عميد إعلام الشروق: كليات الإعلام ظلمت عند مساواتها بالنظرية
تحديث اللائحة الداخلية للمعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق، وتغيير 13مادة وتطبيقها من بداية العام الدراسي القادم، وزارة التعليم العالى هى التى تقرر الزيادة فى الرسوم الدراسية والمعهد ليس لدية سلطة لذلك، يجب التعامل مع مانشيت جريدة "المصري اليوم" من الناحية المهنية وليس السياسية، وأنا ضد الهئية الوطنية إذا كانت تطبق المعايير السياسية وهناك تقصير من الـ3 جهات حكومة فى تطبيق ميثاق الشرف الإعلامى، وأطالب الإعلام المصرى بتوسيع هامش الحرية ووجود إعلام تعددى وليس أحادي الرؤية والنظر، والاهتمام بملف الأخلاقيات وذلك بسبب المستوى الردئ على صفحات بعض الجرايد والبرامج الحوارية، لجنة قطاع الإعلام تظلم كليات الإعلام عندما تساويها ككليات "التجارة والآداب والحقوق".. ذلك ما قاله الدكتور محمد سعد عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق فى حواره مع "كشكول..
ما هى خطة تطويرك للمعهد الفترة القادمة؟
خطة تطوير المعهد تتم على عدد من المستوايات، المستوى
الأول يتمثل فى تطوير وتحديث اللائحة الداخلية للمعهد، حيث كانت الأقسام تختلف عن باقى
كليات ومعاهد الإعلام فى مصر مثل قسم الصحافة كان اسمه الإنتاج الإخبارى، وقسم الإذاعة
والتليفزيون كان اسمه الإنتاج الإعلامى، وقسم العلاقات العامة كان اسمه التسويق، حيث
تم تعديل أسماء الأقسام بلائحة المعهد لتكون مماثلة لجميع الأقسام بكليات الإعلام بالجامعات
المصرية، وقمنا بتحديث وتغيير 13 مادة بالمعهد بما يكفى للتوازن بين المواد الثقافية
العامة ومتطلبات الإعلام العام وطلبات التخصص بالأقسام الثلاثة وسيتم تطبيق اللائحة
من بداية العام الدراسي القادم.
المستوى الثانى لتطوير المعهد تم الانتهاء من متطلبات
الجودة على مدة 3 سنوات 2015و 2016 و 2017 ونستعد لاستقبال زيارة من الهيئة القومية
للجودة والاعتماد فى شهر أكتوبر 2018، المستوى الثالث لتطوير المعهد نهتم بتحديث وتطوير
البحث العلمى للعام الثالث على التوالى حيث نعقد مؤتمر علمى بانتظام وهذا العام يستضيف
المؤتمر أكثر من 40 بحث علمى يمثل أكثر من 20 جامعة مصرية وعربية مثل "الإمارات
والسعودية والبحرين وليبيا والجزائر"، ونقوم بتفعيل نشاطنا مع المجتمع المحلى
ننفذ بحث بعنوان "مسح للاحتياجات الإعلامية لجمهور مدينة الشروق" نرى مدى
احتياجهم لأجهزة الإعلام واتجاهاتهم نحو التغطية الإعلامية والمعالجات الإعلامية، وعلاقتهم
بالأحزاب السياسية وبالمطابع ومراكز الإعلام وقصور الثقافة، وقمنا بتشكيل مجلس مبادرة
مجتمعية ينعقد كل 3 شهور مع جهاز مدينة الشروق ومع التربية والتعليم ومع الإعلام التربوي
ومع وزارة الصحة، وهناك لقاءات مشتركة لتفعيل دورنا فى خدمة المجتمع.
ماذا عن زيادة المصاريف فى العام الدراسي
القادم؟
المعهد خاضع وتابع لوزارة التعليم العالى، والوزارة
هى التى تقرر الزيادة فى الرسوم الدراسية، والمعهد ليس لدية سلطة لزيادة المصروفات،
ونحن لا نقدم طلبات للمجلس الأعلى للجامعات لزيادة المصروفات، ووزارة التعليم العالى
تقوم بعمل نسبة كل عام ونحن نلتزم بها وليس هناك معهد باستطاعته رفع الرسوم من تلقاء
نفسه.
