"مجاهد": نشهد طفرة لم تتحقق في عهد محمد علي.. والنظام الجديد هو الحل "حوار"
11 مدرسة تطبيقية تدخل الخدمة هذا العام.. ولا نرفض الدروس الخصوصية مادامت تطور الطالب
100 برنامج لتطوير المناهج.. وطريقة تقييم مختلفة بنهاية العام الدراسي
زي عسكري للطلاب ضمن "عام منضبط" بـ27 محافظة
"مبارك كول" لم تفشل وهي نواة للطفرة التكنولوجية الحديثة
تعمل وزارة التربية والتعليم من خلال المجال الفني إلى إحداث ثورة صناعية وزراعية وتجارية، من خلال استحداث ما يسمى بالمدارس التكنولوجية التطبيقية المتطورة والتي استحدثت لأول مرة التدريب على صناعة الحلي والمجوهرات، والإنتاج الحيواني، وفي مجال الطاقة الذرية، وزراعة النخيل، وغيرها من الأمور التي تعني بها نحو 11 مدرسة اقتحمت التعليم الفني هذا العام.
ومن خلال حوار "كشكول" مع نائب وزير التعليم للتعليم الفني الدكتور محمد مجاهد، أكد سعى الوزارة للارتقاء بمنظومة التعليم بكافة مجالاتها، مشيراً إلى أن الوزارة تعي وجود عجز في القراءة والكتابة لدى أغلب الطلاب وهو ما يدفعها لإطلاق عدد من المبادرات لتحسين المستوى.. وإلى نص الحوار؛؛
- بداية.. ما هي استعدادات التعليم الفني للعام الدراسي الجديد ؟
قطاع التعليم الفني في الوزارة بأكمله يعمل على قدم وساق استعداداً للعام الدراسي الجديد 2019/ 2020، خاصة وأننا نمتلك هذا العام، مبادرات جديد لأول مرة يتم تنفيذها من خلال برامج جديدة بلغت نحو 100 برنامج للتعليم الفني، وهناك أيضاً اعتماد لطريقة تقييم جديدة.
- ما هي طبيعة هذه البرامج؟، وكم عددها؟
البرامج المستحدثة تبلغ نحو 100 برنامج، لكن ما سيتم تنفيذه هذا العام 36 برنامجاً، وهي عبارة عن تغيير النظام القائم إلى نظام الجدارات.
- حدثنا عن نظام الجدارات؟
الجدارات عبارة عن نظام جديد، يمشارك فيه الخبراء المختصيين بالصناعة من أجل وضع تلك المناهج، كي يتم من خلالها تأهيل الطالب لسوق العمل وفق ما يتم وضعه من قبل هؤلاء الخبراء، وذلك عن طريق مشاركة المهاريين في الصناعة المختصة وخبراء التعليم الفني، بالإضافة إلى المعلمين والخبراء الأجانب من مشروع تيفيت ايجيبت، ليتم تحديد مواصفات الخريج والمهارات التي يحتاجها كي يستطيع مواجهة سوق العمل، وأيضاً تحديد السلوكيات التي يحتاجها الطالب لكي يواكب العصر، والهدف من ذلك أن يشارك خبراء الحرف والصناعات المختلفة في تحديد المواصفات التي يتطلبونها في الخريج.
- وما هو طبيعة مناهج الجدارات؟
المناهج عبارة عن وحدات دراسية مختصة بالصناعة التي يختارها الطالب، ويوجد به دليل له وللمعلم، بالإضافة إلى تغيير طريقة التقييم، ونقوم حالياً بتدريب المعلمين على المناهج الجدرارات، وتم الانتهاء من ربع المناهج المطلوبة لهذا النظام.
- أشرت إلى أن هناك طريقة تقييم مستحدثة، فما هي؟
طريقة التقييم الجديدة، هي أن يكون الطالب مطالباً بعمل "ملف الانجاز" يكتب فيه كل شىء عملي قام بتنفيذها حتي التخرج، وهذا الملف يعتمد عليه لاحقاً خلال إجراء المقابلات الشخصية في الوظائف التي يتقدم لها عقب تخرجه، ويقوم بإعطائه صاحب العمل، ويكون إضافة للسيرة الذاتية.
