الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«من النقد إلى التعاطف».. السوشيال ميديا تتحكم في أزمة معلمة المنصورة

كشكول

تصدرت قضية المعلمة المتطوعة فى أحد مدارس مدينة المنصورة، صفحات التواصل الاجتماعى ومواقع السوشيال ميديا خلال 48 ساعة، حيث حدثت تغيرات متتالية فى المزاج العام، فبعد أن شهد يوم الاثنين الماضي هجوما وانتقادات واسعة النطاق على المعلمة التى تعمل بشكل "تطوعى" وعلى اللجنة النقابية فى مدينة المنصورة أول، على خلفية رحلة نيلية قامت خلاله المعلمه المذكروة بالرقص على أنغام أحد الاغانى مع زملائها، الأمر الذي أدى لقيام وكيل وزارة التربية والتعليم  في محافظة الدقهلية على عبد الرؤوف بتحويل المعلمين المشاركين فى الرحلة للنيابة الإدارية.

صفحات التواصل الاجتماعى

شهدت صفحات صفحات التواصل الاجتماعى ومواقع الشوشيال ميديا موجه تعاطف موسعة مع المعلمة التى تبين أنها أم لـ 3 أطفال وتعمل متطوعة وتدرس دراسات عليا بدرجة الماجستير، حيث انتقد المتعاطفون معها قرار وكيل وزارة التعليم بالدقهلية، مؤكدين أن الرحلة كانت مع زملائها، وأن الجرم يقع على كاهل من صور وشهر بالمعلمة التى أعلنت عن استقالتها.

أوضحوا أن قرار الإحالة  لـ5 معلمين مخالف للقانون، لأن الفيديو تم خلال رحلة نقابية، وما حدث من رقص وفرحة من قبل المعلمة و بعض المعلمين يحدث فى الافراح ولا يخل بهيبة ومقام المعلم أو العملية التعليمية.

ومن جهتها، اكتفت مديرية التربية و التعليم بالتأكيد على أن المسألة الآن أمام الجهات القانونية المختصة، وشددت على أن المديرية لا تترصد لا أحد وأن القرار جاء في ضوء الضجة التى صاحبت الفيديو التذى تم تسريبه.

من هي المعلمة؟

أما آيه يوسف مُعلمة لغة عربية بإحدى مدارس المنصورة، قالت: «والله ما أعرف إني بتصور، ليه بيشهروا بيا وبسمعتني وبيدمروا مستقبلي ومستقبل عيالي الثلاثة، أنا هرفع قضية وهوديه في 60 داهية بس أعرف الأول هو مين».

وأشارت إلى أن تشويه السمعة  يُعد جريمة، قائلة «كل زملائي متعاطفين معايا وناس كتير عشان نعرف مين وراء التصوير».وأكدت أنها تعمل متطوعة بالتدريس منذ 3 سنوات، موضحة أنها خريجة كلية  آداب لغة عربية وتحضر حاليا ماجستير، ولديها  ثلاثة أبناء من بينهم 2 توأم.

وأضافت: "عمري ما عملت حاجة غلط، أنا متجوزة ومتفرغة للمدرسة ودراستي في الجامعة وعملي المتطوع على أمل التعيين" ، ولفتت إلى أنها تفاجئت بالفيديو على السوشيال ميديا، وتساءلت كيف سأذاكر لأطفالي الثلاثة وأنا بالاكتئاب.

وبالنسبة لرآى الدين، فأكد مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، الداعية الإسلامية، أن القائم على التصوير والنشر هو المذنب والمجرم الحقيقي في الواقعة، قائلا: «ماذا تستفيد عند التصوير والنشر، فلم يجني المصور شيئا سوى إيذاء زملائه وفضحهم»، لافتا إلى أن الكثير من أفراد المجتمع أصبحوا في تعطش إلى الفضائح والأذى ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن المجتمع يفتقد لغة الحوار بشكل كبير، وهذا سببا رئيسيا لانتشار الحوادث والوقائع.

قال عطية إن رقص المعلمين تصرف مهين لمهنتهم وغير مقبول، ومن الأحرى بهم أن يقومو بالقراءة أو المذاكرة أو القيام بما هو مفيد بدلا من حلقة الرقص تلك، موضحا: «لو عندهم عقل ماكانوش عملو كدا»، ولكنه استنكر بشكل أكبر تصرف الزملاء المحيطين لهم في الفيديو، الذين قامو بالتصوير ونشر الفديوهات بهذا الشكل.