ما عدد معامل المعهد؟
المعهد يهتم بالجانب التدريبى للطلاب ونتقوم بتوفير
إمكانيات كثيرة لهم، لدينا فى قسم الصحافة جريدة "الشروق نيوز" تصدر شهريا،
وموقع إخبارى إلكترونى لتدريب الطلاب، وقسم إذاعة وتليفزيون له راديو خاص "راديو
الشروق" وتقوم الإعلامية انتصار شلبى بتدريب الطلاب به، وتليفزيون الشروق على
موقع يوتيوب، وقسم التسويق الإعلامى يوجد بوابة موقع الشروق الإخبارى بالإضافة لمشروعات
التخرج التى يقوم بها الطلاب، ونحن المعهد الوحيد على مستوى جمهورية مصر العربية يقوم
بتنظيم سنويا مهرجان لمشروعات التخرج، حيث شارك به العام الحالى 26 جامعة مصرية وعربية
فى كافة تخصصات الإعلام مثل "الأفلام الرواية والقصيرة والتسجيلية والبرامج التليفزيونية
والإذاعية والصحافة المطبوعة والإلكترونية والإعلانات التليفزيونية والإذاعية والحملات
الإعلامية"، والذى أقيم بدار الأوبرا المصرية بعنوان "مهرجان الشروق لإبداعات
طلاب الإعلام"، حيث هذا يعطى للمعهد مصداقية كبيرة وأننا لديا برامج متميزة فى
مجال التدريب ولدينا امكانيات هائلة.
ما رأيك فى قرر الهيئة الوطنية للإعلام
فى قرراها ضد صحيفة المصري اليوم ؟
نحن مع تفعيل ميثاق الشرف الصحفى والإعلامى حيث
كان هناك ميثاق شرف عام 1996، للأسف هناك تقصير سواء من المجلس الأعلى للصحافة ونقابة
الصحفيين والهيئة الوطنية للإعلام، وأتمنى تفعيل تلك المواثيق وتطبيقها بحزافرها لان
أخلاقيات الإعلام معروفة وهناك مجموعة من القيم لابد أن نلتزم بها جميعا بغض النظر
عن المواقف السياسية، وعند التعامل مع مانشيت جريدة المصري اليوم يجب التعامل معه من
الناحية المهنية وليس السياسية إذا كان مع الدولة أو ضدها، لدينا معايير "التوازن
والتحيز والعمق والشمول والكمال" فاذا كانت الهئية الوطنية تطبق تلك المعايير
فأنا احترامها وإذا كانت تطبق معايير سياسية فأنا ضدها.
رأيك فى المكلمات المسربة التى تعرض للمسئولين؟
أنا ضد أى انتهاك لحرمة الشخص سواء مسئولين أو مواطن
عادى، وماذا سيستفيد المجتمع والقائم من نشر مكالمات أو فيديوهات مسربة بين مسئول وآخر،
لكن متى يمكننا القول أنه يجوز للإعلام للتعرض للحياة الخاصة إذا اشتبكت المصلحة العامة
مع الحياة الخاصة للمسئول، مثل "مسئول ارتكب انحراف أو تجاوز معين، فهذا التجاوز
هو الذى خلط بين حياته الخاصة وعمله العام فيجوز للإعلام التحدث عنه"، ولكن غير
هذا فأنا ضد التسريبات وإذاعة المكالمات وفضح الأشخاص وتعقب الفضائح وتصوير الناس خلسة
ودون موافقتهم ومتابعة دعاوى الطلاق والزنا والعلاقات الشخصية فهى لن تفيد المجتمع
بشئ.
ما رأيك فى عدد العاملين بمجال الإعلام
وليسوا خريجين كليات الإعلام؟
لابد أن نستفيد بتجارب الدول الأجنبية، والتى تقوم
بعمل جداول للمنتسبين وتحت التمرين، فلابد من تقنين هذة التجربة، لأن هؤلاء يقومون
بالعمل بمجال الإعلام وتنافس وموجودة فى الواقع العملى، فمن المفترض على نقابة الصحفيية
والإعلامين بعمل جداول خاصة للعاملين تحت التمرين، وإعادة النظر فى جداولها وذلك لتوفر
لهم حماية قانونية وأى نزاعات قضائية يتعرضون لها، وهناك قطاعات كثيرة جدا قد تمثل
الإعلاميين والصحفيين فى مصر، وهم عماد الجرائد
"القومية والخاصة" بمصر.
