أمين البحوث الإسلامية: جهود الأزهر في تطوير التعليم يعكس استراتيجيته نحو التحول الرقمي
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ ما شهدته الحقبة الأخيرة في عهد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من طفرة هائلة في الارتقاء بمستوى التعليم عموما في جميع المراحل التعليمية بالأزهر، وما شهدته القطاعات التي تضم بين أحضانها الطلاب الوافدين بشكل خاص، يعكس استراتيجية الأزهر ورؤيته الثاقبة في الاهتمام بتعليم الطلاب الوافدين وصقل خبراتهم.
وأكد الدكتور نظير عياد خلال كلمته بالمؤتمر السنوي الدولي الأول «تعليم الوافدين والتحول الرقمي.. التطلعات– التحديات»، الذي يعقده مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن جهود الأزهر في هذا المجال لم تقتصر على إنشاء برامج إلكترونية وميكنة النظم الإدارية فيما يتعلق بتلك المنظومة التعليمية، بل إن المناهج العلمية ذاتها شهدت نظامًا تعليميًا متميزًا يجمع بين الكم والكيف، ويأخذ في اعتباره كل أساليب التعلم الإلكترونية الحديثة.
وأضاف عياد أن الأزهر الشريف نجح من خلال مراكزه التعليمية المتطورة في تيسير العملية التعليمية في ظل ما يواجهه العالم حاليا من أزمة كورونا، والتي تطلبت أن تكون هناك بدائل للتعليم الإلكتروني والتواصل الافتراضي، فأنشأ الكثير من المنصات التعليمية الافتراضية التي لاقت استحسان الكثير من هؤلاء الطلاب بدعم من قطاعات الأزهر المختلفة، بل إنه يمكن القول بأن هذه المنظومة الحديثة في تعليم الوافدين بالأزهر حققت آمال هؤلاء الطلاب وأقرانهم ممن لم يتمكنوا في تحقيق بغيتهم للدراسة بالأزهر، فقرروا أن يتخذوا من هذا التطور سبيلا لأن تكون مناهج الأزهر هي زادهم أينما كانوا وحيثما وجدوا.
وأشار د. نظير عياد إلى أن الأزهر كان حريصًا كل الحرص في تطويره لنظام تعليم الطلاب الوافدين أن تكون اللغة العربية على رأس الاهتمام، فهي أهم ركيزة لتحصين الهوية والذات والشخصية، وإن الدفاع عنها واجب بالضرورة يضمن للأمة استمراريتها ويحفظ لها مكانتها المنوطة بها بين الأمم الأخرى، لافتًا إلى أن اللغة كما يقول الفلاسفة: بيت الوجود ووجود الذات، اللغة هي الذاكرة والرؤيا، واعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين، ويؤثر في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، مُثمنًا ما بلغه الأزهر من اهتمام في تعليم هذه اللغات بطريقة عصرية حديثة لغير الناطقين بها، على أمل أن يستمر البذل والعطاء ما دام الأزهر باقيا، ورايته عالية خفاقة ترفرف في سماء العلم، ولا تعرف سبيلا للرقي والنهوض إلا به.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنه ليس هناك عائق أمام ازدهار العالم المعاصر إلا شيء واحد، هو أن ندرك أنه لا طريق إلا طريق «العلم».. ولا علم إلا «بإخلاص».