السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

بمشاركة التعليم.. إطلاق المرحلة الثالثة من حملة «أولادنا» للحماية من العنف

كشكول

أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة، إطلاق المرحلة الثالثة من الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف تحت شعار "بالهداوة مش بالقساوة" .

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده المجلس في مقره، اليوم الأحد، لإطلاق المرحلة الثالثة من الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف "أولادنا" بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وبالتعاون مع يونيسف، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

 

حضر المؤتمر، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لشئون المعلمين د.محمد عمرو، ممثلاً عن الوزير، و رئيس الاتحاد الأوروبي في مصر السفير إيفان سوركوش، وممثل يونيسف في مصر برونو ماس.

 

بدأت أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة د.عزة العشماوي، كلمتها بنعي الطفلة "جَنَّة" مطالبة الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على روحها البريئة، قائلة إن هذه الطفلة لن تحتفل بعيد ميلادها الخامس، لأنها ضحية تعذيب بشع، حرق جسدها وقلوب كل من عرف حكايتها، لافتة إلى أن حقها لن يضيع، ليس فقط في معاقبة من تسبب فيما معاناتها، وهو أمر يتابعه المجلس من خلال خط نجدة الطفل 16000، منذ اليوم الأول لوصول بلاغ دخولها المستشفى، لكن حقها أيضاً هو حق كل طفل وطفلة في الحصول على الأمان والحماية.

 

وأكدت "العشماوي" أن المجلس يسعى جاهدا إلى تقديم كل الدعم الصحي والنفسي لشقيقة الضحية "جنة" الكبرى لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة، كما نقلت اهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب والذي يتابع بنفسه حالتها، قائلة: "سنواصل العمل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية لحماية اطفالنا من مصير جنة، رحمها الله".

 

وأشارت "العشماوي" إلى أن دور الوالدين ومقدمي الرعاية في توفير الحماية والأمان والتشجيع لبناتنا وأولادنا بالغ الأهمية في مرحلة الطفولة والمراهقة، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية تناولت حملة أولادنا في عامها الأول ملف العنف ضد الأطفال داخل المنزل، ثم نجحت في فتح ملف هام وهو التنمر بين الأقران في مختلف المجالات سواء داخل المدرسة أو خارجها وآثاره الضارة، ونجحت الحملة أيضاً في الوصول برسائلها عن التربية الإيجابية وعدم قبول العنف والتنمر إلى الملايين من المتابعين عبر مختلف وسائل الإعلام، ومن خلال الإنترنت، كما تواجدت في المدارس إلى جانب العديد من الفعاليات العامة.

 

وأضافت "العشماوي" أن حملة أولادنا هذا العام تركز على فترة في غاية الأهمية من حياة النشئ ونموهم وهي فترة المراهقة التي تبدأ من عمر 10 سنوات وتمتد حتى سن 19 عاماً حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فالمراهقة هى المرحلة الحيوية التي تشهد النمو الجسدي السريع والتشكيل العصبي وبداية البلوغ والنضج الجنسي، وهى فترة حرجة بالنسبة لتطورالهوية الفردية، حيث يتوصل الشباب فيها إلى معرفة أنفسهم وما يريدون تحقيقه؛ وتمثل لهم فرصة للنمو والاستكشاف والإبداع.

 

وأكدت "العشماوي" خلال كلمتها على أن العلاقات والبيئات الاجتماعية الإيجابية تساعد في تعزيز مشاعر الاندماج والانتماء وتؤدي إلى نتائج إيجابية، ومن ناحية أخرى، تتسبب التجارب السلبية، في زيادة مخاوفهم أو شكوكهم الذاتية أو عزلتهم الاجتماعية، وتؤدي إلى سلسلة من النتائج السلبية، وقد تسبب تبعات مَرَضية، وفي بعض الحالات، يصارع المراهقون لتحقيق التوازن بين الاندفاع وبين اتخاذ القرارات المدروسة، مما قد يؤدي بهم إلى المجازفة والانخراط في ممارسات ضارة بصحتهم.

 

وقالت إنه عندما يتم دعم المراهقين، بما في ذلك الأكثر حرمانًا، من خلال رعاية الأسر ومقدمي الرعاية، والسياسات والخدمات الجيدة التي تراعي احتياجاتهم، فإنهم يصبحون قادرين على التطور والوصول إلى أقصى إمكاناتهم، مشيرةً إلى أن دور المجلس والجهات المعنية، أن يجعلوا من مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالفرص، نمنح أولادنا ما يحتاجونه من حب واهتمام وتنمية لمداركهم ومواهبهم، وتوفير الإمكانيات التي يحتاجونها لتحسين حياتهم وإشراكهم في الجهود المبذولة لتطوير مجتمعاتهم وهو ما يبدأ داخل الأسرة والمدرسة والمراكز الرياضية.

 

ولفتت " العشماوي" إلى أن حملة التوعية التي تنطلق اليوم تحمل شعار "بالهداوة مش بالقساوة" وتهدف إلى توعية الآباء والامهات باستيعاب المتغيرات والتحديات التي تواجه أبناءنا في هذه المرحلة الفارقة، وأن يبدأوا في خلق مساحة من الحوار مع بناتهن وأبنائهم، مؤكدة أنه ليس من المقبول أن يتعرض أولادنا لأحد صور التربية بالعنف والتي تشمل العنف النفسي والجسدي، ولا أن يظل استخدام العنف الجسدي مقبولاً بين الأهالي والمدرسين.

