الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

أولياء أمور يشكون التعليم عن بعد في ظل كورونا.. و«فرويز»: نتعامل قدر الإمكانيات

أرشيفية
أرشيفية

تقف كورونا عائقا أمام انتظام دراسة أبنائهم، يحاولون مجاراة المستجدات بشتى الطرق، اعتادوا على متابعة قنوات ومنصات تعليمية ربما لم تكن مألوفة لهم من قبل، يروون معاناتهم مع أبنائهم في فترة الإجازة التي امتدت لأسابيع تحسبا لتفشي الجائحة، واستعداداتهم لفترة الامتحانات المقبلة.

أصبح التعليم عن بعد هو السائد، حيث لم يستطع بعض الطلبة التأقلم حتى الآن مع هذا الوضع الجديد، ولكن هذا التغير جعل الأمهات يحاولن بذل المجهود في تشجيع أولادهن على التماشي مع طريقة التعليم الحديث والاستعداد لدخول الامتحانات.

معاناة الأمهات والطلبة

ومن جانبها، تحكي الأم منة مدحت، ربة منزل، معاناتها مع نجلها عبد الرحمن طالب بالصف الثاني الثانوي، أن الإجازة الطويلة وبعدها امتحانات مباشرة ثم استكمال العام الدراسي ضغط كبير على ابنها وتهيئته نفسيًا ودراسيًا لذلك، لأن الظروف اختلفت وأن ذلك غير معتاد أن يحدث.

وتابعت، أنه يحاول أن ينظم جدول مذاكرته وأنها تحاول مساعدته على استغلال وقته صحيحًا وتعد له الوجبات الصحية التي يفضلها والإكثار من الفواكة والخضراوات وأخذ الفيتامينات لزيادة التركيز أثناء المذاكرة، خاصة الزنك والحديد.

بينما سردت الأم ندى حسن عن مخاوفها هي وابنها عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الإعدادي من استمرار التعليم عن بُعد خاصة أنه يشكل صعوبة كبيرة له، لأنه لا يستطيع الحفاظ علي تركيزه لأطول فترة ممكنة، لأن التعامل أصبح الآن من خلال شاشة الكمبيوتر وهو الأمر الذي لم يعتاد عليه من قبل، وأن التعامل المباشر مع المعلمين من قبل كان يساعد علي الاستيعاب والتركيز بشكل أسرع .

بينما عبّر عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الإعدادي عن حزنه، نظرا لمعاناته في تنظيم مواعيد جدول للمذاكرة وأن الأجواء وظروف انتشار فيروس كورونا لا تساعده علي ذلك، فكان معتاد علي التعامل المباشر مع معلميه ومقابلة أصدقاؤه وجهاً لوجه فأصابه الملل والإحباط، وغير قادر على مواصلة المذاكرة والاستعداد لإجراء الامتحانات.

صعوبة التركيز أمام الشاشات

بينما قالت ليلى، ربة منزل، إن لديها ابنة تدعي سارة في الصف الخامس الابتدائي، لا تعرف كيف تجعلها أن تجلس أمام الشاشة لساعات لتلقي الدروس عبر التعليم عن بعد، والمحافظة علي تركيزها واستيعاب الدروس الخاصة بها، خاصة وأن المدرسة كانت تساعد على وجود بيئة مناسبة لمتابعة فهم الطلاب للشرح، وحثهم على التفاعل.

وفي السياق ذاته، وجّه جمال فرويز استشاري الطب النفسي، بعض النصائح للاستعداد لفترة الامتحانات والطرق التي تساعد الطلاب علي المذاكرة، موضحًا أن بعض نصائح إلي الأمهات لكيفية التعامل بشكل سليم مع أولادهن قبل الامتحانات.

وبسؤال «فرويز» عن كيفية تعامل الأمهات مع أولادهم خلال فترة ما قبل الامتحانات وأهمية تلك الفترة في تحصيل الطالب للمنهج، أوضح أنه يجب على الأمهات أن يساعدوا أولادهم في بناء جدول زمني بأوقات معينة للمذاكرة، بحيث يتم تقسيم جميع المواد الدراسية بالتساوي، حتى يتم تنظيم الوقت والاستفادة منه بشكل كبير، لكي يستوعب الطلاب بشكل سليم.

وأضاف في تصريحات لـ"كشكول"، أنه لابد من البدأ بمراجعة تدريجية علي المناهج، بمعني أن الطالب يبدأ في المذاكرة ساعتين علي الأقل ثم يقوم بأخذ فترة راحة لمدة تتراوح ما بين 10 – 15 دقيقة وبعد ذلك يكمل المذاكرة وهكذا، وفي اليوم التالي يبدأ في زيادة عدد ساعات المذاكرة حتي يعود نفسه تدريجيًا علي المذاكرة بدون ضغط أو توتر ولأن مخ الطالب واستيعابه يحتاج إلى التجديد.

وتابع، أن بعض الأمهات يلجاؤا إلى اتباع سياسة الضغط علي أولادهم في المذاكرة من أجل النجاح والتفوق دراسياً وأن "كل ما تذاكر أكتر كل ما هتنجح وتبقي متفوق" علي حد قوله، وللأسف والذي يغفل الكثير من الأمهات عنه أن التفوق قائم علي الكيف وليس الكم محذراً من الاعتماد علي الحفظ وأن لابد من الفهم أولاً، ولابد من تحويل هذا الضغط عليه إلى تشجيع ودعم منهم.

التعامل على قدر الإمكانيات

وفي سياق متصل أضاف "فرويز"، أنه يجب علي الأمهات عدم عمل مقارنة مع أقارنه ولابد من فهم أن قدرة الاستيعاب تختلف من شخص لآخر، فهناك طالب يمكن أن يقرأ مرة واحدة فيستوعب في وقتها، وهناك طالب آخر لا يستوعب إلا بعد عدة مرات، فلابد التعامل معهم علي قدر إمكانياتهم دون الضغط عليهم، ناصحا الأمهات أن يتعاملوا بمرونة مع أولادهم، والسماح لهم بممارسة ما يحبوا فعله طالما لا يخرج عن الإطار الأخلاقي السليم، والسماح لهم بالخروج مع أصدقاءهم وشراء ملابس محببة لهم أو مشاهدة فيلم، وذلك في أوقات الفراغ وغيرها من الأفكار التي تساعد علي تحسين من نفسيتهم.

وشدد استشاري الطب النفسي، على حرص الطلاب الشديد عند الذهاب لإجراء الامتحانات ضرورة على ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي وضرورة استخدام المطهر الكحولي للأيدي علي مدار اليوم وتعقيم الأيدي بعد الانتهاء من الامتحان، مضيفًا أنه يجب توعية أولياء الأمور بالإجراءات الوقائية والتشديد علي أولادهم بضرورة اتباع تلك الإجراءات للحفاظ على سلامتهم.