أستاذ بجامعة الأزهر: الاختلافات العقَدِيَّة والفقهيَّة مشروعةٌ
قال الدكتور محمد مأمون أبو ليله، مدرس مساعد بجامعة الأزهر، إن كلمة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال الندوة العلمية لكبار علماء الدين في موريتانيا، تعد مبادرة طيبة لتعميق الصِّلات العلميَّة الأكاديميَّة بين علماءِ الأزهرِ وعُلماء الغرب الإسلامي، مِن خلال المدرسة الشَّنقيطيَّةِ، هذه المدرسة التي تمتاز بإقبالها على علوم الشريعة، وطريقتها المميزة النادرة في حفظ العلوم الشرعية وتنشيط الذاكرة، ومحافظتها على تراثِ الأمَّةِ حِفظًا وروايةً، وشَرحًا وتعليقًا، وهو ما يتسق ورسالة الأزهر الشريف في حِفظِ التراث وتنميَّتِه وتعريف أبناء المسلمين به.
وأشار لـ"كشكول" إلى دور الأزهر الشريف
في حفظ العلوم الشرعية بعد اجتياح التتار والغزاة بلاد المسلمين، وانهيار بعض البلاد
تحت غزوهم، وبقي الأزهر شامخا يقوم أولاده بجمع التراث، وليس فقط جمعه بل وإعادة تدويره،
بعد أن جمعوا فيه بين العقل والقلب والذوق، وهي ركائز أساسية تَصالَح فيها المعقول
والمنقول، وقامت عليها مناهج الأزهر، حيث احتوت على الإيجابيَّة، والإبداع، وعظمة الهدف،
ولم ينهجِ الأزهرُ منهجَ الانتقاءِ والإقصاءِ والفَرزِ بين العلوم، فكان الأزهر في
حقيقة الأمر إمام مجددا، ليس شخصا بل مؤسسة.
وأضاف: دعا إلى جمع كلمة المسلمين على المنهج
الذي حمله الأزهر طول عمره، والذي ينبني أساسًا على أن الاختلافات العقَدِيَّة والفقهيَّة
والذَّوقيَّة هي اختلافاتٌ مشروعةٌ، إمَّا للتَّيسيرِ ورفع الحرَجِ ورفع الضَّرَرِ،
وإمَّا لأنَّ شريعةَ الإسلامِ لا يُمكِن أن تكون صالحةً لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، إلَّا
إذا تصالحت في ظلالها مطالب العقول، وإشراقات القلوب، واستشراف الماورائيات، التي تَستمدُّ
اليقينَ فيها من نَصٍّ معصومٍ.
وتابع: كما ينادي هذا المنهج بأن تعود للمذاهب
الفقهية الأربعة صدارتها في الفتوى والتشريع، بحسب توَزُّعِها على الأمصار، وأن يُترَك
كلُّ مصر وما نُشِّئَ عليه أهلُه، لا يحوَّلُون عنه، لا ترغيبًا ولا ترهيبًا، ولا تبشيرًا.