تدعي تسريب الامتحانات.. "الدستور" تتبع حساب "صوفيا" الوهمي للنصب على الطلاب
لحظات عسيرة مرت على طلاب الثانوية العامة بالأمس، فقد كانت السويعات الأخيرة لهم لمراجعة مادتي الفيزياء والتاريخ، المقرر تأديتهما اليوم، الثلاثاء، في تمام التاسعة صباحًا، وينتهي في الثانية عشرة ظهرًا.
لكن لطمأنة انفسهم
اضطروا إلى اللجوء لأساليب غش "شاومينج" للاطلاع على الامتحان قبل الخضوع
له، وذلك بعد ما مر عليهم من اختبارات صعبة في الأيام السابقة.
"عايزين نجمع
من بعض ٥٠٠ جنيه عشان ناخد الامتحان".. كلمات أطلقتها هدير أحمد، إحدى طالبات
الثانوية العامة خلال حديثها مع إحدى صديقاتها قبيل امتحان الفيزياء، وذلك عبر الرسائل
المشتركة بينهن من خلال إحدى المجموعات على تطبيق "واتس آب".
تقول لهم هدير: "توصلت
إلى حساب فتاة تدعى "صوفيا آدم" عبر "الفيس بوك"، والتي أخبرتني
أنها تمتلك امتحان الفيزياء، لكن في المقابل علينا إعطائها مبلغ ٥٠٠ جنيه على هيئة
كروت ڤوداڤون، ومن ثَمَّ سيكون الامتحان بين ايدينا".
"هدير"
وصديقاتها الاثنتي عشرة ضحايا جديدة لوهم "صوفيا آدم"، وهو حساب مفبرك عبر
"الفيس بوك" يستغله القائمون عليه للنصب على طلبة الثانوية العامة، الذين
أصبحوا يتعلقون بـ"قشاية" للنجاح من هذه السنة بعد ما عانوه من إرهاق بدني
ونفسي ومادي.
كلمات "هدير"
كانت الخيط الذي تتبعته "الدستور" لكشف سر هذا الحساب الوهمي، وذلك من خلال
حديثنا مع بعض الطلبة الذين لجأوا إليه للاطلاع على امتحان الفيزياء، الذي يتسم بالصعوبة
في كل عام تقريبًا.
محررة "الدستور"
تقمصت دور طالبة في الثانوية العامة بالاتفاق مع إحدى الضحايا لمتابعة ما دار بينهن،
فدخلت إلى المحادثة بينهن التي كانت فحواها كما تقرأ في السطور التالية.
تقول هنا خالد: "كل
واحدة فينا قامت بشراء كروت ب ٣٠ جنيهًا وتصوير أرقامها ثم إرسالها إلى "هدير"
التي تواصلت مع "صوفيا" عبر "الواتساب"، وذلك بعد أن تأكدنا أن
الامتحانات السابقة كانت "صوفيا" أحد القائمين على تسريبها، وبررت لنا أنها
تعيش في "لندن" لذا لن تتمكن وزارة التربية والتعليم من القبض عليها وإيقافها".
وتلتقط منها الحوار
دنيا محمد، التي تؤكد أن ورق امتحان الفيزياء وصل إليهن في الخامسة مساء أمس، وبدأن
في حل أسئلته ثم تصويرها وإرسالها لمجموعة "الواتساب"، إلا أن أغلب الأسئلة
كانت صعبة علينا، فلم نجد إجابة لها في ملازمنا التي نذاكر منها طوال العام".
أما منة ناجي، تروي
أن "صوفيا" أخبرتنا أن الامتحان إذا تم تبديله سترسله لنا قبيل موعد خضوعنا
له بـ6 ساعات لنتمكن من الاطلاع على أسئلته، وإذا تم تغييره سنتمكن من استرداد أموالنا،
إلا أننا حتى العاشرة مساء أمس لم نتلق منها أي أوراق أخرى، شاكية أنها أرسلت لهم
١٨ ورقة فقط من أصل ٤٥ ورقة تقريبًا، متابعة: "يعني لو حلينا دول ننجح بس".
وبانفعال، تتابع منى
نجم، أنهن اكتشفن في اللحظات الأخيرة أنه امتحان وهمي، وما جعلنا نكتشف الأمر هو مرور
خبر بإحدى المواقع الإخبارية تحذر من حساب "صوفيا" لكنه كان الوقت الذي لا
ينفع فيه الندم، فقد تخطت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ولم تعد "صوفيا"
ترد على رسائلنا، فخسرنا اللحظات الأخيرة في مراجعة المادة، أيضًا الأموال التي دفعناها.