عميد "الثقافة الإسلامية" بأسيوط: مناهجنا خالية من التطرف
قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، وعميد مركز الثقافة الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في محافظة أسيوط، إنَّ مناهج مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف، التي تدرس في الوقت الحالي خاصة بعلماء الأزهر الشريف القدامى والمحدثين من أمثال الشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد محمد أبو شغبة، علاوة على وجود مناهج خاصة بالعقيدة منبعها كلية أصول الدين بأسيوط لتدريس السيرة والحديث النبوي، مشيرًا إلى أن كل ذلك أتى من جامعة الأزهر من العلماء الذين ليست لهم ميول إخوانية أو سياسية بأي شكل من الأشكال، ومن الذين يعرفون أن الإسلام دين لم يأتي بجماعات متفرقة.
وأكد
لـ"كشكول" أنَّ كل مناهج المراكز الثقافية تنظم على النظام ذاته، وتحتوي
على فيها فقه الواقع خاصة أن الأحاديث كلها في كتب الصحاح والسنن وليس فيها أي شيء
يدعو إلى الإرهاب لأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام جاء رحمة للعالمين.
وأضاف:
أدرِّس كتبي التي ألفتها في التفسير والقرآن الكريم، للطلاب، ولا ندرس إلا مؤلفاتنا
الخاصة التي تدعو إلى مواكبة العصر ولا يوجد بيننا لا في فرع جامعة الأزهر في أسيوط
أو الوجه البحري أو الجامعة الأم كتاب واحد يخرج إرهابيًا لأن ديننا ليس إرهابي حيث
إن القرآن الكريم قال لنا "وقولوا للناس حسنًا" ومن منطلق هذه الآية نؤلف
كتبنا الضخام سواء كانت في الحديث أو التوحيد أو السيرة أو السنة أو الفقه وأصوله.
كما
أوضح أن العلوم التي تدرس في مراكز الثقافة الإسلامية جاءت بناءً عن لجان شُكلت واستخرجت
كل دخيل على المناهج الإزهرية والإسلام، خاصة أن الأزهر يسير على مذهب الأشاعرة وهم
قوم مهذبون عنونهم كتاب الله وسنة رسوله والسير الصحيحة، لافتًا إلى أن آخر مرة طوِّرت
فيها المناهج كانت خلال عهد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأواخر عهد الدكتور سيد
طنطاوي شيخ الأزهر السابق، حيث تم النظر في المناهج كلها واختير منها الصحيح وحذف منها
الباطل وكل ما يدعو إلى الرعب وغيره، ولذلك ليس بعيدًا عن أنه قد شكلت لجان بالنسبة
للمعاهد الأزهرية والمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لتنقية المناهج وتطويرها
لذلك ليس فيها آية أو حديث يدعو إلى الإرهاب ولكنها تدعو إلى مواكبة العصر.
وقال
إنَّه دائمًا ما يسعى إلى خلو كل الكتب التي يدرسها الطلاب في المركز من الأحاديث الموضوعة
والأفكار الهشَّة والقصص الواهية والتركيز على التحقيق العلمي الرصين الذي يليق بالإسلام،
لأنَّ هناك أمورًا علقت بالدين ليس فيها شيء منه، مثل ما يشهده الجميع من تطرف وإرهاب،
مشيرًا إلى أنَّه لا يوجد آية في القرآن الكريم أو حديث في السنة النبوية يحتوي على
أفكار متطرفة أو عنف، وتبتعد تمامًا عن ذلك خاصة أنها تحتوي على كيف نتعامل في حياتنا
اليومية بطريقة سليمة و"كيف يتعامل الرجل مع زوجه وأبنائه حتى أنها لم تترك قوانين
المرور إلَّا وتحدثت عنها".
وأضاف
أنَّه لا يوجد كتب تحمل أفكارًا متطرفة في المركز، ويتم تدريس المناهج المجردة من الغث
والعنف والإرهاب، منوهًا بأنَّه يتم تدريس كل ما يتعلق بفقه الواقع المعاصر والابتعاد
عن الفتاوى الضالة كما يُشترط في الدارس أن يكون حافظًا للقرآن الكريم قبل الالتحاق
بالمركز، إذ إنَّ من يتخرج من الطلاب يحصل على تصريح خطابة من وزارة الأوقاف لإلقاء
خطبة الجمعة والدروس الدينية في المساجد وفقًا للمنهج الأزهري الوسطي الذي تعلموه على
أيدي علماء من كلية الدعوة.
كما
أوضح أنَّه من أسَّس المركز منذ 20 عامًا وتخرج منه مئات الطلاب الحاصلين على شهادات
عليا من الجامعات المصرية وكانوا يدرسون القرآن حفظًا وتلاوة وقراءة وتفسيرًا، مشيرًا
إلى أنَّ التفسير ينقسم إلى قسمين: موضوعي وآخر تحليلي، منزوعًا من القصص الواهية التي
ألصقها المنافقون والأعداء بكتب التفسير، وأنه يتم تدريسهم السنة من كتب "البخاري
ومسلم وكتب الصحاح" مع بيان الأحاديث الصحيحة والحسنة والحسن بذاته والحسن بغيره
والأحاديث المرسلة وكل ذلك يتناوله ما يسمى بعلوم الحديث.
وأشار
إلى أنَّه يتم تدريسهم علوم القرآن التي تتحدث عن أسباب النزول وعن الناسخ والمنسوخ
والمحكم والمتشابه واللغة العربية بأقسامها وأنواعها وأصول الفقه والأحكام والسيرة
النبوية من كتب مشاهير العلماء مثل الدكتور محمد محمد أبي شَغبة وسيرة ابن هشام والكتب
التراثية التي ألَّفها المحققون من علماء العصور الأولى إلى العصر الحالي، وكذلك يتم
تدريسهم علم القراءات السبع وعلوم تجويد القرآن الكريم وأحكام التجويد.
ولفت
إلى أنَّ من يلتحقون بالمركز من الطلاب يكونون حاصلين على شهادات علمية من كليات:
"الحقوق والتجارة والزراعة وغيرها".