ياسمين الخطيب تروى قصة التحرش بها في سن المراهقة
روت الإعلامية ياسمين الخطيب قصة تعرضها للتحرش؛ عقب تناول الاعلامي لقضية التحرش بالفنان عباس أبو الحسن، حيث قالت عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الآتي:
«على ذكر وقائع التحرش زمان.. على أيامي.. قبل اختراع السوشيال ميديا، ماكنش مصطلح (التحرش) رائج زي دلوقتي، ولا كان الحديث عنه مُرحب به، إلا إذا تطور لفعال أشد، زي هتك العرض مثلاً، أو الشروع في الاغتصاب، وبرضو الستات كانت بتخاف تحكي!.».
وتابعت: «وأنا عندي حوالي ١٩ سنة أُصبت بمرض غامض، أفقدني شهيتي، ووزني تدريجياً، لحد ما تحولت لقلم رصاص في أقل من شهر، بعدها فقدت قدرتي على المشي كمان».
وأضافت: «عُرضت خلال الفترة دي على طبيبين، شخصوا الحالة بـ (التهاب شديد بالمعدة)، ولما تدهورت حالتي نقلوني مستشفى شهيرة بالمهندسين».
واستطردت: «في غرفة الطوارئ أمي كانت في حالة انهيار تام، وأبويا قعدها على كرسي في محاولة لتهدئتها، وتركوني ورا الپاراڤان مع طبيب شاب، تحسس جسمي بالكامل، بفجاجة، وأنا لا حول لي ولا قوة.. لا قادرة أتحرك ولا أتكلم.. ولما شعرت إني هافقد الوعي، هُئ لي لحظياً إني بموت، فاستجمعت كل قوتي، ومسكت إيده، وقلت له بتوسل الجملة العبيطة دي: "أنا مش كويسة"، أظن كنت عايزة أقول إني تعبانة جداً.. بموت.. مش كويسة.. فحرام عليك تستغل حالتي.. حاجة زي كده.. بعدها فقدت الوعي تماماً».
عرفت في ما بعد إن البهيم أكد التشخيص: (التهاب شديد بالمعدة)!.
وقالت: «رجعوني البيت، وبعد كام ساعة من التدهور السريع، نُقلت بعربية إسعاف لمستشفى "مصر الدولي" بالدقي مدير المستشفى كان طبيب نساء وولادة، وصديق للأسرة، أول ما شافني قال الموضوع مش محتاج أي اجتهادات، البنت عيونها وبشرتها لونهم أصفر، عندها إلتهاب كبدي وبائي! «المعروف طبياً بإسم "ڤيروس A" وشعبياً بإسم "الصفرا"».
وأضافت: التحاليل أكدت تشخيصه.. مرض مش خطير، لكن التشخيص الخاطئ والأدوية الخاطئة، ساهموا في ارتفاع انزيمات الكبد لدرجة مرعبة، فحولوه لحالة حرجة، حُجزت على إثرها في المستشفى لأكثر من ١٥ يوم، وماخرجونيش إلا بعدما هددت بالانتحار.
بعد كام يوم في المستشفى حالتي بدأت تتحسن، ولما فقت وبدأت أتكلم، تلخصت كل آمالي في مطلبين: الدكتور إللي تحرش بيا لازم يتعاقب.. وعايزة آكل مكرونة بالصلصة.
في ما يخص المكرونة.. كانت ممنوعة تماماً، والأكل كان مسلوق على مدار شهور، أما عن الدكتور، فماحدش كان مصدقني.. وده شعور موجع جداً على فكرة.. كلهم كانوا بيقولوا إن حرارتي كانت عالية وبيتهيألي.. أصله مش معقول يعني مهما كان فاجر، هايعمل كده وانتي جثة هامدة، وأبوكي وأمك ورا الپاراڤان!.
وتابعت : الغيظ إللي جوايا كان أكبر من المرارة والغضب.. أصل أنا بت مخربشة مش هفأ.. لولاش بس كنت ميتة، كنت اديته شلوت في أعضاؤه، وخلصت المجتمع من وساخته للأبد!.
عمتي الجميلة "زيزا" الشهيرة بـ بكيزة الدرملي ست حقانية لدرجة كوميدية جداً.. يعني مثلاً تنزل تشتري الخضار بنفسها، لو لقت حد بيبيع أغلى من التسعيرة، تقوله بلكنة أرستقراطية: هانده لك العسكري! (عسكري إيه!)، أو تروح ترجع حاجة اشترتها واكتشفت فيها عيب، فتقول لمدير المحل بعتب صادق: ماما زعلانة خالص (تقصد إنها زعلانة)! على أساس هايراعوا زعلها.. ما تتفلق فوفا!.
المهم إني حكيت لها ما كان، فهزأت الأسرة بكامل أفرادها تهزيء يليق باستخفافهم بالواقعة، وطلعت على المستشفى إياه عملت بوليكة.. قالولها إحنا مستشفى كبير ومحترم، مش ممكن الكلام ده! فهددت إنها هاتبلغ العسكري، ووزارة الصحة، ونجوى ابراهيم (آه والله قالت نجوى ابراهيم على أساس تجرسهم على قناة الأسرة والطفل مثلاً!).
جابولها الدكتور.. واجهته، فأنكر طبعاً، بدعوى إن حرارتي كانت عالية وبيتهيألي، فقالت إن أمي شاهدة.. شافت بعينها، بس ماقدرتش تتكلم وقتها.. وتحت الضغط اعترف!.
زارتنا في البيت ومعاها قرار فصله من المستشفى، عشان تأكد لي إنها لم تترك حقي.. ليلتها انتابني شعور عميق بالرضا، ووالدي اعتذر لي على عدم تصديقه، فانتهزت الفرصة وطلبت المكرونة..
بعد توسلات ووعود إني هاكل معلقتين بس.. مش هايموتوني يعني.. عمل لي طبق مكرونة بالصلصة المسبكة، وقعد ياكل معايا على السرير، وفي هذه اللحظة الفارقة.. أمي صحيت.. إحنا اتجمدنا.. بصت للمكرونة، وقالت بالهدوء الذي يسبق العاصفة، انت عملت لبنتك الممنوعة من الأكل مكرونة بالصلصة؟! وبعدين سألت بنفس الهدوء: ألطم على وشي؟!.
واختتمت: «لم تنتظر إجابة، ودخلت في نوبة هستيريا عنيفة جداً، وبينما هي بتعيط وتندب حظها الاسود، وهو بيحاول يهديها، أنا كنت بدفس في بؤي أكبر قدر من المكرونة، قبل ما يسحبوا مني الطبق!».