ماذا تنتظر من لجنة قطاع الإعلام بالمجلس
الأعلى للجامعات؟
أتوقع من لجنة قطاع الإعلام أنها تقوم بتحديث لوائح
الإعلام بما يواكب التطور الموجود بالعالم، ونحن فى سبيل الفصل التعسفى بين الصحافة
والإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان هذا لم يعد له محل من الإعراب فى إطار
تطورات ومستحدثات تكنولوجيا الصور والمعلومات، اليوم يوجد دمج بين الوسائل الثلاثة
وبين الإنترنت والتليفزيون وبين الصحافة المسموعة والمطبوعة والمرئية، فلابد على لوائح
الإعلام التركيز على الإعلام الحديث والأنماط الجديدة، فهناك البعض يتحدث عن الصحافة
الغامرة وهى صحافة تقدم تقرير فيديو مصور بعدسة 360 درجة وتستخدم تقنيات الواقع الإفتراضى
لتقديم تقارير إخبارية مصورة للناس، وتقوم بغمسهم بجميع حواسهم "السمع والبصر
واللمس وأيضا الشم"، ومن المفترض تحديث مقرراتنا وبرامجنا.
ويجب على لجنة قطاع الإعلام التعامل مع كليات الإعلام
على أنها ليست كلية نظرية، وأنها كليات عملية مثلها كمثل كليات "الهندسة والطب"،
ولكن وضعها كوضع كليات "التجارة والآداب والحقوق"، فهاذا ظلم لكليات الإعلام،
وأطلب إعادة النظم فى تحديد أعداد المقبولين بكليات الإعلام، حيث لدينا أكثر من 54
كلية ومعهد وقسم بالإضافة لأٌقسام الإعلام التربوى فى مصر، ونقوم بتقليل العدد مثلا
لو 10 آلاف طالب لنقبل 3 آلاف طالب فقط، لنوفر لهم فرص عمل، ويكون هناك دراسة لاحتياجات
سوق العمل الإعلامى، حيث يعمل من 10 آلاف خريج للإعلام حوالى 200 او 300 خريج.
ومن خلال زيارة لجنة قطاع الإعلام للكليات تعيد
النظر فى تحديد أعداد المقبولين، ولا تخضع لرغبات الطلاب، فلابد النظر لاحتياجات سوق
العمل أولا.
ما مستقبل الإعلام المصرى الفترة القادمة؟
مستقبل الإعلام المصرى مرهون بمواجهة تحديات مستحدثات
وتقنيات تكنولوجيا الصور والمعلومات، فإذا استطاع مواكبة هذه الموجات الجديدة سيستطيع
الاستمرار والنهوض، والإعلام المصرى مطلوب منه توسيع هامش الحرية لديه، فلابد من وجود
إعلام تعددى وليس أحادى الرؤية والنظر، فالتعددية والحرية هى التى تعطى الإعلام قيمة
وتجعل له دور رقابى، فالإعلام ليس دوره إعلانى ولا إخبارى فقط، وإنما دور رقابى مثل
مراقبة السلطة التنفيذية وكشف الانحرافات والفساد لان الإعلام عين وضمير المجتمع على
مايجرى فى مصر من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، ولابد على الإعلام المصرى الاهتمام
بملف الأخلاقيات مثل "المسئوليات الاخلاقية والقانونية للإعلاميين" وذلك
بسبب المستوى الردئ الذى نعيش فيه حاليا من معارك كلامية وشخصية متواجدة على صفحات
بعض الجرائد والبرامج الحوارية، فهذا لا يليق بالإعلام المصري فهو له تاريخ عريق وأسماء
ورواد، فلابد احترام هذا التاريخ ومراجعة ممارستنا ونلتزم ونقدم نموذج جيد للإعلام
العربي، ولا أستطيع القول أن الإعلام المصرى هو الإعلام الرائد للإعلام العربي، للأسف
تراجعنا كثيرا فلابد أن نعيد النظر فى كثير من ممارساتنا الإعلامية وتراجع أرقام توزيع
الصحف وأعداد المشاهدين للقنوات المصرية فذلك نتيجة تراجع المصداقية والتعددية وهامش
الحرية.