من أجل الأبناء.. أولياء أمور مصر يطالب بعودة الاهتمام بمادة التربية الدينية
طرحت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، سؤالًا عبر جروبها على موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، قائلة: "استمرارًا لمسلسل انهيار القيم والأخلاق ظهرت ظاهرة عقوق الأبناء يا ترى مين السبب وإزاي نعالجها؟".
وتفاعل أولياء الأمور في الرد، فقالت ولي أمر: "من رأيى إن الأباء نفسهم لهم يد فى كده بيبقوا قاسيين مع أولادهم من الأساس فبيطلعوا الأولاد ناقصين حنية من الأباء اللى يخليهم يخافوا عليهم ربو أولادكم ليبروكم أولادكم فيوجد أيضا عقوق أباء تجاه أولادهم، بس كدين ده غير مبرر أبدا للأبناء، الأباء هيتحاسبوا لوحدهم لكن المفروض هما يراعوا ربنا فى والديهم حتى لو كانوا كفار .. وفى المقابل الأباء كانوا فى منتهى الحنية مع أبنائهم بس الأبناء قلبهم قاسى ومعندهمش رأفة ولا دين، فالعلاج فى التربية من الأساس والدين والأخلاق".
وأضافت الآخرى: اعتقد المشكلة كانت في التربية نفسها القسوة والعنف تولد قسوة وعنف، وتابعت ولي أمر: "أخر عشر سنوات القيم والأخلاق والدين دُمر كليا إلا من رحم ربي وهؤلاء قلة قليلة ولا يوجد أي أمل في علاج أو إصلاح إلا إذا أراد الله خيرا لنا إكراما للصالحين فينا".
وشارك ولي أمر: " في قصه شهيرة لسيدنا عمر ابن الخطاب عندما ذهب إليه رجل يشتكي عقوق ابنه وبعد سماع شهادة الابن رد أمير المؤمنين بمقولته الشهيرة لقد عقتت ابنك قبل أن يعقك لأنه لم يحسن اختيار الأم والاسم والتربية ولم يعلمه كتاب الله.. إلى باقي الرواية وهنا الأصل وأيضا قوله صل الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته صدق رسول الله، الأصل الاهتمام والأخذ بالأسباب في التربية والنشأة الدينية الحنيفية الوسطية، والتي بدورها تقوم الأخلاق، وللأسف شغلتنا الدنيا لجلب المال على حساب تربية الأبناء اعتقد دا الأصل في عقوق الأبناء، وأيضا قد يكون ابتلاء في الأبناء بسلوك سئ عن طريق أصدقاء سوء أو سلوك غير سوي يؤدي إلى العقوق وهو اختبار وابتلاء من الله للآباء بالرغم من النشأة الطيبة والدينية".
ظاهرة عقوق الوالدين
وقالت داليا الحزاوي، إن المشاهد للواقع الحالي من تفشي ظاهرة عقوق الوالدين يدمع قلبه فهى قضية ضد الإنسانية فقد فطر الله الإنسان على حب واحترام الوالدين، مضيفة: "بالبحث عن أسباب العقوق نجد أن تربيتنا للأبناء بطريقة قاسية، أو بطريقة بها دلال زائد أحد الأسباب لهذه الظاهرة، كما أن ديكتاتورية الآباء في التعامل فيصادرون على آراء أبنائهم متناسين أنه لابد أن يكون هناك توازن في التعامل فمن حق الأبناء أن يكون لهم رأي ويتم احترامه ومناقشته بشكل ودي، فلا يستقيم التعامل مع الأبناء وهى عبارة عن أوامر ونواهي ومحاذير؛ مما يدفع الأبناء للرفض والتمرد".
وشددت على أن رفيق السوء الذي يتأثر به الابن فقد يكون عاق لوالديه وبالتالي يتأثر به ويحاكي ما يفعله الابن فيتحول إلي ابن عاق فيلزم لذلك أن يكون للوالدين دور في متابعة صدقات أبنائهم فالصاحب ساحب، وقد يكون الأب نفسه عاق لوالديه فلا نستغرب إذا رأينا الابن يحذوا حذوه، مشيرة إلى أن ابتعاد الآباء عن أبنائهم بالانشغال في توفير الاحتياجات المادية له آثر كبير، فالأبناء في حاجة أيضًا للاهتمام بالجانب النفسي والتربوي فهناك أزمة في لغة الحوار بين الأسرة، فلا يوجد وقت لاجتماع الأسرة في تناول وجبات الطعام أو الخروج سويا للتنزهه.
ونوهت" الحزاوي" إلى أنه قد يشعر الابن بمشاعر الحقد والغيرة عند تفضيل أحد الأبناء وإعطاؤه امتيازات مادية أو معنوية؛ مما يزيد مشاعر الرفض والتمرد التي تؤدي في نهاية إلي العقوق في الكبر لذا يلزم أن يكون هناك عدل في تعاملنا بين الأبناء جميعا، متابعة: "الحل لهذه الظاهرة غير الإنسانية هو تقوية الوازع الديني لدي الأطفال من البداية حتى ينشبوا على مكارم الأخلاق وتقدير واحترام الوالدين فجميع الأديان تحث على ذلك، إلى جانب عمل حملات مجتمعية في كل مكان مدارس أو نوادي أو دور شباب للحث على بر الوالدين ويتم من خلالها عقد ندوات مع متخصصين في الدين وعلم النفس والتربية، بالإضافة إلى قيام وسائل الإعلام بدورها في غرس القيم وبر الوالدين والأخلاق من خلال عرض محتوى برامج وأفلام تحث على ذلك".
واستطردت: "يجب الاهتمام في المدارس بمادة التربية الدينية وجعلها مادة أساسية حتى يكون هناك اهتمام لمذاكرتها، وضرورة اهتمام الوالدين بإعادة الحوار الدافيء بين أفراد الأسرة، ولابد أن يكون الحوار بعيد عن الأوامر والنواهي، فأول طريق العقوق هو حالة الجفاف التي تسود في الأسرة و نحاول تكريس يوم في الأسبوع للحديث الموسع مع الأبناء لمعرفة مشاكلهم وحلها".