اتحدث هنا عن بعض المعاهد وليس كلها حيث أن هناك معاهد عليا هندسية سمعتها كويسة في بعض الأقسام) يعاني من البطالة أو بيشتغل في شغل مختلف عن الهندسة".
وأوضح
عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، قائلاً "لكن يظل خريج كليات الهندسة الكبري
والمتميزة ظاهر وبقوة ومطلوب في سوق العمل المحلي والإقليمي، وعليه يجب أن يتم مراعاة
أن الطالب يدخل كلية سمعتها الأكاديمية معروفة وسمعة خريجيها كويسة". مختتما
"انصح الطالب أنه يجتهد في اختيار الكلية التي يتوقف عليها مستقبله".