الجامعات في زمن كورونا.. كيف تقود «المنصات» منظومة التعليم العالي لعبور الأزمة؟
أطلقت وزارة التعليم العالي، بثها التجريبي للمنصة الإلكترونية التي تجمع الجامعات"الحكومية – الخاصة – الأهلية – التكنولوجية"، استعدادًا لتطبيق التعليم الهجين بالعام الجامعي الجديد 2020 – 20201، حيث اعتمده المجلس الأعلى للجامعات، كنظام التعليم، في ظل انتشار فيروس كورونا، ويجمع بين التعليم عن بعد والتعليم وجها لوجه، في إطار تقليل الكثافة الطلابية بقاعات الدرس للحد من انتشار الوباء.
يطبق التعليم الهجين من 60 لـ70% بالجامعات، ومن 30 لـ40% بالتعليم وجها لوجه، حيث سيكون الاهتمام بتوافر الجانب المعرفي والمهاري للطلاب، مع الالتزام بالمقررات الدراسية وعدم تأثر الساعات الدراسة بالجامعات.
لجأ المجلس الأعلى للجامعات، إلى نظام التعلٌم عن بعد في التيرم الثاني من العام الجامعي الماضي، بعد تعليق الدراسة بالجامعات وتفشي فيروس كورونا، وكان بمثابة قبلة الحياة للآلاف من الطلاب خاصة السنوات النهائية، واستكمال الدراسة بالمقررات الإلكترونية وإجراء الامتحانات والخروج بالعام الجامعي لبر الأمان بعد أن كان مهددا بالإلغاء في ظل توحش وتفشي الوباء في الشهور الأولى من الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2019 – 202.
إتاحة المقررات:
تعمل المنصة الإلكترونية على إتاحة المقررات الإلكترونية عبر المنصات بالجامعات، مع ضمان سهولة التواصل بين أعضاء هيئات التدريس والطلاب وتقديم المعلومات والخدمات بالنظام الإلكتروني والتوسع في نشر المحتوى العلمي، وتتيح قياس مؤشرات الأداء، برؤية شاملة لأداء الطالب وأعضاء هيئة التدريس، وتطبيق حوكمة التعلم عن بُعد، كذلك التكامل مع باقي الأنظمة التعليمية.
يقول الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن المنصات الإلكترونية للجامعات، تمثل بيئة تعلُم افتراضية تتيح سهوله التواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب والإدارات المختلفة، مضيفا أنها تقدم المحتوى العلمى سواء على شكل فيديوهات تعليمية، محاضرات بفصول افتراضية مباشرة، مراجع ومكتبات مختلفة التخصصات، امتحانات إلكترونية تختصر وقت ومجهود كنترولات, سهوله تسجيل الغياب والحضور ومتابعه استمرارية وجودة العملية التعليمية.
تعمل المنصة الإلكترونية، على توفير اجتماعات افتراضية مباشرة يسهل توثيق محتواها والتصويت على محاضر جلساتها بشكل يصعب الالتفاف عليه او إخفاء قرارات لا ترغب الجهات الإدارية بالإعلان عنه.. ويؤكد كامل أنه من المفترض أن تشمل كافة الخدمات الإدارية من تحصيل رسوم ومصروفات ومستخرجات رسمية وأي مكاتبات أخرى، والعديد من الخدمات الأخرى.
تهدف المنصة، إلى التخلص من ظاهرة ارتفاع رسوم الكتب الجامعية، حيث تعمل المنصة على رفع المقررات إلكترونيا ورفع كفاءة الأساتذة بصرف مكافات تعويضا لهم، وتمثل خطوة كبيرة نحو ميكنة الامتحانات وتطبيقها إلكترونيا وتقيد العنصر البشري وتفادى مشكلات تصحيح الأوراق.
المحاضرات أون لاين:
تبُث المحاضرات أون لاين، مع نشر المحتويات التعليمية لسائر المحاضرات، وتفعيل الإدارة الذكية لجداول المحاضرات، كذلك تدريبات أون لاين لتمكين أعضاء هيئات التدريس، ثم قياس أداء الطلب مع مكينة الحضور والغياب، وزيادة القدرة على التركيز والالتزام و مشاهدة المحاضرات المسجل، مع تطبيق التجربة كاملة للتعلم عن بعد.
يعتقد عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، أن الاعتماد كليا على المنصات الالكترونية بالعملية التعليمية "خطأ"، مؤكدا أن مهما حملت التكنولوجيا من تقدم وإمكانات فستظل عاملا مساعدا ولن تغني عن التواصل الاجتماعي المباشر ما بين الطالب وأستاذه، موضحا أن دور الأستاذ قبل أن يكون مقدما للمحتوى العلمي فهو تربوي يعمل على تشكيل فكر أجيال وتقويم سلوك وإصلاح سلبيات لن تستطيع المنصات الافتراضية أن توفرها، بخلاف الفوائد العديدة لحضور الطلاب الحرم الجامعي وتواصلهم مع أساتذتهم بشكل مباشر وممارسة الأنشطة المتنوعة.
يعتبر كامل، أن نظام الالتحاق الخاطئ بالجامعات يتسبب لدى الكثير من الطلاب في ضعف دافعية التعلم، وانعدام التواصل الاجتماعي المباشر في المنصات الإلكترونية يحول دون محاولة علاج هذا الضعف، موضحا أن هناك معضلة حقيقية ستؤثر بشكل حتمي على مخرجات العملية التعليمية بخفض مستواها خصوصا بالنسبة للتخصصات العملية، ممها وصلت المنصات التعليمية الافتراضية من تقدم وتكنولوجيا وبرمجة على أعلى مستوى من كبرى الشركات العالمية بمبالغ كبيرة فلن تستطيع توفير ما يقدمه التعلم التقليدي بالنسبة للتخصصات العملية.
تدريب الأساتذة:
الدكتور عبدالعزيز حسن، عضو هيئة التدريس بجامعة بنها، يعتبر أن فكرة نجاح العلمية التعليمة بالنظام الجديد والتعليم الهجين والمنصات الإلكترونية متوقفا على تدريب أعضاء هيئه التدريس على المنصات الإلكترونية، مشيرا إلى ضرورة اهتمام مجالس الأقسام بالجامعات، بتدريب الأساتذة ، وأن تستفيد الجامعات من أعضاء هيئة التدريس بكليات الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي بتخصص شبكات والعمل على ابتكار طرق ووسائل أكثر سهولة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مؤكدا دور مراكز الابتكار داخل الجامعات بابتكار وسائل حديثه وأدوات لتساعد على التعلم الإلكتروني سواء تطبيقات أو برامج.
وطرح حسن، السؤال، هل الجامعات أتمت استعداداتها للتعليم الإلكتروني والتعامل مع النظام الجديد للتعليم الهجين؟، إلا أنه أكد أنها خطوة جيدة نحو التطوير بالمنظومة وخطوة للتحول للرقمنة في الجامعات ككل.