شيخ الأزهر: أنشانا مركزًا للتراثِ والتجديد لكثرة القضايا وتشعبها
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنه إذا كان تيَّارُ الانغلاق قد أخفق في رسالتِه بعدما راهن على قُدرة المسلمين على العَيْش والحياةِ بعد أن يُوصِدُوا أبوابَهم في وجهِ حضارة الغرب وتدفق ثقافتِه، بل تراجَعَ بعد ما خَلَّفَ وَراءَه شبابًا أعزَلَ لا يستطيعُ مواجهةَ الوافدِ المُكتسِح؛ فإنَّ تيار المُتغرِّبين والحداثيِّين لم يَكُن بأحسن حظًّا من صاحبِه، حين أدار ظهرَه للتراث، ولم يجد حَرَجًا ولا بأسًا في السُّخريةِ والنَّيْل مِنه، وكان دُعاتُه كمَن يُغرِّدُ خارجَ السِّرْب، وزادوا المشهدَ اضطرابًا على اضطراب.
كما أكد الإمام الأكبر أنَّ التيَّارَ الجديرُ وحدَهُ بمُهِمَّةِ التجديد الذي تتطلَّعُ إليه الأُمَّة هو الإصلاحي الوسطي، وأعني به التجديد الذي لا يُشَوِّه الدِّين ولا يُلغيه، وإنَّما يأخذُ من كنوزِه ويستضيءُ بهديِه، ويَتركُ ما لا يُناسبُ من أحكامه الفقهيَّة إلى فتراتِها التاريخيَّة التي قِيلَت فيها، وكانت تمثِّلُ آنئـذٍ تجـديدًا استدعاهُ تغيُّر الظُّروف والأحوال، مشيرًا إلى أن من لم يَعْثُر على ضالَّتِه فعليه أن يجتهدَ لاستنباطِ حُكْمٍ جديدٍ يَنسجمُ ومقاصِدَ هذا الدِّين.
وأكد شيخ الأزهر، أنَّ القضايا التي هي محـلُّ التجـديد قضايا كثيرة لا يستوعبُها مؤتمرٌ واحدٌ، لذلك قرَّر الأزهر الشَّريف إنشاءَ مركزٍ دائم باسم: "مركز الأزهر للتراثِ والتجديد" يضمُّ عُلماء المسـلمين من داخل مصرَ وخارجِها، كما يضمُّ مجموعةً من أسـاتذةِ الجامعات والمتخصِّصينَ في مجالات المعرفة مِمَّن يُريدون ويَرغبون في الإسـهامِ في عمليَّةِ «التجديد» الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين أيضًا.