أستاذ بالجامعة الأمريكية يقدم نصائح للحفاظ على الهدوء النفسي في وقت الكورونا
عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أمس أول حلقة نقاش عبر الإنترنت للإعلاميين، تحت عنوان: "الحفاظ على الهدوء النفسي في وقت الكورونا"، تحدث في اللقاء الدكتور هاني هنري، أستاذ مشارك في قسم علم النفس والعميد المشارك بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتناول هنري في حلقة النقاش أهم
النصائح لمواجهة القلق والضغوطات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، ففي ظل التغيرات
المتلاحقة وضرورة بقاء الملايين في منازلهم مصر والعالم، تزداد الضغوطات ويعاني الكثيرون
من عدم القدرة على التكيف مع الظروف الراهنة.
وأوضح هنري، أنه عندما يكون هناك
أزمة بهذا الحجم، لابد أن يكون هناك تقييم علمي لها."لذا لابد أن نسأل أنفسنا
ما هو أكثر شيء يؤثر بنا، وتحديد نوع المشاعر التي نشعر بها، قائلا "هل هي خوف؟
وخوف من ماذا؟ لابد أن يفهم الإنسان طبيعة رد فعله وطبيعة الإحساس الذي يشعر به. بالنسبة
للبعض تكمن المشكلة في فكرة الحرمان من شيء مثل عدم القدرة على الذهاب للمساجد أو الكنائس،
أو عدم القدرة على الخروج أو زيارة الأهل، أو عدم التيقن مما سيحدث غدا، لذا لابد أن
يقوم الإنسان بحماية نفسه وحماية جهازه العصبي عن طريق تحديد ما يؤثر به ومالا يؤثر
به، حتى لا يصل الحال بالشخص إلى التأثر بأي شيء أو كل شيء".
وأكد هنري، على ضرورة معرفة أن هناك
أشياء لا يمكن للإنسان أن يتحكم بها، حيث تكمن المشكلة الأساسية للكثيرين في محاولة
التحكم في الأشياء الخارجة عن إرادتهم، مثل توقع ما سيحدث غدا أو تصرفات الأخرين، قائلا
"لذا يمكنني التحكم في أسلوبي أو أنتقائي للأخبار، وإدراك إن ما يؤثر سلبا على
الأشخاص هو محاولتهم فعل أشياء ليست في مقدرتهم".
وقدم هنري مجموعة من النصائح لعلماء
النفس والجمعية الأمريكية لعلم النفس للمساعدة في التحكم في مشاعر القلق والتوتر بسبب
انتشار فيروس كورونا المستجد ومنها:
- التقليل من التعرض للأخبار السلبية
والتي قد تؤدي إلى زيادة الإحساس بالهلع، ووضع حد أقصى لمعرفة الأخبار عن تطور الفيروس
إلى ٣٠ دقيقة في اليوم كمثال.
- ضرورة الاستمرار في الحفاظ على
الروتين اليومي، مثل الاستيقاظ في نفس الموعد، بجانب محاولة الفصل بين الالتزامات العائلية
والتزامات العمل أثناء العمل في المنزل.
- محاولة تعلم هوايات جديدة أو خلق
روتين جديد حتى انتهاء هذه الفترة أو القيام ببعض المهام المؤجلة.
- اختيار الانحياز للتفاؤل، بالرغم
من الوضع الحالي، إلا أن الإنسان من الممكن أن يلتفت لقيمة اللحظة الحالية وقيمة الصحة.
كما أن العزل المنزلي أتاح للكثيرين فرصة قضاء وقت أفضل مع أطفالهم، الأمر الذي لم
يكن متاحا بشكل كافي قبل تفاقم هذه الأزمة.
- محاولة البعد عن الأشخاص السلبيين
والبعد عن مصادر التوتر.
- محاولة مساعدة الآخرين، والخروج
خارج الذات، وهو الأمر الذي يظهر في تكاتف الكثيرين في مصر لمساعدة البعض.
- من الممكن تسجيل مقاطع من الفيديو
مع أفراد العائلة والتحدث عن كيفية مواجهة العائلة لهذه الأزمة، فمثل هذه الطرق تعطيالإنسان
نوع من التحكم والأمل.
- طلب المساعدة من الآخرين سواء
من المقربين أو طلب المساعدة النفسية من خلال العلاج السلوكي أو المعرفي، ومن الممكن
أن يتم ذلك عبر الإنترنت خاصة مع توفر وسائل التواصل من خلال الفيديو.
- التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام
النفسية والتحدث عنها لأن الكبت قد يؤدي إلى اكتئاب أو زيادة الأمراض النفسية والتي
قد لاتظهر أثارها الأن.
- ممارسة تمارين التأمل من خلال
تطبيقات الموبايل أو ممارسة أي نوع من التمارين الرياضيةفي المنزل.
وتحدث هنري أيضا عن الضغوطات النفسية
التي يتعرض لها الكثير من العمالة اليومية، قائلا "أنهم يملكون نوعا مختلفا من
المثابرة، والعزيمة، ونوع من الإيمان بقدرتهم على تخطي الصعاب، وذلك لتعرضهم لمشاكل
صعبة قد لاتكون لدى من لديهم امتيازات أكبر، "لذا يمكننا التعلم من رؤيتهم للأمور
وتعاملهم مع المشاكل بشكل أبسط".
وبخصوص التعامل مع الأطفال، يرى
هنري، أن إحساس الأشخاص بالحزن أو الاكتئاب قد يساعد على قدرتهم على فهم مشاعر الأخرين،
لذا فحتى مع شعور الأباء والأمهات بالضغط النفسي فمن الممكن أن يجعلهم ذلك مؤهلين لتفهم
مشاعر الحزن أو الغضب لدى أطفالهم والتعامل معها بشكل جيد.
وقال هنري: "من المهم أن نقوم
بما نسميه توثيق المعاناة، أي الاعتراف بمشاعر الأطفال السلبية وعدم التقليل منها ولكن
مع إعطائهم أمل وتشجيعهم ومحاولة تبسيط فكرة
أن الشئ الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير، بالإضافة إلي الاستمرار في فكرة الانحياز
للتفاؤل".
كما أكد هنري، على ضرورة تأزر الأسر
في مثل هذه الأوقات الصعبة وخاصة أن المرأة العاملة والزوجة حاليا تتحمل الكثير من
الضغوطاتلذا أكد هنري على ضرورة تقديم المساعدة للأمهات والزوجات في المنزل وإظهار
التقدير لهن.
أما عن الصحة النفسية للعاملين بالقطاع
الطبي أثناء جائحة الكورونا، قال هنري: "لابد من الاعتراف بالدور البطولي للقطاع
الطبي، فحاليا هم في داخل الحدث مثلهم مثل من هم في حالة حرب ولن يكون لديهم وقت بالضرورة
لمراعاة حالتهم النفسية ولكن لابد من الاهتمام بحالتهم النفسية بعد هذه الأزمة، فقد
يعاني البعض منهم من اضطراب ما بعد الأزمة".
وأضاف هنري، قائلا: "يمكننا
حاليا الاستمرار في دعمهم وتشجيعهم معنويا من خلال المبادرات التي يقوم بها الأفراد
حول العالم مثل التصفيق لهم في الساعة السابعة مساء في بعض الدول وتسليط الدور على
جهودهم كمثال".