الإمام الأكبر يحذر من الخلط بين الثابت والمتغير في الدين
أوضح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الرأي الذي يروج له اليوم وهو أن تعدد الزوجات من السنة أو أن عمل المرأة حرام أو أن الطلاق بدون دواع ضرورية لا حرج فيه، وغيرها الكثير من الأمور التي روعيت فيها بيئة عصر ما من العصور، وظروف زمانه ومكانه، ولم يراع فيها المقصد الشرعي العام، موضحا أن أساس الإشكال في هذه الأمور أن الفتوى فيما يقول بعض العلماء المعاصرين قد تأخذ "السيرة الاجتماعية" لعصر ما للحكم على أنها "سيرة تشريعية" لكل العصور، وتكون النتيجة الاضطراب في فهم مقصد الشارع في هذه المسألة أو تلك.
وأضاف الإمام الأكبر، أن آفة الخلط بين ما هو
ثابت ومتغير في الدين قد ترتب عليها آفة أخرى هي الخلط بين ما يعد تشريعا عاما وما
لا يعد كذلك، وقد فصل الفقهاء في هذه المسألة بما لا يقبل المزيد، وبينوا أنها
كانت من أسباب الاختلاف المشروع بين الأمة، وكانت مصدر رحمة ويسر في الدين، إذ
كانت المسألة الواحدة يراها مجتهد شرعا عاما لا يتغير، بينما يراها مجتهد آخر حكما
مصلحيا يتغير بتغير المصلحة، موضحا أن من أهم ما قيل في ذلك، قول الشيخ محمود
شلتلوت "ليس كلُّ ما رُوِيَ عن الرَّسولِ صلى الله عليه و سلم وإرشاداتِه
يُعَدُّ تشريعًا ذا حُجِّيةٍ مُلْزمَةٍ شرعًا للمسلمِينَ".
يذكر أن برنامج «الإمام الطيب» يذاع للعام
الخامس عبر قنوات مصرية وعربية، وقد أطلق البرنامج في رمضان 2016م، ويتناول
البرنامج في عامه الحالي خصائص الدين الإسلامي، ووسطية الإسلام ومظاهرها، وقواعد
التكليفات الشرعية، ويسر الشريعة، ومصادر التشريع، والرد على الشبهات حول السنة
النبوية والتراث.