وفي نهاية الـ 3 سنوات، سيتم عمل امتحان شامل عملي ونظري، يشرف عليه معلمين من المدرسة وخارجها، بالإضافة إلى مختصيين بالصناعة، لتؤدي إلى أن الطالب يكون لديه المهارات الكاملة التي تؤهله لسوق العمل.
- وكم تبلغ المدارس التي سيتم تطبيق هذا النظام بها؟، وعلى أي أساس اختيرت؟
هذا النظام سيطبق في 105 مدرسة، وتم اختيارها جميعاً وفق المعايير التي يتطلبها النظام الجديد، وهي: "أن تكون الكثافة منخفضة، بحد أقصى 40 طالباً بالفصل الواحد، وأن يكون عدد المعلمين كافياً نظرياً وعملياً، وأن تكون المدارس موزعة على كل المحافظات حتى لا يحدث الخلل"، ونحن حريصون على تنوع التخصصات داخل المحافظة الواحدة سواء المجال الصناعي، التجاري، الزراعي، وأيضاً الفندقي.
- ماذا عن خريطة توزيع تلك المدارس؟
نستهدف في كل محافظة 4 أو 5 مدارس، وركزنا أن يكون مناسباً لتوزيع المدارس بين التخصصات المختلفة كما سبق وأشرت من صناعي وزراعي وغيرهما، كما يوجد لدينا 14 برنامجاً بالتعليم الصناعي و9 زراعي و4 تجاري و4 فندقي، لكي ننشر الفكرة على مستوى الجمهورية لابد أن تغطي كل التخصصات.
- ماذا عن توفير الخامات؟
بالطبع لابد من توافر الخامات بالمدارس لتدريب الطلاب وتحقيق هدف نظام الجدرارات، ونحتاج لتوافر ميزانية كافية، لكننا نواجه دائماً أزمة في عجز الميزانية التي توفرها الدولة عن تغطية الاحتياجات، ولابد من البحث عن متبرعين لسد هذا العجز، ونحتاج إلى أربع سنوات للانتهاء من جميع المناهج بهذا النظام، وتطبيقها في كل التخصصات وتنفيذها على جميع المدارس.
- وهل تم الإعداد الجيد على النظام؟
قمنا بتدريب نحو 3000 معلم على نظام الجدارات من بين 120 ألف معلم هي جملة المعلمين بالتعليم الفني.
- بالعودة للمدارس التكنولوجية التطبيقية، كم عددها؟ وما الهدف منها؟
مدارس التكنولوجيا التطبيقية هي تجربة تعتمد على شركاء من قطاعات مختلفة الصناعة، الزراعة، والفندقية وغيرها، من لأجل إثراء العملية التعليمية وإعداد كوادر مدربة ومهيئة لسوق العمل، حيث يوفر الشريك مكاناً للتدريب سواء مصنع، فندق، أو مزارعة، بجانب الدراسة، وقد بدأنا بـ3 مدارس السنة الماضية، ونحن اليوم أمام 11 مدرسة في تخصصات جديدة، منها في الزراعة مع إحدى الشركات الكبيرة في هذا المجال "شركة الصالحية للاستثمار والتنمية الزراعية "، وفي مجال الحلي والمجوهرات كـ"شركة ايجبت جولد"، ونحن على يقين أن وجود الشريك سيكون له مهام كبيرة، سواء من حيث الشراكة في إدارة المدرسة، وتوفير حوافز المدرسين الذين يجيدون في أعمالهم، ونحن بدورنا نراقب هذه المدارس والمدرسين بعناية شديدة.
- ماذا عن العائد المالي من تلك المدارس المنتجة؟
مفيش ربح أو عائد مادي كما يتوهم البعض، فالطلبة هتدرب في المصنع أو المزرعة التي يملكها الشريك، وسيذهب إلى مكان تدريبه، فالاستفادة هنا علمية وليست مادية، فنحن كوزارة لا نستطيع أن نوفر خامات التدريب ومنها على سبيل المثال خامات المجوهرات اللازمة لطلبة مدرسة الحلي والمجوهرات، لذا فإن وجود الشريك مهم في تحقيق التدريب على تلك الخامات داخل مصانعه الخاصة.
