الإمام الأكبر يوضح.. هل شئ يذكر في القرأن والسنة واجب فعله؟
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، هل كلُّ أمرٍ ورد في القُرآن الكريمِ أو السنة المُطهَّرةِ يجبُ على المسلمِ فِعلُه؟ متابعًا أن العلماء أجابوا على هذا السؤال بالنفيِ، موضحًا أنَّ "الأمرَ" قد يُفيدُ الوجوبَ، وقد لا يُفيد وجوبًا ولا استحبابًا أصلًا، وإنَّما يُفيدُ مُجرَّدَ إباحةِ فعلِ المطلوبِ أو تركِه، مضيفًا فضيلته أن علماء الأصول قد أحصوا خمسةً وعشرين معنى تدلُّ عليها صيغةُ "الأمر" غيرَ معنى الوجوب.
وأكد شيخ الأزهر، أن بيان فلسفةَ التقييدِ في
مفهوم "الأمر" وصيغِه ودلالاتِه، تُضيِّقُ إلى حَدٍّ كبيرٍ من دائرة
"الواجبات" في حياة المسلم العملية والاجتماعية، وتُؤمِّنُ له حريةَ
الحركة في دائرةٍ لا نهائيةٍ من الجائزات والمباحات.
وأشار الإمام الأكبر، أن هذه النظرة تكشف عن
"الانسجام" الداخليِّ بينَ القُرآنِ والكونِ، وأنهما وجهان لحقيقةٍ
واحدةٍ، وأنَّ القرآنَ أشبَهُ بكونٍ مسموع، والكونَ أشبهُ بقُرآنٍ مرئيٍّ
يُتأمَّلُ، وأنَّ الميلَ إلى تكثيرِ الواجباتِ وتفريعِها وازدحامِ الفروضِ
والسُّنَنِ يَقدَحُ في فضيلةِ التأمُّلِ العقليِّ التي يُعوِّلُ عليها القرآنُ في
اكتشافِ الحقائق، والعلمِ بالموجوداتِ على ما هي عليه، وهو العلمُ المسمَّى
بـ"الحكمةِ الإلهيَّةِ" التي
ذكَرَها القرآنُ وأثنى عليها وعلى أصحــابِها في قولِه –تعالى (يؤْتِي الْحِكْمَةَ
مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا
يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
.
يذكر أن برنامج «الإمام الطيب» يذاع للعام
الخامس عبر قنوات مصرية وعربية، وقد أطلق البرنامج في رمضان 2016م ويتناول
البرنامج في عامه الحالي خصائص الدين الإسلامي، ووسطية الإسلام ومظاهرها، وقواعد
التكليفات الشرعية، ويسر الشريعة، ومصادر التشريع، والرد على الشبهات حول السنة
النبوية والتراث.