الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

"لن أخسر".. مسرحية ترصد مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية

كشكول

عرضت في قصر الثقافة بالشارقة، في اليوم الرابع من أيام مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الخامسة عشرة، مسرحية «لن أخسر» من تأليف الدكتورة وفاء الشامسي، وإخراج سعيد الهرش لمسرح الفجيرة، وشارك في التمثيل كل من خليفة ناصر وعبيد الهرش وأحمد بوصيم، وريم ومحمد عبدالله وشوق عبدالله.

تنطلق المسرحية بمشهد ثلاثة إخوة يتنافسون في لعبة «البوبجي»، ويحتدم التنافس بينهم، حتى يكاد يتحول إلى عداوة، وبعد انتهاء اللعبة يتجه الإخوة نحو غرفهم، لكنهم فجأة يجدون أنفسهم في عالم غريب فيه شخصيات كانوا يشاهدونها في اللعبة، فيتساءلون عن المكان الذي دخلوا إليه، ويطمئنهم سيف، وهو أكبرهم أن هذا مجرد حلم لن يلبث أن ينتهي، إلا أن ذلك لم يخفف من روع أخويه خالد ومهرة، حيث يشعران بالخوف من كل ما يحيط بهما.

وبينما يحاول سيف تهدئتهما، يظهر لهم شبح يخبرهم بأنهم في عالم «البوبجي»، فيزيد ذلك من رعبهم، وتسأله مهرة عن هويته، فيخبرها أنه زعيم البوبجي (آدمن)، وأنه لاحظ إعجابهم الشديد باللعبة، فأحب أن يدخلهم إليها حتى يحسوا بواقعيتها، يجهش «خالد» بالبكاء، مطالباً بالسماح له بالعودة للبيت، لكنّ (آدمن) يزجره بقوة، قائلاً: إن الخروج ليس بتلك السهولة، وإنما عليهم إذا أرادوا الذهاب أن يلعبوا معه وفق قوانينه، فيقبلون ذلك، وكانت أول التحديات مع مسابقة جمع المجوهرات من داخل صناديق غريبة، ويحاول الإخوة في البداية العمل بشكل جماعي لكنّ (آدمن) يظهر من جديد، معلناً أن قوانين اللعبة لا تسمح بالتعاون، وأن على كل متسابق أن يعمل بمفرده، وهنا يحتدم الصراع بين الإخوة، يذكيه أحد شخصيات «البوبجي» من خلال تحريض الإخوة بعضهم على بعض، وتخسر «مهرة» في هذا التحدي، لتتعرض للإبعاد، والحبس داخل اللعبة، بينما ينتقل أخواها إلى التحدي الثاني، لكنهما يأبيان أن يقوما به من دون أختهما، وهو ما جعل «البوبجي» يثير الخلاف بينهما، ليشاركا في التحدي الجديد، و هو مواجهة بالسهام، لكنهما يرفضان ذلك، لكن «البوبجي» توقد الخلاف بينهما.

ليبدأ المواجهة، فتأخذ سيف مشاعر الرأفة تجاه أخيه، فيتوقف عن اللعب، وهو ما يعطي الفرصة لخالد لكي يفوز، وينتقل للمرحلة الأخيرة، ويدخل سيف السجن، وهنا يحس خالد بأنه كان أنانياً، ويرفض إكمال اللعبة، ويطالب بإطلاق سراح أخويه، وهو ما يثير غضب «البوبجي»، ويتوعده «آدمن» بالسجن في اللعبة مثلهما، وفي تلك الأثناء تنقطع خدمة الإنترنت، وتتوقف اللعبة، ويجد الإخوة الثلاثة أنفسهم خارج عالم «البوبجي»، فيقررون أن يهجروا نهائياً تلك اللعبة السخيفة التي كادت تحول حياتهم إلى جحيم وتفرق بينهم.

استعان المخرج بعناصر السينوغرافيا من أجل إيصال رسالته للجمهور، فشكلت شخصيات «البوبجي» والديكور عناصر مهمة لشد انتباه المتفرجين، كما مثلت الموسيقى والحركة عاملاً مهماً عكس مراحل الصراع داخل اللعبة، وكان لكسر العرض الجدار الرابع دور حيوي في إشراك القاعة في لعبة الخشبة، عندما نزل وحوش «البوبجي» لاختطاف الأطفال المدمنين على اللعبة من حياتهم الواقعية إلى حياة افتراضية خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، وكانت تلك رسالة مهمة في إدانة الإدمان على الألعاب الإلكترونية التي تجرد الطفل من إنسانيته، وتسلبه عقله وروحه، وتصيبه بالسلبية.