- كم يبلغ عدد المتقدمين لمدرسة الحلي والمجوهرات حتى الآن؟
تقدم للمدرسة نحو 700 طالب، وقع الاختيار على 250 طالب منهم، وبعد أن يتم توقيع المقابلات الشخصية مع هؤلاء الطلاب سيتم تصفيتهم إلى 150 طالب قبل أن يتم توزيع هذا العدد على 4 فصول دراسية تبدأ الأسبوع المقبل.
- ماذا عن تجربة الجامعات التكنولوجية؟
الجامعات التكنولوجية هي تجربة مشتركة مع التعليم العالي يتم من خلالها قبول نحو 80 % من طلبة الثانوية الفنية، و20% من طلبة الثانوي العام، للالتحاق بـ3 جامعات متوافرة حتى الآن، وجاري التوسع في عدد تلك الجامعات مستقبلاً، وهي نوع من التطوير الذهني للطلاب دون الاكتفاء بالدبلوم الفني.
- هل يمكن الحكم على تجربة "مبارك كول" بالفشل؟
بالطبع لا، فالمدرسة هي من المدارس التي تشهد نجاحاً كبيراً، وهي الملهم لتجربة المدارس التكنولوجية التي نعمل عليها الآن، إلا أن الفارق الوحيد أنها لا تقوم على شريك يضمن التدريب العملي أثناء الدراسة على غرار مدرسة الحلي أو الصالحية، لكنها تشهد توسعاً خلال الفترة الراهنة.
- ماذا عن قضية استغلال الطالب الفني من قبل المُعلمين؟
استغلال الطالب قضية نعلم أنها متواجدة لكن لا يمكن التحرك دون شكوى رسمية يقدمها الطالب أو ولي أمره، ليتم من خلالها التحقيق ومعاقبة المدرس المتورط بها، وقد شهد العام الماضي شكوى من طلاب إحدى المدارس الفنية من استغلالهم في إحدى المصانع وتم فض الشراكة مع صاحبها، فنحن لدينا نحو 60 ألف طالب، ويزيد ولا يمكن أن نكون على إحاطة بكل ما يحدث لهم خارج أسوار المدرسة.
- ماذا عن إجراءات السلامة للطلاب بالمدارس الفنية؟
الوزارة وضعت تأمين صحي ضد الأخطار والحوادث والإصابات، قدره 150 ألف جنيه في حالة الوفاة أثناء الدراسة، خاصة أن التدريب في التعليم المزدوج والصناعة صعب للغاية وبه العديد من المخاطر التي تهدد سلامة الطلاب.
- ما هي خطة الوزارة للارتقاء بمنظومة التعليم الفني؟
نحن نقوم بدورنا جاهدين في الارتقاء بالمنظومة من خلال تحديث المناهج، والعمل على إنشاء هيئة ضمان جودة وهو مشروع قانون تمت مراجعته من قبل وزارة العدل، وفي انتظار موافقة مجلس الوزارء، كذلك إنشاء أكاديمية لتدريب المُعلمين، نعد حالياً لإصدار مسودة قانون بها.
- ماذا عن مبادرة "عام دراسي منضبط"؟
أعلنا عن مبادرة عام دراسي منضبط، سيتم تطبيقها في 27 مدرسة، عن طريق قيادة القوات الدفاع الشعبي بالقوات المسلحة، من أجل تحقيق الانضباط، والمحافظة على البيئة، فالطالب الفني معروف عنه عدم الانضباط لظروف تتعلق بالبيئة التعليمية التي يتم تنشئتها فيها، كما أن الإدارة المدرسية نفسها غير منضبطة، وقد اختارنا مدارس التعليم الصناعي بنين، وهذه المبادرة تتم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي كى نؤسسهم عسكرياً، بزي عسكري، ووجود ضباط بالمدرسة، وسيكون شكل المدرسة منضبط.
