شيخ الأزهر: من معوقات التجديد إضفاء قدسية الشريعة على اجتهادات الفقهاء السابقين
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن أول معوقات التجديد هو إغفال التفرقة في فقهنا الإسلامي المعاصر بين ثوابت الشريعة ومتغيراتها، كما أن عدم التفرقة بين الشريعة كنصوص إلهية من القرآن الكريم، أو نبوية من السنة الصحيحة، وبين الفقه كاستنباطات العلماء واجتهاداتهم في هذه النصوص، واستخراج الأحكام منها وإضفاء قدسية الشريعة على اجتهادات فقهائنا السابقين، واستدعاء فتاواهم وآرائهم التي قالوها ليواجهوا بها مشكلات عصرهم.
وأضاف الإمام الأكبر، أن فقهاءنا
السابقين كانوا رضي الله عنهم يعلمون علم اليقين أنها اجتهادات بشرية، ليست
معصومة، ولا هي في منزلة نصوص الشريعة، سواء ما كان منها قطعي الثبوت ظني
الدلالة، أو ما كان ظني الثبوت والدلالة.
كما أنهم أنفسهم ما كانوا يترددون في
تغيير فتاواهم أو مذاهبهم التي استقرت عليها فتاواهم إذا ما جد جديد في أمور
المسلمين يتطلب تغيير هذه الفتوى أو تلك، حتى لا يصيبهم حرج ولا مشقة في الدين
بعدما امتن الله عليهم بأنه لا يريد لهم ذلك، وحتى لا يتحمل الفقهاء الأجلاء
مسؤولية هذا الضرر أمام الله -تعالى- يوم القيامة.