رسائل شيخ الأزهر تثير الجدل في قضية تجديد الخطاب الديني
جاءت رسالة شيخ الأزهر أحمد الطيب، بخط يده، إلى طلابه في المعاهد والجامعات الأزهرية، لتثير الجدل مرة أخرى حول قضية تجديد الخطاب الديني، وهو ما أثار تساؤلات حول الرؤوية الحقيقية لشيخ الأزهر في مسألة التراث الديني، بين حديثه للعامة عبر برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، وخطابه الموجه للأزاهرة.
فخلال حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»
تطرق شيخ الأزهر إلى الحديث عن التجديد، عبر تصريحات اعتبرها الكثيرون خطوة مهمة وواعدة
من شيخ الأزهر في قضية تنقيح وتجديد التراث، وإعلان صريح لموقف الإمام من تلك القضية،
بعد فترة طويلة من التشويش بل والمواجهة المباشرة والحادة منه لكل من يتحدث عن قضية
التجديد.
وقال د.أحمد الطيب، خلال البرنامج إن
"الدعوة لتقديس التراث الفقهي، ومساواته في ذلك بالشريعة الإسلامية تؤدي إلى جمود
الفقهِ الإسلامي المعاصر، كما حدث بالفعلِ في عصرِنا الحديث؛ نتيجة تمسك البعض بالتقيد
الحرفي بما وَرَدَ من فتاوى أو أحكامٍ فقهيَّة قديم كانت تمثلُ تجديدا ومواكبة لقضاياها
في عصرِها الذي قِيلَتْ فيه، لكنَّها لم تَعُدْ تُفيد كثيرًا ولا قليلًا في مُشكلاتِ
اليوم، التي لا تشابِه نظيراتِها الماضيةَ، اللهم إلا في مُجرَّدِ الاسمِ أو العنوان".
وفيما اعتبره الكثيرون محاولة لتصحيح موقف
أهم وأكبر مؤسسة دينية في المنطقة، أوضح الإمام الطيب أن "السبب الأساسي في فشل
معظم مؤتمرات التجديد، هي أنها لا تحدد القضايا محل التجديد ولا المطلوب لمعالجتها"،
وذلك رغم أن أغلب تلك المؤتمرات التي حضرها شيخ الأزهر وهاجم فيها دعوات التجديد كانت
قد حددت نقاط معينة لمناقشتها فقهيا خصوصا في مجالات: الأسرة، والمرأة، والأحوال الشخصية،
والاقتصادِ، والبنوك والربا، فضلا عن قضية الطلاق الشفوي التي أثارها الرئيس السيسي،
وجميعها قضايا تلمس أرض الواقع وتصطدم بالتراث الفقهي.
وصباح اليوم أصدر الدكتور محمد المحرصاوي،
رئيس جامعة الأزهر، قرارًا بطباعة رسالة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
الشريف، التي نشرها أمس، على غلاف الكتب الدراسية المقررة للعام الدراسي الجديد
2021-2022.
رسالة الطيب الموجهة لتلاميذه، تبرىء التراث من إعاقته لعملية
تطوير الخطاب الديني، وهو ما اعتبره البعض متناقضا مع ما جاء في البرنامج، فبعد الحديث
عن ضرورة التجديد للعامة؛ يقول لطلابه: "التراث ليس عائقا عن التقدم".
وجاء نص الرسالة كالتالي: "لم يكن
تراث الأمة عائقا لها عن التقدم والتألق والأخذ بأسباب القوة والعزة والمنَعَة وكذلك
لم تكن السنة النبوية المطهرة حجر عثرة في طريق بناء مجتمع متماسك يتمتع أفراده بخيرات
الدنيا والآخرة، وعلى المسلمين أن يقرؤوا تاريخهم بعين بصيرة ليتعلموا من جديد كيف
ينافسون شعوب العالم المتحضر".