السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رئيس جامعة القاهرة: خصصنا 100 مليون جنيه لدعم الكليات للتحول إلى التعليم الإلكتروني

كشكول

شكلنا فريقًا بحثيًا لإجراء البحوث المعملية لمجابهة فيروس كورونا

نحن أول جامعة في مصر تطبق التعليم المدمج منذ 3 سنوات

مستعدون لبدء تشغيل فرع جامعة القاهرة بالخرطوم بكامل طاقته

مركز الإبداع نقطة تحول لصالح المجتمع ومنارة للإشعاع الحضاري

استعدادات مكثفة لتسكين طلاب المدن الجامعية وفق إجراءات احترازية ووقائية

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن جامعة القاهرة تطبق التعليم المدمج منذ 3 سنوات، مشيرا إلى أنه يتم الإعداد لتفعيل منصة تعليم ذكي ومنصة خاصة بالامتحانات على أعلى مستوى ورفع قدرات الهيئة التدريسية لتوظيف الوسائط التكنولوجية.

وأضاف الخشت، في حواره لـ"كشكول"، أنه تم تحديث نحو 330 برنامجا دراسيا مميزا بينها 65 بالساعات المعتمدة و25 بالمدمج و150 بالدراسات العليا، مؤكدا التوسع في برامج تخصصات وظائف المستقبل.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أنه تم الاستعداد لاستقبال نحو 270 ألف طالب بالعام الجامعي الجديد 2020 – 2021، منوها إلى وجود استعدادات مكثفة لتسكين طلاب المدن الجامعية وفق إجراءات احترازية ووقائية للحفاظ على سلامة الطلاب وحمايتهم من كورونا.

وأوضح الخشت، أن الجامعة واجهت جائحة كورونا باستكمال الدراسة بجميع الكليات عن بُعد، وخصصت 100 مليون جنيه لدعمها للتحول إلى التعليم الإلكتروني، مضيفا أن الجامعة شكلت فريقًا بحثيًا من علماء البحوث المعملية للفيروس ومتابعة المستجدات البحثية عالميًا.

ولمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار كاملا:
بداية.. حدثنا عن استعدادات الجامعة للعام الجامعي الجديد؟
كليات الجامعة، جاهزة لاستقبال في العام الدراسي الجديد، المقرر له يوم السبت الموافق 17 أكتوبر الجاري، ونستقبل نحو 270 ألف طالب وطالبة بمختلف المراحل الدراسية ليسانس وبكالوريوس ودراسات عليا وتعليم مدمج، وهو ما يعادل 9 جامعات من الجامعات العالمية.

مع التشديدات على سرعة الانتهاء من توزيع المحاضرات وإعلان الجداول لكل الفرق الدراسية، وتوزيع الطلاب على الأقسام والشعب الدراسية، وسرعة الانتهاء من أعمال القيد والتسجيل للطلاب الجدد، واستخراج البطاقات الجامعية، وتوفير كافة عناصر الجودة التي تتطلبها العملية التعليمية وانتظامها من اليوم الأول.

المدن الجامعية كيف كان الاستعداد في ظل انتشار كورونا؟
وفقا لجدول زمني بإجراءات إحترازية مشددة، بدأنا الاستعدادات لاستقبال الطلاب المدن الجامعية بكامل طاقتها لاستقبال وتسكين الطلاب القدامى والجدد، وهناك تكثيف من الاستعدادات الوقائية بالمدن الجامعية للحفاظ على الطلاب لحمايتهم من جائحة كورونا.

جامعة القاهرة وضعت خطة احترازية وقائية لإجراءات السكن ولأول مرة تتم إجراءات التسكين بالمدن الجامعية إلكترونيا، والاستعداد لاستقبال طلبات تسكين الطلاب المغتربين إلكترونيًا في إطار التحول الرقمي للجامعة، وستتم مراجعة طلبات التسكين بالمدن الجامعية، ثم يقوم الطالب بتقديم الملف الورقي في نفس يوم تسكينه دون الحاجة لتسليمه في يوم منفصل مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعي، وحرصا على توفير وقت الطلاب ومجهودهم، والحفاظ على سلامتهم في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا.

كيف تعاملتم مع أزمة فيروس كورونا؟
جامعة القاهرة أعدت خطة إستراتيجية استباقية منذ بداية أزمة كورونا، بعدة إجراءات وقائية على كافة المستويات سواء في العملية التعليمية، والمستشفيات الجامعية، وقطاع المدن الجامعية واستقبال المصريين العائدين من الخارج، وأيضا على مستوى المشروعات البحثية والتجارب السريرية التي قدمتها الجامعة لتطوير علاج أو لقاح لفيروس كورونا.

