السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

مختار جمعة: الدين أمرنا بأداء الأمانة والوفاء بالعهود

كشكول

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه خاب وخسر من أكل الحرام ببيعه لوطنه وبلده وأهله،  وللحفاظ على المال أحاطه الإسلام بسياجات عديدة من الحفظ منها قوله تعالى: "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، قال أحد الناس لصاحبه : هذه اليد ديتها إن قطعت خمسمائة دينار من الذهب الخالص فما بالها إن سرقت تقطع في ربع دينار.

وتابع وزير الأوقاف، أن اليد الأمينة عزيزة والخائنة ذليلة مهانة لا قيمة لها وأمرنا بأداء الأمانات فقال سبحانه وتعالى : "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"، وقال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّه".

 كما أمرنا الله عز وجل بالوفاء بالعهود والعقود فقال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" وحثنا على كتابة الدين حفظًا للمال فقال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا" , وبدء بالصغير قبل الكبير تأكيدًا على أهمية كتابة الديون وأهمية الوفاء بها, بل نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير فقال سبحانه : "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا".

 

وقال سبحانه: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا معروفا" , فالمال الحلال بركة في الدنيا ورحمة في الآخرة , ولما سأل سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله ادع الله لي أن أكون مستجاب الدعوة، قال : " يا سعدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ؛ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ" وعند الصدقة يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا"، وإذا حج الإنسان بالمال الحرام وقال لبيك اللهم لبيك قيل له: لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك كل ذلك من أجل الحفاظ على المال وعدم الوقوع في المال الحرام.