 

وأوضحت " العشماوي" أن أهمية الحملة تأتي في إطار التوعية والتي سيتم من خلالها بث تنويهات عبر وسائل الإعلام المختلفة على مدار الأسابيع القادمة، لكن تأثيرها الحقيقي لن يكتمل بدون تبنَّي وسائل الإعلام، وجميع المؤسسات والهيئات والجهات المعنية، بما فيها المدارس والمراكز والنوادي الرياضية لرسائلها عن التربية الإيجابية، والعمل على تحقيق الصحة النفسية والجسدية لأبنائنا.


وأشارت في كلمتها إلى أن حملة التوعية تأتي جنباً إلى جنب مع تفعيل المجلس القومي للطفولة والأمومة الدائم لآليات حماية الأطفال من العنف من خلال لجان حماية الطفل التي تعمل على تقديم تدخلات عاجلة للأطفال المعرضين للخطر على مستوى المحافظات المختلفة، وكذلك خط نجدة الطفل الذي تلقى من يناير 2018 وحتى يوليو 2019، 363 ألف مكالمة منها 26 ألف و 932 من حالات الأطفال المعرضين للخطر والناجين من العنف الذين قدمت لهم خدمات إحالة للجهات المختصة وكذلك خدمات الدعم النفسي.

 

وتضمنت كلمتها تقديم الشكر لجميع الوزارات والجهات المعنية لدعم الحملة وخصت بالشكر الاتحاد الأوروبي، ويونيسف، والفنانة منى زكي سفيرة يونيسف للنوايا الحسنة التي ساهمت بصوتها في تنويهات الحملة، وتقدم كذلك فيديو خاص للسوشيال ميديا تعزيزاً للتفاعل مع رسائل التربية الإيجابية.

 

كما وجهت العشماوي رسالة لكل أم وأب ولكل مقدم رعاية، قائلة: "لا تبرورا لأنفسكم عدم الاهتمام بأبنائكم أو إهمالهم أو تعنيفهم تحت ذرائع الضغوط أو الخوف عليهم أو تقويم سلوكهم.. التربية ممكنة بدون عنف، وليس لأبنائنا ذنب فيما نمر به من صغوط، هم أمانة ومسؤولية.. هم استثمارنا الحقيقي والأحق بكل الاهتمام".

 

واختتمت أنه في إطار الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والشركاء الوطنيين الآخرين، تم إطلاق ثلاث مراحل من الحملة القومية "أولادنا" لإنهاء العنف ضد الأطفال، والتي تم إطلاقها ضمن المشروع المشترك الذي يموله الاتحاد الأوروبي للتوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر في مصر، لافتة إلى أن المرحلة الأولى من الحملة ركزت على التربية الإيجابية للأطفال تحت شعار شعار#بالهداوة مش بالقساوة #Calm_not_harm والمرحلة الثانية تناولت العنف بين الأقران تحت شعار #أنا_ضد التنمر #IMAgainstBullying
وتركز المرحلة الثالثة التي تطلق اليوم على التربية الإيجابية للمراهقين امتداداً لشعار #بالهداوة مش بالقساوة #Calm_not_harm.

 

ومن جانبه قال د. محمد عمر في كلمته نيابة عن د. طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني: "إن هدفنا هو أن يؤدي الإصلاح الحالي لنظام التعليم إلى إنتاج خريجو مدارسنا أكثر ثقة ومهارة عند مواجهة التحديات اليومية. وأضاف عمر أنه لتحقيق ذلك، يجب على أولياء الأمور والمعلمين أن يكونوا أكثر وعيًا بكيفية لعب دور أكثر إيجابية في توجيه الطلاب المراهقين من خلال احتوائهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، بدلًا من محاولة الضغط عليهم لكي يكونوا (طلابًا للإجابات النموذجية) بغض النظر عن قدراتهم الفردية واهتماماتهم".

 

وقال السفير إيفان سوركوش،"إن الأطفال هم مستقبل الأمم، والاتحاد الأوروبي يحرص على دعم الجهود الوطنية البناءة لإنهاء العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم، وفي مصر، نحن فخورون بدعمنا لتعزيز الآليات والجهود المبذولة لإنهاء العنف ضد الأطفال من خلال شتى المساعي مثل هذه الحملة القومية التي تعالج بعض الأسباب الجذرية للعنف وتشجع التفاعلات الإيجابية والمتوازنة بين الأطفال والمراهقين، وفي الأسابيع القادمة، سيحتفل العالم بأسره بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل والتي تتعهد بحماية حقوق جميع الأطفال، في كل مكان، دون تمييز وتدعو لمناهضة العنف والإهمال وتشجع على معاملة الأطفال بكرامة واحترام؛ بغض النظر عن اختلافتهم ودون تمييز أو استثناء أو ترك أحد."

 

وأضاف: "يجب أن تتضافر جهودنا لتكثيف محهودات المجتمع الدولي من أجل مصلحة الأطفال، ولتجديد التزامنا بحماية وتعزيز جميع حقوقهم الإنسانية لأن هذا هو هدفنا على المدى الطويل".

 

وقال ممثل يونيسف في مصر برونو مايس: "تركز حملات أولادنا على أشكال العنف ضد الأطفال التي لها وجه مألوف، والتي قد تحدث في المنزل والمدرسة ، وقد تمر دون أن يلاحظها أحد، ولكنها تؤثر على أجيال من الأطفال".

 

وأضاف:" غالباً ما يُنظر إلى مرحلة المراهقة بشكل سلبي ، مما يزيد الأمور سوءاً ، ويفوت فرصة جعل هذه المرحلة الحرجة فرصة لتحسين الحياة للمراهق. "