الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

سهير ونرمين وآخرهن ندى.. جريمة "ختان" الأطفال عرض مستمر

أرشيفية
أرشيفية

خطفت صورة ندى ابنة الاثنى عشر عامًا قلوب المتابعين، بعد إعلان  وفاتها إثر عملية" ختان".

وشهدت محافظة أسيوط تفاصيل الواقعة المروعة، والتي جرت فصولها بمركز منفلوط، على يد طبيب شاب أنكر اجرائه لعملية "ختان"، متهربًا من مسئولية فعلته أمام النيابة العامة.

وكشفت التقارير المبدئية لمناظره جثة الطفلة، أنه يوجد استئصال لجزء من البظر، وأن العملية تمت بدون وجود طبيب تخدير، أو تمريض، فضلا عن وجود الأدوات المستخدمة فى الواقعة، كما أن الطبيب ليس طبيب جراحة، بل طبيب نساء وولادة.

"ندى" هي حلقة جديدة فى مسلسل الاعتداء الوحشي على الطفولة بسلاح "الختان"، فقد سبقتها  "بدور" ابنة محافظة المنيا طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً، والتى توفت في 2007، قصة وفاتها هزت قلوب وعقول الجميع،  حيث توفيت هذه الفتاة بسبب جرعة مخدرة زائدة، وجاء ذلك فى نفس اليوم التى احتفلت به بحصولها على أعلى الدرجات فى الشهادة الابتدائية، دبرت الأم والخالة وإحدى الجارات خطة محكمة لإجراء عملية الختان للفتاة، ومن طاقة رفض دفين بداخلها تمنت الفتاة الموت قبل أن يقوم الطبيب بإجراء العملية لها، حيث توفيت بعد دقائق قليلة من إعطائها المخدر، وبدأ جسمها ينتفض ويفارق الحياة، ووفقا لتقرير الطبيب الشرعى الذى أوضح أن جرعة المخدر كانت أكبر من أن يتحمله جسد طفلة ضعيف مما أدى لوفاتها.

وفي 2010 توفيت الطفلة نرمين حداد على يد طبيبة، أثناء إجراء عملية ختان في محافظة المنوفية، خشي أهلها أن يشاع خبر وفاة ابنتهم حتى لا يتعرضون للمساءلة القانونية، فقرروا دفنها في مدخل قريتهم ليلا، وكادت الجريمة تختفي إلا أن خلافا بين الطبيبة التي أجرت عملية وممرضتها كانت شاهدة عيان على الواقعة، أدى لاتصال الممرضة بنجدة الطفل، وإبلاغهم بالكارثة.

أما الطفلة "سهير" بمحافظة الدقهلية فارقت الحياه بسبب عملية الختان، في عام 2014 وهو ما أدى إلى القبض على الطبيب الذى أجرى العملية ووالدها الذى وافق على العملية، وظنت هنا جمعيات ومؤسسات مناهضة الختان أنهم اقتربوا من تحقيق هدفهم وهو الحكم على طبيب قام بهذا الفعل حتى يكون عبرة لغيره، إلا أن المحكمة حكمت عليهم بالبراءة نظرا للقتل الخطأ والتصالح بين الطبيب المتهم وولي أمر الطفلة المتهم أيضًا في نفس ذات القضية.

ومن جانبها، طالبت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم  وعضو المجلس القومي للمرأة، بتوقيع أقصي عقوبة علي الطبيب وأولياء أمور الفتاة لأنهم شركاء في جريمة الختان وقتل الفتاة.

كما طالبت عبير، الوزارت والجهات المسئولة في الدولة بتوعية أولياء الأمور والفتيات بخطورة ختان الإناث، مع تكثيف الحملات والمبادرات التي تناهض الختان في جميع المناطق خاصة في القري والنجوع على مستوى الجمهورية، وقيام الوحدات الصحية بتوعية الأمهات من خطورة ختان الإناث.

وشددت عبير، في تصريح لـ"كشكول" على ضرورة قيام مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية بتنظيم حملات إعلانية بعمل توعية بجميع القنوات والإذاعات والصحف والإستعانة بكبار المشاهير والنجوم للقيام بذلك، خاصة من الذين لديهم متابعين وأحترام وثقة مع الجمهور.

وفي السياق ذاته جددت دار الإفتاء المصرية موقفها الشرعي من ختان الإناث بتأكيدها، أنه حرام شرعًا، وأنه يمثل اعتداء على المرأة.

وجاء تأكيد الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مدعومًا بـ «فيديو» «موشن جرافيك» للتأكيد على موقف الشريعة من ختان الإناث.

وذيلت الدار فتواها بعبارة «#لا_لختان_الإناث».

الختان يعرف بأنه قطع أو استئصال أعضاء تناسلية خارجية للأنثي، وغالبا ما تنطوي عملية الختان على استئصال أو قطع الشفرين والبظر، وتصفها منظمة الصحة العالمية بأنها أي إجراء يجرح أعضاء الأنثى التناسلية لأسباب غير طبية.

ويُلحق الختان بالفتيات ضررًا جسديًا ونفسيا، وليس لهذه العملية أي فوائد صحية، وقد يتسبب الختان في ألم نفسي بالغ على الأطفال الصغار وأدي إلي وفاه العديد من الأطفال لعدم تحملهم هذه الجريمة البشعة، وغالبا ما تجري عملية الختان رغمًا عن الأنثى أو بإجبارها.