تم عمل حملات تعقيم موسعة بشكل دوري لجميع منشآت الجامعة ومرافقها والمدن الجامعية، وتقديم محتويات متعددة تهدف إلى تقديم الوعي والمعلومات الصحية المهمة عن فيروس كورونا قائمة على أسس علمية، من خلال إصدار العديد من الأدلة الاسترشادية والتوعوية، ومن بينها دليل التوعية بفيروس كورونا المستجد، والدليل الاسترشادي لقواعد العزل المنزلي لمصابي كورونا المستجد من منسوبي جامعة القاهرة، ودليل كورونا للمنشآت الصحية.

على مستوى إدارة العملية التعليمية، قامت الجامعة مبكرًا بوضع خطة متكاملة لاستكمال الدراسة عن بُعد، خاصة وكنا قد اتخذنا مسبقًا خطوات كبيرة في مجال التحول الرقمي.



وماذا عن الناحية التعليمية؟
خصصنا ١٠٠ مليون جنيه لدعم الكليات للتحول إلى التعليم الإلكتروني باستخدام برامج وتطبيقات حديثة، من خلال موقع الجامعة والمواقع الإلكترونية للكليات والمقررات الإلكترونية، والتي استفادت من الخطوات الكبيرة التي سبق واتخذتها الجامعة في مجال التحول الرقمي.

دور المستشفيات الجامعية؟

منذ بداية الأزمة قمنا بتحويل مستشفى قصر العيني الفرنساوي ومستشفى الباطنة إلى مستشفى عزل مخصص لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، وعلاجهم بالمجان، إلى جانب إعفاء أقاربهم من الدرجة الأولى من تكاليف العلاج بنسبة 50%، وتم تشكيل 10 فرق من كوادر طبية لعلاج مرضى كورونا لدعم الكوادر الطبية والمرضى نفسيًا أثناء الجائحة، وتدريب جميع أطباء قصر العيني من أعضاء هيئة التدريس على مجموعات صغيرة لرفع حالة الاستعداد لأي حدث طارئ لخدمة باقي المستشفيات على مستوى الجمهورية.

 بالإضافة إلى تدريب 100 من كوادر التمريض، و900 من أطباء الامتياز بواسطة فريق مكافحة العدوى للتعامل مع المرضى، كما تم تشغيل عيادة كلية الحقوق لختم تجديد صرف الأدوية ثلاثة أشهر دفعة واحدة لأصحاب المعاشات وذوي الأمراض المزمنة وعدم اشتراط حضور الأساتذة فوق سن الستين لتقليل تنقلهم وخروجهم من منازلهم.

على مستوى الأبحاث العلمية ماذا قدمت جامعة القاهرة طاقتها للحد من كورونا؟
بالنسبة للأبحاث العلمية لفيروس كورونا، كان للجامعة دورًا كبيرًا في هذا الجانب، من خلال تشكيل 5 فرق بحثية ضمت ما يزيد على 25 عالمًا وباحثًا من أساتذة كليات العلوم والطب والصيدلة والمعهد القومي للأورام والطب البيطري، لإجراء البحوث العلمية والمعملية لفيروس كورونا، ومتابعة مستجدات البحث العلمي وآخر ما يتوصل اليه العلماء على مستوى العالم، ومتابعة كافة التجارب السريرية التي يتم العمل عليها لمواجهة الجائحة، وتطوير علاج أو مصل أو لقاح مضاد للفيروس، والبحث في آخر ما يتوصل إليه العلماء على مستوى العالم، ومتابعة جميع التجارب السريرية التي يتم العمل عليها لمواجهة الجائحة، للمساهمة في البروتوكول العلاجي للمصابين، والعمل على تطوير علاج أو مصل أو لقاح.

وأعدت اللجنة العلمية وثيقتين من عدة مئات الصفحات إحداها تستخلص معظم ما نشر عن الڤيروس، والأخرى تستخلص 380 تجربة سريرية منشورة، كما يقوم موقع كلية الصيدلة بجامعة القاهرة بإدراج هذه القائمة من الأبحاث السريرية المنشورة ليستفيد بها باحثو العالم كله لحظة بلحظة، وتقوم  بإجراء مسح مرجعي على مدار الساعة، واستخلاص نتائج الأبحاث المنشورة أولاً بأول مع قراءتها قراءة نقدية لتفادي الدراسات المتسرعة، ونسعى إلى الإسراع بهذا المسح المرجعي عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يشارك فيها علماء الحاسبات والمعلومات والفرق الطبية والصيدلية والإحيائية.