- على أي أساس اختيرت المدارس الـ27 للمبادرة؟
نحن وضعنا أسس ومعايير للاختيار منها وجود أسوار عالية، وتم رفع بعض الأسوار لتلك المدارس، كذلك ألا يكون هناك طلاب مهنيين أوعمال، وأن يكون هيئة التدريس بها مكتمله، ومؤمنه تأمين كامل، وسيكون هنالك مقرراً في التأسيس العسكري وحال الفشل في اجتيازه لن يتمكن من دخول الامتحان الأساسي.
وقد اختارنا مع قيادة الدفاع الشعبي الـ 27 مدرسة، بواقع مدرسة فى كل محافظة، تحتاج لضباط وميزانية عالية من وزارة المالية، والعام القادم سنزود عدد المدارس ونتوسع فيها.
وسيتم تنظيم جولة بتلك المدارس يوم 29 سبتمبر الجاري، بمحافظتي إسكندرية والبحيرة، وفي القاهرة مدرسة الشهيد أحمد أبو بكر الصناعية.
- ماذا عن تجربة المبادرة القرائية للطلاب؟
المبادرة انطلقت العام الدراسي الماضي، ونحن خلال العام الجاري سنسعى لتحسين مستوى الطلاب في القراءة والكتابة، ومواجهة جهل الطلاب الذي ينشأ عليه في المرحلة الإعداداية، وهذه مسؤلية الآباء والأمهات، كما أننا نعترف أن طلاب التعليم الفني لا يجيدون القراءة والكتابة، ولكن بنظام التعليم الجديد الطالب "هيتغربل" على مدار الأعوام الدراسية المقبلة.
- ماذا عن الدروس الخصوصية؟
في التعليم الفني نحن لا نرفض الدروس الخصوصية مادامت ستطور الطالب في اللغتين العربية والإنجليزية، فنظام الجدارات لا يمكن أن يتوافق مع طالب يجهل القراءة والكتابة، حيث لا يمكنه أن ينشأ ملف الانجاز الخاص به.
- مدرسة الضبعة النووية، كم بلغ عدد طلابها الآن؟
النتيجة تم إعلانها حيث وقع الاختيار على 200 طالب، وسيتم اختبارهم من أجل التصفية لـ 75 طالب فقط، هو جملة احتياجات المدرسة، ومن المقرر أن تبدأ الدراسة بها متأخرة نتيجة الاختبارات النفسية والرياضية والبدنية وغيرها.
- كيف تواجه الوزارة ملفات الفساد؟
الفساد داخل المدارس مهمة المديريات وليس قطاع التعليم بالوزارة، ونحن بدورنا كوزارة نقوم بتوجيه المشتكى لعدة حلول منها المديرية، المحافظة، أوالشرطة، وهذا حق كل مواطن، لجان التفتيش تقوم بدورها في الكشف عن الفساد لكن لا يمكن تغطية كافة المدارس لذا فنحن بحاجة إلى أن يتفاعل ولي الأمر معنا في تلك المواجهة، و"اللي بنعرفه بنعاقبه عشان يبقي عبرة لباقي الناس".
- هل يمكن أن نشهد صحوة في التعليم الفني على غرار عصر محمد علي؟
نحن في عصر أفضل بكل المقاييس من عصر محمد علي، فكل ما نفعله من اجتهادات كي نوفر فنيين لديهم المهارات التي توجد فى عهد محمد علي، وتفوق، سواء من خلال إدخال "المكاترونيكيس، البارو، مصانع الصلب في السويس، البايو وهي المنتجات الزراعية الخالية من المبيدات أو الأسمدة الزراعية، الزراعة المطيرة، زراعة النخيل، خاصة وأن مصر ثالث دول العالم في زراعة النخيل، وبيتم التوسع فيه، وقمنا بتخصيص مدرسة لهذا الفن.
- كم عدد الدول المتعاونة معكم لتطوير التعليم الفني؟
لدينا أكبر تعاون مع دول العالم وفي مقدمة منها ألمانيا والاتحاد الأوروبي، ومؤخراً مع الصين.
ماذا عن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة؟
لدينا 6 آلاف طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتم توزيعهم على بعض المجالات التي يمكن توظيفهم بها، إلا أنه لا يمكن دمج الطلاب المكفوفين فقط كونهم لا يصلحون في كافة تخصصات التعليم الفني، حرصاً على سلامتهم بالمقام الأول.