الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

الإمام الأكبر: لا يمكن رفض التراث أو قبولها بالكامل

كشكول

 

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أنه نحن حين نفرق بين الشريعة من جانب والفقه من جانب آخر لا ‏نقصد إلى أن نستبدل به ‏عناصر غريبة عنه: غربية أو شرقية تناقض ‏طبيعته، وتختلف معه منطلقا وغاية، وكل ما نقصد إليه هو ما قصده ‏أسلافنا ‏العظام حين نظروا إلى هذا التراث في حقيقته كنتاج علمي ‏وثقافي هائل قام بدوره المطلوب في بناء حضارة المسلمين ‏ونشرها في ‏الشرق والغرب، ولكنهم لم ينظروا إليه من منظور التراث المعصوم عن ‏التغيير والتبديل.‏

 

وأوضح شيخ الأزهر، أن التراث كما إنه ليس مقبولا كله اليوم، فهو أيضا ليس مرفوضًا ‏كله اليوم أيضا، كما يرى المتهورون ‏ممن لا معرفة لهم بقيمة هذا التراث ‏وشموخ منزلته في الخافقين، نعم تراثنا ليس كله قادرًا على مواجهة ‏مشكلات العصر، ‏لكنه ليس كله بعاجز عن التعامل معها، ومن هنا ‏كان تركيز أسلافنا على الحركة المتجددة التي هي خاصة هذا التراث، ‏‏والتي تتطلب لاستمرار هذا التراث حيًا مؤثرًا- فيما حوله- إلغاء ‏عناصر وإبقاء عناصر أخرى، واستدعاء عناصر ثالثة ‏من خارجه ‏حسب حاجة المجتمعات الإسلامية ومصلحتها.‏

 

وأكد شيخ الأزهر أن التجديد الدائم ‏في التراث هو المنوط به بقاء الإسلام دينًا حيًا متحركًا ينشر العدل ‏والرحمة والمساواة ‏بين الناس، والتراث حين يتخذ من" التجديد" أداة ‏أو أسلوبًا يعبر به عن نفسه يشبه التيار الدافق، والنهر السيال الذي ‏‏لا يكف لحظة عن الجريان، أو هكذا يجب أن يكون، وإلا تحول إلى ‏ما يشبه ماء راكدًا آسنًا يضر بأكثر مما يفيد، ‏والذين يظنون أنهم ‏قادرون على مواجهة المستجدات بمجرد استدعاء الأحكام الجاهزة من ‏تراث القرون الماضية، يسيئون- ‏من حيث يدرون أو لا يدرون- ‏لطبيعة هذا التراث العظيم، والتي ما أظن أن تراثًا آخر عرف بها من ‏قبل، وأعني بها ‏القدرة على التحرك لمواكبة الواقع المتجدد عبر خمسة ‏عشر قرنًا، وتنزيل الخطاب الإلهي عليه. ‏