وبالنسبة للتجارب السريرية؟
عن طريق الفرق البحثية للجامعة، نجحنا تنفيذ نحو 25% من التجارب السريرية للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا، و30% من المشاركة المصرية في الأبحاث العلمية على المستوى العالمي، حيث كانت الأولى على مستوى مصر في الأبحاث المنشورة دوليًا عن فيروس كورونا بواقع نحو 30 بحثًا من 100 بحث مصري، وتمكنت من تحديد البصمة الوراثية لنوع فيروس كورونا في مصر، والذي تمثل في 3 أنواع، كما توصلت الفرق البحثية إلى 78 عينة فيروسية بما يمكننا من الوصول إلى علاج لفيروس كورونا.

أين وصلت جامعة القاهرة في التحول إلى جامعة ذكية؟
منذ أغسطس ٢٠١٧، بدأنا العمل على التحول إلى جامعة ذكية من الجيل الثالث يكون لديها منظومة رقمية متكاملة، وكنا أول جامعة مصرية تتحول منذ أكثر من سنتين إلى الشمول المالي، من خلال وضع خطة استراتيجية تضمنت العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها والعمل عليها، ومن بينها تحول نظام الدفع في الجامعة إلى نظام إلكتروني، بالإضافة إلى نظام التحصيل الإلكتروني، وبالتالي تنفيذ التحول الرقمي للجامعة في جميع التعاملات والجوانب الدراسية والإدارية الخاصة بها على أرض الواقع والذي يمثل نقلة كبيرة خاصة في المنظومة الآلية.

هناك خطوات مدروسة وسريعة نحو نظام التعليم الإلكتروني وتحويل التعليم المفتوح إلى نظام التعليم المدمج، ولدينا بالجامعة مركز للخدمات الالكترونية، قمنا بدعمه بقوة، وتمت الاستعانة بكامل طاقته ونفوذه، وقدمت  الجامعة لهذا المركز كل ما يحتاج إليه سواء على مستوى البنية التحتية مثل شبكة النت والسيرفرات، بالإضافة إلى السوفت وير.

إلى أي مدى وصل ملف الجامعة بالخرطوم.. وموعد الافتتاح؟
نتخذ العديد من الخطوات والإجراءات اللازمة لعودته، حيث تم بتشكيل لجنة عليا تحت إشرافي تعمل على الانتهاء من الاستعداد والخطط اللازمة لتشغيل الفرع بالخرطوم، مع إجراء الدراسات والتجهيزات الإدارية والتكنولوجية اللازمة لعودة الفرع على أحدث مستوى تعليمي واداري، والاستعانة بأعضاء هيئة تدريس وعاملين من السودان للعمل كفريق واحد، ونحن على استعداد تام لبدء العمل بالفرع في أقرب وقت ممكن.

كما أن إعادة فتح فرع الجامعة في الخرطوم مرة أخرى يساهم في توطيد العلاقات بين مصر والسودان، وسيكون له دور مهم في تخريج كوادر سودانية في التخصصات التي يتم تدريسها بالفرع، وبالتالي يكون له دور قوي في صناعة المستقبل وتنمية العملية التعليمية وتحقيق التنمية في دولة السودان الشقيق.

الدراسة في الفرع، تركز على مرحلة البكالوريوس في الكليات القائمة بالفعل، وهي الآداب والحقوق والتجارة والعلوم، أما الدراسات العليا فتشمل مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة، وستكون هذه التخصصات بداية للفرع، بحيث أنه في حال طلب الجانب السوداني تخصصات أخرى سيتم العمل عليها وتوفيرها.

كما سيتم تحديد موعد افتتاح الفرع بعد انتهاء الحكومة المصرية من التنسيق الكامل مع الحكومة السودانية، وتوقيع الاتفاقية الإطارية التي تحدد كل ما يخص عمل الفرع بين البلدين.

ماذا تستهدف جامعة القاهرة من مركز الإبداع في "بين السرايات"؟
تحول مهمة لصالح المجتمع من خلال إتاحته لطلاب جامعة القاهرة والجامعات الأخرى والخريجين، هذا المبنى غير المستغل سيكون نقطة إشعاع حضاري للإبداع وريادة الأعمال، ومركزًا للإبداع التكنولوجي الجديد، وسيشكل منارة جديدة للجامعة تضيء المجتمع المحيط بها مع الحفاظ على طابعه التاريخي، انطلاقًا من استراتيجية التنمية المُستدامة والتي تهدف إلى خلق مجتمع مصري مُبدع ومُبتكر منتجًا للعلوم والتكنولوجيا.

وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات لتحويل أرض بين السرايات إلى مركز للإبداع وريادة الأعمال لطلاب جامعة القاهرة والجامعات الأخرى، ويمثل ذلك خطوة بالغة الأهمية ويعد استغلالًا متميزًا لهذا المبنى، وإنشاء مجمع للإبداع التكنولوجي مع الحفاظ على الطابع الأثري والتاريخي للمبنى والذي تبلغ مساحته 4120 مترًا.